تعيش اسبانيا أجواء احتجاجية شبيهة بالربيع العربي، حيث أقدم مهاجر مغربي مقيم في اسبانيا على إضرام النار في نفسه على طريقة التونسي البوعزيزي بعد عدم توصله بمساعدات اجتماعية، وفي الوقت ذاته، دعا الطلبة الى ربيع عربي في البلاد في أعقاب مواجهات عنيفة في مدينة فالنسيا شرق البلاد.
وتؤكد السلطات أن الأمر يتعلق بمهاجر مغربي يبلغ من العمر 28 سنة سبق وأن هدد يوم السبت الماضي بإحراق نفسه لكن لا أحد اعتقد في إقدامه على ذلك.
وليلة الاثنين، قصد مركز الشرطة في بلدة أربوسيس في إقليم خيرونا بمنطقة الحكم الذاتي كاتالونيا شمال شرق اسبانيا، وصب البنزين على نفسه أمام باب المركز وأضرم النار وحاول شرطي أن يطفئ النار بالارتماء عليه لكن لم ينجح ومن حسن الحظ مر من هناك رجلي إطفاء وقاما بإطفاء النار. وجرى نقل المهاجر المغربي الذي لم يتم الكشف عنه اسمه الى مستشفى في برشلونة بينما تلقى الشرطي الإسعافات في مدينة خيرونا من الحروق الطفيفة التي أصيب بها.
وتؤكد بلدية بلدة أربوسيس التي لا يتعدى سكانها سبعة آلاف شخص أن المهاجر كان ينتظر مساعدات اجتماعية للخروج من الوضع المعيشي الصعب الذي كان يعيشه منذ سنة. ومما زاد من تأزيم وضعه هو انفصاله عن زوجته الإسبانية.
وهذه هي المرة الثانية التي تشهد فيها اسبانيا حالة إحراق الذاتي في ظرف أقل من أسبوعين، وكانت المرة الأولى عندما أقدم مواطن اسباني يوم 9 فبراير على إحراق نفسه في بلدة بإقليم فالنسيا في اليوم الموالي لتسريحه من العمل، وتوفي متأثرا بحروقه. وقبل إحراق نفسه، كان هذا المواطن واسمه فيلكس قد صرح في حانة البلدة لأصدقاءه 'سأقوم بإحراق ذاتي على شاكلة ما جرى في العالم العربي لكي أدافع عن كرامتي'، ولم يصدقه أحد، لكنه أقدم على ذلك لاحقا.
وتعيش مدينة فالنسيا، كبريات المدن الإسبانية أجواء شبيهة بالربيع العربي في أعقاب الاحتجاجات الطلابية التي تشهدها المدينة كرد على إقدام حكومة الحكم الذاتي على اقتطاعات مالية لقطا التعليم بشكل تؤكد النقابات أنه سيضر كثيرا بمستوى التعليم وكذلك المنح الدراسية التي تمنح للطلبة.
وعاشت فالنسيا طيلة يوم الاثنين مواجهات عنيفة بين الطلبة وقوات الأمن، وكتبت الكثيرون في تويتر 'ربيع فالنسيا' في حين كتب آخرون 'الربيع العربي في اسبانيا'، وامتدت التظاهرات لمدن أخرى مثل مدريد واشبيلية وبرشلونة للتضامن مع طلبة فالنسيا والتنديد بالعنف.
ويعتصم قرابة 400 طالب مآزرين ببعض الأستاذة في كلية العلوم الإنسانية في فالنسيا للتنديد بالعنف الذي تمارسه السلطات ومصرين على ضرورة استقالة مندوبة الحكومة في هذه المدينة والتي تمثل الحكومة في مجموع إقليم فالنسيا الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وعادت المدينة لتشهد أمس الثلاثاء تظاهرات ضخمة، بينما تدعو الحكومة الى النضج في التظاهر لتفادي العنف.
وتعيش اسبانيا أجواء من الاحتقان الاجتماعي بسبب سياسة التقشف التي تطلقها حكومة ماريانو راخوي، واحتضنت 57 مدينة يوم الأحد تظاهرات شعبية كبرى منددة بهذه الاقتطاعات.
وتشير مختلف الدراسات والتقديرات أن اسبانيا مقبلة على تظاهرات اجتماعية وسياسية لم تشهدها البلاد خلال الثلاثين سنة الماضية.