أكدت المديرية الجهوية للفلاحة بفاس، بولمان أن موجة البرد التي تشهدها الجهة حاليا لن تؤثر على السير العادي للموسم الفلاحي 2012-2011.
وأوضحت المديرية في مذكرة لها حول سير الموسم الفلاحي الحالي أن انخفاض درجات الحرارة رافقه سقوط الثلوج ببعض مناطق الجهة (الأطلس المتوسط والمنطقة الشرقية)، والتي ستعود بالنفع على المياه الجوفية والسطحية.
كما سيمكن انخفاض درجات الحرارة -تضيف المديرية- الورديات المثمرة التي يلائمها الطقس البارد، من الإزهار الجيد، مشيرة إلى أنه في ما يخص الزراعات الخريفية، سيتم تدارك التباطؤ الخفيف للنمو الذي سببته موجة البرد، بسرعة، عند ارتفاع درجات الحرارة والسقوط المحتمل للأمطار.
ويعزى هذا التفاؤل، إلى التساقطات المطرية الهامة التي سجلت بجهة فاس-بولمان خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي، ومنذ بداية الموسم الفلاحي 2012-2011، حيث تراوحت ما بين 200 ملم ببولمان، و220 ملم بفاس، و260 ملم بصفرو.
وأكدت المديرية الجهوية للفلاحة أن التساقطات المطرية الأخيرة كان لها «تأثير إيجابي» على المحاصيل الزراعية، لاسيما الحبوب، معربة عن «الأمل في أن يكون الموسم الفلاحي جيدا، إذا هطلت الأمطار في الأسابيع المقبلة».
وتجدر الإشارة إلى أن غالبية الحبوب المزروعة توجد في مرحلة الإنبات، فمن بين مجموع المساحة المزروعة بالحبوب والتي تقارب 180 ألف و450 هكتارا، توجد 70 في المئة منها في حالة جيدة، و25 في المئة في حالة متوسطة، في حين توجد 5 في المئة منها في حالة «سيئة».
وحثت المديرية الفلاحين للقيام بعمليات صيانة الحبوب من خلال حمايتها من الأعشاب الضارة، وترشيد استخدام المبيدات والأسمدة، ووقاية المحاصيل من الأمراض الفطرية.
وبخصوص تأثيرات التساقطات المطرية الأخيرة، أكدت المديرية الجهوية للفلاحة أن هذه الأخيرة ستدفع الفلاحين إلى بدء استعداداتهم لزراعة المحاصيل الربيعية، لاسيما الحمص، والخضروات.
وارتباطا بالمناطق الرعوية، تجدر الإشارة إلى أن الغطاء النباتي بالمناطق الشمالية والوسطى للجهة يوجد في حالة «جيدة»، في حين أثرت الأحوال الجوية السيئة على هذا الغطاء بالمنطقة الجنوبية للجهة (منطقة ميسور).
وخلصت المديرية الجهوية للفلاحة إلى أن تدخل الدولة في إطار البرامج الرامية إلى الحفاظ على الثروة الحيوانية وحمايتها (برامج تزويد المزارعين بالشعير المدعم) مكن المزارعين المتواجدين بالمناطق التي يسودها طقس سيئ، من مواجهة هذه الوضعية الصعبة.
وتضم جهة فاس-بولمان 12 جماعة حضرية و48 جماعة قروية. وحسب آخر إحصاء عام للسكان والسكني 2004 يقطن بالجهة 1.57 مليون نسمة وهو ما يعادل 5.26% من مجموع ساكنة البلاد.تتميز الجهة بهرم ديموغرافي شاب: 40% من ساكنة الجهة لا يتعدى عمرها 20 سنة. و20% منها لها أقل من 10 سنوات.
في حين أن الساكنة التي يتجاوز عمرها 60 سنة أو أكثر لا تمثل إلا 8 في المائة من السكان. يبلغ المؤشر التركيبي للخصوبة 2.4 طفل لكل امرأة، وهو مستوى معادل تقريبا للمستوى المسجل على الصعيد الوطني. أما معدل البطالة على مستوى الجهة فيبلغ 7.2%. وهو أقل من المعدل الوطني (10.8%). ويعرف هذا المعدل ارتفاعا بالوسط الحضري (10.7%) مقارنة بالوسط القروي (1%).
أما بخصوص نسبة الأمية لدى السكان البالغين 10 سنوات وما فوق، فتبلغ 40.4% كما أن هذه النسبة تبقى جد مرتفعة في صفوف النساء مقارنة مع الذكور (51.8% مقابل 28.5%). وتبلغ نسبة تمدرس الأطفال بالجهة 66.3%. غير أن هذه النسبة تتباين حسب وسط الإقامة، إذ أن 75.4% من الأطفال الحضريين هم متمدرسون بينما تصل هذه النسبة تتباين حسب وسط الإقامة، إذ أن 75.4% من الأطفال الحضريين هم متمدرسون بينما تصل هذه النسبة إلى 47.3% فقط بالوسط القروي. أما عن المتمدرس حسب الجنس فنسبة الفتيات تبقى دون مستوى الذكور، حيث أن 57.5% فقط من الفتيات متمدرسات مقابل 74.8% من الذكور.
– الإطار الطبيعي:
يتشكل المجال الطبيعي لجهة فاس-بولمان من مجال جبلي أطلسي يعتبر بمثابة الخزان المائي الرئيسي لشمال المغرب, والمجال الميزيتي للجنود العليا والذي يضم هضبة سايس وتلال المناطق الشمالية والشرقية للجهة بالإضافة إلى منطقة ملوية.
تتميز الجهة بمناخ قاري، بارد شتاءا (متوسط درجة الحرارة الأدنى أقل من 19 درجة). وحار صيفا، خاصة بإقليم بولمان (متوسط درجة الحرارة الأقصى تتراوح ما بين 33 و40 درجة). أيعرف معدل الأمطار تغيرات مهمة بحيث تتراوح التساقطات بمنطقة سايس 600 و900 ملم تتوزع على خمسة أشهر، فيما يعتبر واد ملوية منطقة جافة بالنظر لضعف التساقطات.
تنعم الجهة بموقع متميز، فهي تحظى بمكانة هامة سواء بالنسبة للمياه السطحية أوالمياه الجوفية. وتصل نسبة المياه الجارية المتواجدة بالجهة إلى 990 متر مكعب/السنة، وتمتد من خلال حوضين كبيرين للسكب: 56% منها بحوض سبو و44% في حوض ملوية.
تغطي المساحة الغابوية بالجهة حوالي 838.000 هكتار. وهو ما يمثل 42% من المساحة الإجمالية للجهة، توجد منها 84% في إقليم بولمان و16% تقع بإقليم صفرو. يتكون الغطاء النباتي بالأساس من الغابات الطبيعية والحلفاء والنباتات الاصطناعية.
تمثل مناطق الحلفاء المتواجدة بإقليم بولمان أكثر من 64% من المجال الغابوي. وتتميز المؤهلات الغابوية بتعدد أنواع الأشجار: البلوط الأخضر والأرز والعصفية والعرعار. وتتوفر المنطقة على 12 موقع ذو أهمية بيولوجية وإيكولوجية تلعب دورا مهما في المحافظة على الوحيش (الغزال، طيور الماء…) والنباتات الغابوية.
– الفلاحة:
تتسم الفلاحة بجهة فاس-بولمان بهيمنة الزراعات الحبوبية البورية التي تشغل مساحة مهمة، إلا أن هذا النشاط يبقى بعيدا عن مستوى المردودية والإنتاجية المقبولة (1300 درهم/هكتار)، ولا من حيث خلق مناصب شغل كافية.
كما تنتشر زراعة الخضروات بمختلف مناطق الجهة. وهي كذلك تشكل قيمة مضافة ضعيفة: 1500 درهم/هكتار. أما زراعة القطاني فتتجاوز المناطق المسقية منها أو البورية بصعوبة القيمة المضافة معدل 2500 درهم/هكتار.
بالمقابل تضم الجهة مساحات فلاحية مخصصة للزراعات ذات قيمة مضافة عليا ومحدثة لمناصب الشغل.
وفي هذا الإطار توفر زراعة التفاح، الكبر «جنس نباتي من فصيلة الكبرية»، والزيتون. على سبيل المثال، قيمة إضافية يمكن أن تتراوح ما بين 6500 أو 15000 درهم/هكتار، على الرغم من كونها مازالت تمارس بكيفية تقليدية. في المرتبة الثانية من حيث المساهمة في رفع المعاملات بالقطاع وفي خلق فرص الشغل. تعرف الجهة أيضا قطيع جد مهم من الأغنام والماعز (أكثر من 1.3 مليون من الرؤوس)، لكنها تستغل بكيفية جد تقليدية.
ويساهم نشاط صنف اللحوم الحمراء للأبقار والماعز بشكل كبير في الرأسمال ويخلق قيمة مضافة بالنظر إلى أهمية المساحة المخصصة للرعي في الجهة (1.3 مليون هكتار).
ويعد إنتاج اللحوم الحمراء المساهم الثاني في رأسمال القطاع، وذلك نظرا للظروف المناخية الملائمة.كما يتصف نشاط الحليب بأهميت، إذ يضم 130.000 بقرة حلوب (93% منها سلالة جيدة) وبإنتاجية 3500 لتر من الحليب للرأس في السنة بالمناطق المسقية و2100 لتر للرأس في المناطق البورية.تقدر المساحة الصالحة للزراعة ب 317.000 هكتار أي ما يعادل 6.48 هكتار للاستغلالية و76 في المائة «للملك «. 72% من الاستغلاليات لديها مساحة أقل من 5 هكتار (34 في المائة من مجموع المساحة الصالحة للزراعة)، بينما تفوق 3.5% منها 20 هكتار (25.4% من مجموع المساحة الصالحة للزراعة).
على صعيد التجهيزات المائية، فإن 29.770 هكتار من المساحة مجهزة بمناطق صغيرة ومتوسطة بحجم إجمالي للسقي من الموارد المائية المعبئة يناهز 160 ملم مكعب. ويمثل السقي الخاص عبر المياه الجوفية 14.274 هكتار بحجم معبأ يقدر ب 79 ملم مكعب.
– الغابة:
تتكون المنتوجات الرئيسية الغابوية من خشب التدفئة وحطب البناء والخشب الصناعي إضافة إلى بعض المنتوجات الثانوية (الزعتر، أزير، الفطريات…).
يوفر بيع المنتوجات الغابوية (خشب البناء، خشب التدفئة والمنتوجات الثانوية) للجماعات والأقاليم والدولة محصولا سنويا يمكن أن يصل إلى 9 ملايين درهم. وتوفر الأنشطة الغابوية محاصيل لأكثر من ستة تعاونيات غابوية نشيطة بالجهة وآلاف أيام عمل للساكنة القروية.