أكدت منظمات حقوقية ليبية وقوع انتهاكات خطيرة في سجون كتائب الثوار بليبيا، وتحدثت عن أساليب "وحشية" في التعامل مع الأسرى والمعتقلين المحسوبين على نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وجاء ذلك بعد أيام قليلة على تعليق عمل أطباء بلا حدود بمدينة مصراتة.
وقالت هذه المنظمات إن المعتقلين يتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي والصعق بالكهرباء والسلاسل الحديدية والحرمان من الزيارات.
وكشف رئيس المرصد الليبي لحقوق الإنسان ناصر الهواري عن استخدام التصفية الجسدية بالمعتقلات أو ما يعرف بالقتل خارج إطار القانون، وقال للجزيرة نت إن عدة سجون لا تخضع لسلطة الدولة الجديدة أو النيابة العامة والنائب العام.
وتحدث عن ازدياد السجون بعد تحرير طرابلس بأغسطس/ آب الماضي، مؤكدا جلب سجناء من العاصمة لبنغازي والعكس ومن طرابلس لمصراتة.
وقال الهواري إنه لا يعلم عدد السجناء ولا أماكن اعتقالهم، وأضاف أن بحوزته معلومات مؤكدة تشير لانتهاكات" ممنهجة " تقوم بها الكتائب، مضيفا أن السجون الحالية تفتقد لأبسط قواعد القانون الدولي المختصة بالحبس والتحقيق.
وناشد القادة الجدد بالتدخل وإيصال رسالة لمنتهكي حقوق الإنسان بأنهم لن يفلتوا من العقاب والحساب، وكشف أن المنظمات الحقوقية غير قادرة على زيارة المعتقلات التابعة للكتائب، مشيرا إلى تأكدهم من وفاة ليبي تحت التعذيب كان محتجزا لدى إحدى الكتائب ببنغازي قبل عدة أشهر.
آلاف المعتقلين
ومن جهتها، أبلغت رئيسة المنظمة الليبية لحقوق الإنسان حنان محمد الشريف الجزيرة نت بأن هناك أكثر من ثمانية آلاف معتقل حاليا بسجون الثوار.
ورصدت المنظمة حالات قتل وتعذيب أثناء التحقيقات وخارجها وسجن بغرف انفرادية بلا إضاءة أو دورات مياه، لكنها رفضت الإفصاح عن أي بيانات أو معلومات حول الأماكن السرية.
كما أكد عضو المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان وليد كعوان للجزيرة نت أن الثوار قاموا باعتقال أعداد كبيرة بطرابلس وغيرها من المدن ممن يشتبه في تعاونهم مع نظام القذافي.
وقد قامت المجموعة الليبية المتطوعة لرصد الانتهاكات التي استند إليها كعوان في تصريحه بزيارات لسجون الجديدة وتاجوراء وجودائم والمجلس العسكري بوسليم والهضبة الخضراء،ومقر كتيبة النمور.
وقدرت المجموعة عدد أماكن الاعتقال بحوالي 27 مركزاً، تخرج كلها عن سيطرة وزارة العدل باستثناء سجن الجديدة.
وتقوم المجموعة الليبية بمتابعة الإجراءات القضائية التي تقتضى الالتزام بمحاسبة المسؤولين عن ذلك أمام المحاكم، وطالبت السلطات العدلية والأمنية الليبية الجديدة بتفعيل جهاز القضاء والنيابة والشرطة بأسرع وقت.
قلق شديد
ومن جهته أكد عضو منظمة "سواسية" لحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب
فتح الله السراري صعوبة زيارة المزارع والاستراحات التابعة لأعوان القذافي، والتي تحولت -وفقه- لسجون وباتت أكبر تهديد لحقوق الإنسان الليبي.
وقال السراري للجزيرة نت إن أحد أعوان القذافي -واسمه الدكتور عمر بريبش- توفى بالسجن تحت التعذيب في ظروف غامضة، مؤكدا دعمه للآراء التي تطالب بسرعة تقديم رموز النظام السابق لمحاكمات عادلة.
يُذكر أن مصطفى بوشاقور نائب رئيس الوزراء قال هذا الأسبوع إنهم بصدد فتح تحقيقات في تقارير تتحدث عن انتهاكات حقوقية، غير أن مصدرا قضائيا مسؤولا أبلغ الجزيرة نت عن اجتماع مرتقب الأحد المقبل لاتخاذ إجراءات رادعة وعاجلة لإحالة جميع المعتقلين لسجون وزارات العدل والداخلية.
وتحدث المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- عن انتهاكات "صارخة " داعيا مؤسسات المجتمع المدني بالضغط على المجلس الوطني الانتقالي والحكومة، والوقوف وراء أجهزة الشرطة والعدل لتفعيل القانون