دخل يوم 5 يناير الجاري عمال الوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس في إضراب عن العمل احتجاجا على عدم توصلهم بأجورهم التي كانوا يتوصلون بها ما بين 21 و26 من كل شهر بينما وطيلة الشهور الأخيرة على المستخدمين انتظارمرورالأسبوع الأول من الشهر القادم للحصول عليها بعد خوض إضراب عن العمل.ويرجع سبب ذلك إلى الأزمة المادية التي تعيش على إيقاعها الوكالة والمتمثلة في تقادم واهتراء حوالي 80 ْ% من أسطول الوكالة حيث يتعدى أكثر من 70 % من الأسطول المتحرك 10سنوات. كما أن جزء من هذا الأسطول يستخدم خارج المدار الحضري بعين الشكاك، وعين الله، وعزابة والبهاليل، ومدينة صفرو وعين الشقف، وهو ما يؤثر سلبا على الحالة الميكانيكية للحافلات في غياب أية مساعدات مالية من هذه الجماعات التي يستفيد سكانها من الأسطول الوكالة أو من طرف المصالح المركزية. كما أن الأعطاب التي تصيب الحافلات وغياب قطع الغيار ساهم في تقليص حجم الأسطول المتحرك من 180 إلى 125 حافلة تنافسها في استقطاب الركاب بمختلف محطات وقوف الحافلات سيارات الأجرة الكبيرة «الخطافة» وسيارات الأجرة الصغيرة المشتغلة «بالراكولاج» وسيارات النقل السري «العلني» وأصيب عدد من الحافلات للتخريب أثناء استعمالها لنقل المواطنين للتجمهر بمختلف الشوارع التي مر منها الموكب الملكي بفاس . وانعكست هذه الوضعية على مداخيل الوكالة التي انخفضت من 36 مليون سنتيم يوميا إلى 20 مليون سنتيم حاليا في أحسن الأحوال أكثرمن نصف هذا المبلغ تلتهمه أجور1200 مستخدم، ولا يكفي الباقي لتسديد مصاريف الوقود، وأعباء مالية أخرى تتمثل في ضريبة المباني والضريبة على الشركة وعن المهنة ومستحقات الصناديق الاجتماعية المتعلقة بالمستخدمين وتؤدي منها الوكالة مليون 500 ألف درهم للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومليونين و300 ألف درهم للصندوق المهني للتقاعد و700 ألف درهم للتعاضدية ومليونين و200 ألف درهم للشؤون الاجتماعية، أي ما مجموعه 5 مليارات و700 ألف درهم سنويا، إضافة إلى مصاريف التأمين عن النقل العمومي للمسافرين والمقدر بـ4 ملايين درهم والتأمين على حوادث الشغل والمقدر بمليوني درهم.
وهذه الوضعية جعلت الوكالة غير قادرة على تأدية ديونها المتراكمة المستحقة عليها خاصة الضريبة على القيمة المضافة والمقدرة بـ 6 مليارات من السنتيمات وتأمين حوادث الشغل والمقدرة بما يفوق 30 ألف درهم، إضافة إلى تحسين خدمات الوكالة التي يرتبط بحافلاتها 80 في المئة من ساكنة المدينة في تنقلاتهم اليومية وذلك عن طريق تجديد أسطول الوكالة باقتناء الحافلات وإصلاح الحافلات المصابة باعطاب ميكانيكية منذ سنوات بسبب غياب قطع الغيار. ورغم القيام بالعديد من الإجراأت كالمراقبة القبلية بمحطات وقوف الحافلات وحرمان المراقبين من استعمال السيارات التي كانوا يستعملونها للتنقل أثناء مزاولة مهامهم ومطالبتهم بتشديد المراقبة داخل الحافلات للتصدي لمحترفي الركوب المجاني المتفشية، بكثرة بخطوط الأحياء الفقيرة بالمدينة، وغيرها من الإجراأت لخلق توازن في مالية الوكالة وتسلم الوكالة لـ12 حافلة كهبة من مجلس مدينة «استراسبورغ» الفرنسية بموجب اتفاقية التوأمة بمجلس مدينة فاس، و16 حافلة أخرى ، وعلى مبلغ 100 مليون سنتيم من مجلس المدينة كمساعدة لإصلاح وصيانة الحافلات المعطلة وشيوع خبر تخصيص الحكومة مساعدة مالية قدرها 25 مليون درهم للوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس كتعويض عن النقل الجامعي والمدرسي ومن أجل اقتناء حافلات واتخاذ إجراأت لانقاد الوكالة من الإفلاس،منها عقدة برنامج لاقتناء 50 حافلة بمساهمة مجلس المدينة ب600 مليون سنتيم وبضمانة منه ستحصل الوكالة من صندوق التجهيز الجماعي فيچ بالمتبقى من المبلغ الإجمالي المحدد في مليارين من السنتيمات لانقاد الوكالة من الإفلاس فان وضعية الوكالة المادية ظلت في تراجع مما يفرض ضمان استمرار هذا المرفق العمومي في لعب دوره الاجتماعي، الإسراع في ترجمة الإجراأت التي من شأنها إنقاذ الوكالة من الأزمة المادية التي تنذر بإفلاسها وتهدد بتشريد أسر1000 مستخدم .