أقرت لجنة الانتخابات الروسية الليلة الماضية رسميا فوز رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة التي شابتها اتهامات بالتزوير واحتجاجات لم تمنع الولايات المتحدة من إبداء استعدادها للتعاون مع الرئيس المنتخب الذي سيقود البلاد في السنوات الست المقبلة.
وأعلنت اللجنة في مؤتمر صحفي بموسكو النتائج النهائية للاقتراع الذي جرى الأحد الماضي بعدما وقّع كل أعضائها البروتوكول النهائي للنتائج وفقا لوكالة إيتار تاس. وأظهرت تلك النتائج فوز بوتين بنسبة 63.60%, وهو ما مجموعه 45.6 مليون صوت.
وحل ثانيا زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي نال 12.3 مليون صوت أي نسبة 17.8%, وثالثا المرشح المستقل, الملياردير ميخائيل بوخوروف, الذي حصد أكثر من 5.7 ملايين صوت وهو ما نسبته 7.89%, ورابعا زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرنوفسكي بمجموع 4.4 ملايين صوت بنسبة 6.22%.
وقبل ساعات من إقرار النتائج النهائية, اعتبر الرئيس الروسي المنتخب أن الانتهاكات التي ربما وقعت خلال الاقتراع الرئاسي لا تتعدى 1% من النتائج المعلنة. وكان معارضون روس قد قالوا إن بوتين فاز في الواقع بنسبة 53% فقط من الأصوات, وقد دعا هؤلاء إلى التظاهر مجددا بعد غد السبت.
موقف أميركي
وعلى صعيد المواقف الدولية, أبدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس استعداد بلادها للتعاون مع بوتين مع أنها أبدت في المقابل انشغالها بحملات الاعتقال التي استهدفت الاثنين الماضي في موسكو معارضين كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات.
وقالت بعد اجتماعها بنظيرها البولندي في واشنطن "إن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أوضحت أن هناك قلقا من العملية الانتخابية الأخيرة التي يجب التحقيق فيها ومعالجتها, ونحن لا نزال قلقين من اعتقال محتجين سلميين".
بيد أنها قالت إن الانتخابات الروسية أظهرت فائزا واضحا هو فلاديمير بوتين، وإن الولايات المتحدة مستعدة للعمل معه بعد تسلّمه مسؤولياته.
وتحدثت هيلاري كلينتون أول أمس بالهاتف إلى نظيرها الروسي سيرغي لافروف الذي ستلتقيه الاثنين المقبل في نيويورك على هامش اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي.
وكانت الإدارة الأميركية قد دعت الاثنين الماضي الحكومة الروسية إلى إجراء تحقيق مستقل في تجاوزات محتملة في الانتخابات الرئاسية.