هدّدت جماعة مغربية متطرفة مجهولة الهوية السياسية والدينية، بـ”الجهاد ضد الحكومة الإسلامية التي يرأسها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران”، بعد أن وصفتها بـ”حكومة الطواغيت و الكفر”
وتوعدت الجماعة حديثة التأسيس في المغرب، والتي تُطلق على نفسها اسم “التوحيد والجهاد في المغرب الأقصى”، حكومة بنكيران، في بيان لها، بـ”شديد العقاب في الدنيا والآخرة، وباللجوء إلى الجهاد” و “ان دولة الاسلام لن تقوم الا على الاشلاء و الدماء وان واجبها الشرعي هو الجهاد في سبيل الله لاقامة شرع الله واقامة العدل والانصاف في عباده , وتحصيل مصالح الدين والدنيا ودفع المفاسد عنهم” في إشارة إلى استخدام العنف والإرهاب كحلّ دموي في مواجهة الحكومة “المعتدلة” التي قام بتعيينها جلالة الملك محمد السادس بعدما حصلت على شرعية صناديق الاقتراع في 25 نونبر من العام الماضي.
و ذكرت مصادر إعلامية أن هذه الجماعة المجهولة، بدأت حراكها و رفضها للواقع السياسي الجديد بعد فوز العدالة والتنمية الإسلامي في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة في المغرب،لانها في نظرها “لاتحكم بشرع الله و كل تشريع من دون الله كفر بالله وبرسوله” حسب تعبير بيان الجماعة. وهي قريبة من ما يسمى بــ”شيوخ السلفية الجهادية” حيث أصدرت بيانًا سياسيًا بعد الإفراج عنهم، أعربت فيه عن” فرحتها بالعفو الذي استفاد منه شيوخ السلفية أخيرًا”.
و قال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية في المغرب سعيد الكحل، في قراءة تحليلية نشرها أخيرًا، إن “التيار السلفي الحركي يُعتبر فصيلاً رئيسيًا ضمن التيار الديني الناشط في المغرب، وأن الدولة لعبت دورًا رئيسيًا في استنبات هذا التيار ودعمه، وفق ما اقتضته الإستراتيجية التي انتهجتها، وبخاصة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن العشرين”، موضحًا أنه “مهما تعددت القراءات واختلفت المقاربات للعوامل المتحكمة في وجود هذا التيار وانتشار أتباعه داخل المغرب، فإنها جميعها تقرّ بأن هذا التيار بات واقعًا ملموسًا لا يمكن شطبه أو إنكاره، بل تقتضي الظرفية السياسية التي يمر بها المغرب والمنطقة العربية بشكل عام بفعل الحراك السياسي الذي فجره الربيع العربي، التعامل مع هذا التيار بمنطق سياسي”.
في السياق ذاته، كشفت تقارير صحافية أن “إسلاميين متطرفين بدءوا يتجرءون حاليًا على إيقاف السيارات في مدن عين اللوح، أقا وسيدي قاسم، ويطلبون البطائق الوطنية لأصحابها لكي يستفسرون عن سبب الزيارة، وأن جماعات إسلامية متطرفة أخرى بدأت تنشط بدورها وأطلقت على نفسها (جماعة المعروف والنهي عن المنكر)، وتُشير أصابع الاتهام إلى أنها تابعة إلى جماعة العدل والإحسان المحظورة في مارتيل شمال المغرب والقنيطرة وتمارة، حيث يطوقون محلات بيع الخمور، ويهاجمون ويحاصرون الحانات والفنادق، بدعوى محاربة الرذيلة والفساد”.
و يذكر أن بنكيران قد تعرّض منذ تعيينه رئيسًا للحكومة المغربية، إلى انتقادات كثيرة، سواء من معارضيه في الأحزاب السياسية والحقوقية والنقابية، أو مجموعات الضغط من قوى المجتمع المدني، لكن لم تصل الأمور درجة التكفير والتهديد بالجهاد، ولو من جماعة عبد السلام ياسين المحظورة قانونيًا وتنشط عمليًا، والمعروفة باسم “جماعة العدل والإحسان”.
و ذكر محللون في الشأن السياسي المغربي، أن هذه “العمليات المشبوهة تحركها أيادي ليست لها مصلحة في مواقف بنكيران،بل لغرض في نفس يعقــــوب”.