عماد بنحيون
في وقت يدعو فيه العالم العربي بصفة خاصة والإسلامي بصفة عامة بعضه البعض إلى رص صفوفه،ووضع اليد في اليد لمواجهة كل ما من شأنه أن يمزق وحدتهم وقوتهم، والتنديد بكل من يساهم في دعم تقسيم هذه الدول ذات العمق الاستراتيجي، الذي يمثل مصدر القوة العربية والإسلامية الضاربة، إلى دويلات صغيرة لايمكنها العيش إلا بالرضوخ للوبيات العالمية وعرض ثرواتها عليها للحفاظ على الاستمرار، بعث المشاركون في المؤتمر الــ 13 لجمهورية البوليزاريو المزعومة عقب اختتام أشغاله الذي انعقد بتيفاريتي، برسالة يتوددون فيها إلى رئيس الجمهورية الجزائرية يستجدون فيها دعم الجزائر لأطروحتهم الانفصالية التي تروم تقسيم وتمزيق دولة عربية إسلامية عريقة.
يعرف الجميع أن المغرب دولة عربية مسلمة جذور حضارتها ضاربة في التاريخ، شكل عمقها الاستراتيجي نقطة قوة جعلت منها الدولة الوحيدة التي صمدت في وجه الصليبيين و فيما بعد في وجه الأطماع الاستعمارية فكبدتها خسائر لا يمكن محوها من ذاكرتهم، في معارك مثل معركة الزلاقة سنة 1086 م التي تمكن فيها جيش دولة المرابطين من منح النصر لجيش المعتمد بن عباد على قوات الملك القشتالي ألفونسو السادس. هذا النصر الذي استطاع أن يوقف زحف النصارى المطرد في أراضي ملوك الطوائف الإسلامية، مما أخر سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس لمدة تزيد عن قرنين ونصف. وعلى من نسي هذه المعركة أن لا ينسى أن المغرب الذي لم ولن يسمح بالتفريط في شبر من أرضه،هو أيضا الذي أفقد الإمبراطورية البرتغالية سيادتها وملكها وجيشها والعديد من رجال الدولة، ولم يبق من العائلة المالكة إلا شخص واحد في معركة وادي المخازن سنة 1578م، بهزائم جعلت القوى الاستعمارية تضرب ألف حساب لمس شبر واحد من أرضه.
لن يشرف الإخوة الجزائريين الأحرار، أن يدعموا كيانا مرتزقا يتبنى أطروحة انفصالية تروم تمزيق وإضعاف دولة، يتذكر أغلبهم ممن درس التاريخ، استجابة ودعم أميرها السلطان مولاي عبد الرحمان اللامشروط لطلب الأمير المجاهد عبد القادر الجزائري اللجوء إلى المغرب بعدما هاجمه الفرنسيون ، ومساندة الحرس الملكي (المحلة المغربية) للأمير عبد القادر، الشيء الذي وقف في وجه تنفيذ عمليات الجيش الفرنسي في الجزائر،وأجج وقتئذ عداء فرنسا للمغرب الذي اتهمته بخرق معاهدة الصداقة الفرنسية المغربية،خصوصا بعدما رفض المغرب مطالبها القاضية بتسليم الأمير عبد القادر، الذي وجد الملجأ الآمن بالمغرب والدعم من قبل سلطانه ، مما أدى إلى وقوع معركة إيسلي سنة 1844 التي فقد فيها المغرب حوالي 800 من أفراد قواته.