أساتذة وأطر ثانوية الهداية الإسلامية يحتجون

ذ. الكبير الداديسي
تعد ثانوية  الهداية الإسلامية من أعرق الثانويات بإقليم آسفي فهي في الأصل من الثانويات الحرة التي كان مؤسسوها يهدفون  إلى الحفاظ على الهوية الوطنية في وجه الحملة الاستعمارية التي كان تتغي طمس هويتنا المغربية … لكن شاءت الأقدار الإنسانية أن ترمى هذه المؤسسة  إلى هامش المدينة ومنذ بنائها في مكانها الحالي والعاملون بها يكابدون ويعانون من كل ما يحيط بها ، ثلوث دائم من معامل كيماويات المغرب وفوسفور المغرب ، انقطاع المواصلات  ورفض الوكالة الحظرية للنقل تقريب حافلاتها من الثانوية رغم كثرة الطلبات التي وجهها الإباء والتلاميذ والأطر للوكالة إذ تبعد  أقرب محطة للحافلات عن الثانوية بأزيد من بضع كيلومترات…
لكن أكبر مأساة تعكر أجواء العمل بهذه المؤسسة هو بناء سوق عشوائي بمحاداة الثانوية ، إذ يستحيل تقديم درس في ظروف دراسية مقبولة ، لارتفاع أصوات مكبرات الصوت من بائعي الأواني والعقاقير والأعشاب : بين من يدعي قدرة على شفاء كل الأمراض الجنسية ، وأن دواءه يقضي على كل الحشرات … أو من الحلقات الفرجوية حيث الغناء وأصوات  الكمان أو الوتار أو الطعارج … ينظاف إلى ذلك تحويل جانب سور الثانوية إلى مرحاض مفتوح  لكل مرتادي السوق مما حول نوافذ أغلب  الأقسام إلى شرفات للتأمل في خلق الله من البشر يقضون حاجاتهم في العراء تحت بعض القهقهات المجهوضة  في حلق التلاميذ المحادين  للنوافذ
أن السوق المحادي لثانوية الهداية الإسلامية يجعل كل الفاعلين بالمؤسسة يعانون بعد أن احتل الباعة الطريق العمومية التي تربط  المؤسسة  ، والتي لم تشيد إلا بعد عدة طلبات ووقفات واعتصامات ، لكن ما أن شيدت حتى أصبحت محجا للعربات والباعة المتجولين  فاضطر الأساتذة إلى البحث عن طريق  آخر غير معبد ومليء بالصخور … يرفض أصحاب سيارات الأجرة الاقتراب منه ..  مما حول الهداية الإسلامية إلى قلعة معزولة …

والأكثر خطورة هو كون هذا السوق يتحول في بعض المناسبات  كرمضان  وكالأعياد الدينية خاصة عيد الأضحى إلى محج وعرض للبضائع الموسمية من أكباش  وأدوات الذبح  أو الأواني ارمضانية التي تعرض أمام  باب الثانوية إلى درجة أن يستحيل فتح أو إغلاق باب الثانوية  ونظرا لهذه للأخطار والعراقيل التي يفرضها هذا السوق على أطر وتلامذة الثانوية  ، ولفك الحصار على المؤسسة تم تنظيم  وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء 21 فيراير 2012 انتهت بإصدار بيان استنكاري  توصلنا بنسخة منه  وفي مايلي نص البيان :