دخل المعتقل مراد عيبوس الذي تصفه محاضر الشرطة القضائية بـ "الذئب المفرد" في اليوم الخامس عشر من إضراب مفتوح عن الطعام من داخل زنزانته بسجن سلا الجناح 2، احتجاجا على الحكم الذي صدر في حقه بحبسه 5 سنوات سجنا نافذا، بعد إدانته بتهم بالتخطيط لاغتيال شخصيات عمومية وأمنية عن طريق محاولة صناعة متفجرات من مواد أولية.
وقد ، اتهمت نادية والدة مراد عيبوس الشرطة بتعذيب ابنها لمدة 12 يوما بكوميسارية المعاريف بالبيضاء، وإرغامه على ترديد صوت الذئب أثناء التعذيب، كما تم تجريده من ملابسه وخضع لعملية" التعلاق" والضرب والصفع وتعذيب نفسي، مضيفة الأم في شهادتها،"أن ابنها تم إرغامه تحت التعذيب على التوقيع على محاضر المتابعة".
وقالت الأم المكلومة إن إن ابنها برئ مما وجه إليه من تهم، وكشفت أن من بين الأسئلة التي وجهها القاضي له أثناء محاكمته هي علاقته بحركة 20 فبراير، وسؤاله لماذا كان يصر على صلاة الفجر ! كما كشفت الأم أن المحكمة لم تحضر المحجوزات التي قالت محاضر الشرطة إنها ضبطتها مع إبنها وشكلت أداة الجريمة التي بسببها تمت محاكمته.
واشتكت والدة مراد من المعاملة التي تتلقاها أثناء زيارة ابنها في السجن حيث تمنع لحدود الساعة من الزيارة المباشرة له، وروت للموقع أن زيارتها تتم مرة في الأسبوع لمدة 15 دقيقة وعن بعد. وأضافت الأم أن ابنها كان طالبا متفوقا ومجتهدا في عامه الثالث في شعبة الدراسات الإسلامية، ولم يعرف عليه أي جنوح للتطرف، مشيرة إلى أن مراد كان يواظب على صلاة الفجر في مسجد "دوار ولا سعي"د بطيل مليل، القريب من سكناه، وأوضحت الأم أن المسجد تابع للزاوية التجانية، مضيفة أن ابنها كان يعلم ذلك، ولو كان سلفيا متطرفا ما كان سيصلي في مسجد تابع لزاوية صوفية، على حد قولها.
وتعود تسمية إبنها بـ "الذئب المنفرد"، جسب رواية عائلته وفق معلومات استقتها من المحامي أن شخصا يستعمل اسما مستعارا هو "الذئب المنفرد" كان ينشط على المواقع الجهادية ويحرض على الجهاد، غير أن والدة المعتقل قالت "إن هذا الشخص الافتراضي ظهر بعد اعتقال ابنها على نفس المواقع حسب تقارير إعلامية، وهو ما ينفي التهمة عن ابنها انه هو نفس الشخص الافتراضي".
وكشفت أم مراد، الذي يقضي عقوبته بسجن سلا، عن ملابسات اعتقال ابنها يوم داهم عدد كبير من الأمنيين منزل العائلة في الواحدة ليلا، ليلة فاتح أكتوبر الماضي، موضحة أنها تفاجأت بهجوم أزيد من 30 عنصرا أمنيا اقتحموا منزل العائلة، مروعين الصغار والكبار بالمنزل بدون طلب الإذن لدخول المنزل واحترام حرمة من فيه".
وأضافت والدة المعتقل في روايتها "ليلتها وضع اثنان من رجال الأمن ركبتيهما على ظهري ابني مراد وعبد العظيم وشلا حركتيهما. وبعد أن تعرف رجال الأمن على ابني مراد قيدوا يديه إلى الخلف وقادوه نحو الخارج"، ليتعرض لمدة 12 يوما لجميع صنوف التعذيب بكوميسارية المعاريف بالدارالبيضاء.
وبخصوص المواد المحجوزة نفت الأم أنها تعود لابنها مراد ،قائلة: "هي مواد أغلبها نسائية، وابني لن يتعرف عليها لأن هذه المواد تخصني شخصيا وتخص زوجة شقيقه "النافسة" ولم يسبق له أن استعملها". وحددت الأم المواد التي صودرت في قنينة لزيت الزيتون تستعملها للشعر، ووعاء يحتوي على سائل مزيل لطلاء الأظافر، ومحلول طبي للاغتسال يخص زوجة ابنها التي وضعت مولودها مؤخرا، وصابون سائل من نوع «فا»، بالإضافة إلى كيس بلاستيكي به إبرة ومداد لتعبئة الطابعة، و«كولا» خاصة بالخشب، وقارورة "أوكسجين" خاصة بالعلاج من الجراح. لكن الشرطة قدمت هذه المواد المحجوزة كمواد أولية لصناعة المتفجرات، التي كان يسعى من خلالها إلى صناعة عبوات ناسفة واستخدامها في تفجير سيارات مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية وبعض المؤسسات السجنية. وبناء على المحجوز تمت متابعة مراد بتهم ثقيلة أدانته المحكمة بها يوم 29 ديسمبر الماضي في انتظار استئنافه للحكم من طرف محاميه.