الحسيمة :بشرى اليازغي
طار مساء أمس الى الحسيمة الشرقي أضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية من اجل الوقوف على حقائق ما يقع بالمدينة و النواحي خاصة بمدينة بني بوعياش التي شهدت في الآيام الآخيرة تصعيدا لا مثيل له و ممنهجا من جهات معينة تحاول جاهدة الى ارجاع الريف لحقبة الخمسينات و اظهار الريف للعالم انها منطقة الانتفاضات و الاحتجاجات ،فتعود أسباب التوتر الحالي بين الساكنة و السلطات الى اقدام هذه الاخيرة الى اعتقال أحد النشطاء الحقوقيين و المسمى البشير و الذي ينحدر من منطقة بوغمان و لكنها قدمتها في قصاصة اخبارية انه كان مبحوث عنه في جرائم متعددة و اعتبرته جانيا ، مما أشعل النيران بالمنطقة و حاولت ساكنة المنطقة بإعلان العصيان و اغلاق الطريق الوطنية رقم 2 و الرابطة بين الحسيمة و الناظور و تازة و الدخول في مواجهات مع القوات النظامية بشتى تلاوينها ، و اصفرت هذه المواجهة و التي تستمر لليوم الثالث على التوالي باعتقال مجموعة من المحتجين و الحاق خسائر مادية بالعتاد النظامي من احراق سيارات للدرك الملكي و كذلك الحاق خسائر كبيرة بالشاحنة التي تستعمل الخراطيم لتفريق المحتجين ، بالمقابل اعتقلت المصالح الامنية ما يزيد عن 20 شخصا بالإضافة الى اصابة الطرفين بجروح متفاوتة نقلوا على اثرها الى مستشفى مدينة الحسيمة ، وليست المرة الاولى التي تعرف المدينة احتجاجات من قبل هذا المثيل فقد سبق لفعاليات جمعوية و حقوقية بتنفيذ عدة و قفات احتجاجية امام الباشوية و اعتصامات بالطريق الوطنية و مسيرات بكل من بني بوعياش و ايمزورن و غير ذلك من المدن و القرى المجاورة مطالبة السلطات و الحكومة برفع التهميش و الاقصاء عن المنطقة و بخلق فرص الشغل للمعطلين حاملي الشواهد و المطالبة بمراجعة فوترة الماء و الكهرباء و عادة ما تكون تحمل رقما ضخما لاداء تلك الفواتير ، فرغم المجهودات التي بذلت في العشرية الاخيرة من اجل رفع الحيف عن الريف و المصالحة التاريخية بين الساكنة و القصر و الزيارات المتكررة للملك من اجل الوقوف على مشاريع تنموية مهمة تعرفها المنطقة ، الا ان هناك سموم جديدة تحاول بعض الجهات الركوب على الحدث و تصوير الريف بأنه منطقة العصيان و ادراج ساكنتها بانها دائما تصعد الى الجبال و لا تريد التحاور، ولكن عكس ذلك فحسب مصدر استقاته "فاس نيوز "من احد الساكنة الذي صرح ان الريف منطقة تلاحم بين الجهات العليا و الساكنة و ان المنطقة تغيرت كثيرا في الاونة الاخيرة ،ولكن هناك جهات تحاول دائما اقحام الريف في مشاكلهم الخاصة فهذا ما لا يقبل و لا نريد ان يتكرر هدفنا الاستقرار و تنمية المنطقة … ومن المنتظر ان يعقد وزير الداخلية رفقة الوفد المرافق معه عدة لقاءات مع الجهات المسؤولة و مع فعاليات المجتمع المدني و الفعاليات السياسية من اجل الوقوف على الخلل ومحاولة اطفاء النيران بالمنطقة و كذلك الوقوف على اخر التطورات و المستجدات و فتح تحقيق في التدخل الامني لان المقاربة الامنية اصبحت من الماضي و لا يمكن اسكات اصوات المحتجيين بفوهات المدافيع او بخراطيم المياه او بالقنابل المسيلة للدموع أو بالرصاص المطاطي او الحي ، الحوار هو السبيل الوحيد لوقف الاحتجاجات و حل المشاكل العالقة اما استعمال القوة فهو انتصار للخصوم و لأعداء الوطن و الوحدة الترابية للملكة .