أصدر القضاء التونسي قرارا بإيداع مدير صحيفة "التونسية" على خلفية نشرها لصورة اعتبرها القضاء فاضحة ومخلة بالآداب العامة. الصورة تظهر لاعب كرة القدم الألماني من أصل تونسي سامي خضيرة محتضنا صديقته وهي عارية.قال مصدر قضائي تونسي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه تم إصدار بطاقة إيداع بالسجن بحق نصر الدين بن سعيدة، مؤسس ومدير صحيفة التونسية، بسبب ما وصفه ب"المساس بالأخلاق الحميدة" (الآداب العامة). وأضاف أن القضاء قرر الإفراج عن الحبيب القيزاني (رئيس التحرير الأول للجريدة) ومحمد الهادي الحيدري (المشرف على قسم الأخبار العالمية) ومواصلة التحقيق معهما من أجل التهمة نفسها.واُعتقل الصحفيون الثلاثة الأربعاء بعد أن فتحت النيابة العمومية تحقيقا ضدهم بتهمة "المساس بالأخلاق الحميدة". وكانت صحيفة "التونسية" قد نشرت في الصفحة الأولى من عددها الصادر الأربعاء صورة يظهر فيها لاعب كرة القدم الألماني من أصل تونسي سامي خضيرة /24 عاما/ محتضنا صديقته عارضة الأزياء الألمانية "لينا غيركه" /23 عاما/ وهي عارية."سابقة خطيرة"والصورة في الأصل غلاف العدد الأخير من مجلة "جي كو" الألمانية، ويظهر فيها خضيرة (متوسط ميدان ريال مدريد الإسباني) مرتديا بدلة زواج سوداء اللون وهو يحتضن "لينا غيركه" ويغطي بيديه نهديها. ونشرت صحيفة "التونسية" الصورة على حوالي ربع الصفحة الأولى من عدد الأربعاء،الماضي وكتبت أعلاها عنوان:"صورة اللاعب التونسي سامي خضيرة تهز إسبانيا".وقالت جيهان لغماري، وهي صحفية تعمل في صحيفة "التونسية"، لوكالة الأنباء الألمانية إن "مجهولين هددوا عبر الهاتف بحرق مقر الصحيفة بمن فيه" إثر نشر الصورة وأن "أصحاب أكشاك لبيع الصحف أبلغوا عاملين في الصحيفة بأن سلفيين اشتروا أعدادا كبيرة منها ثم أحرقوها".وهذه أول مرة يتم فيها إيقاف صحفيين منذ اندلاع الثورة في تونس رغم أن القضاء يواصل محاكمة بدأت منذ أشهر ضد قناة نسمة التلفزيونية بسبب بث فيلم إيراني يصور الذات الإلهية. وقالت جيهان لغماري لرويترز"هذه القضية مسيسية وتهدف إلى إخماد صوت الإعلام ووقف انتقاده للحكومة..إنها سابقة خطيرة تحصل لأول مرة".ودعت نقابة الصحفيين في تونس في بيان إلى "الإفراج الفوري عن الصحفيين وتجنب ترهيبهم" معتبرة أن "إيقافهم يعتبر تعسفا في استعمال القانون". وعلى صفحات فيسبوك أطلق آلاف التونسيين حملة لمساندة الصحفيين ولدعم حرية التعبير. وقالت لغماري إن الصحفيين بصحيفة "التونسية" تلقوا تهديدات عبر الهاتف بحرق مقر الصحيفة الذي تحميه حاليا قوات الأمن.
(ع.ج.م/ د ب أ/ روتيرز)