اساتذة المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس و سوق المرضى



أطباء يبيعون ضميرهم المهني  و يدخلون عالم المال و الاعمال

 

فاس : بشرى اليازغي


 عندما دشن الملك محمد السادس اكبر معلمة صحية بجهة فاس في 2009  و جال كل المرافق و الاختصاصات المتوفرة و التي تزيد عن 20 اختصاصا و اطلاعه على الالات الطبية المتطورة و الحديثة و التي تضاهي تقنيات الدول المتقدمة ، استحسنت ساكنة الجهة الحدث و صفق له الجميع ،و بعد ذلك بدأت "مكينة" المستشفى الجامعي تتحرك و تستقبل مواطنين من جميع جهات المملكة و ذلك نظرا لتوفر المستشفى على ما يزيد على اكثر من 100 استاذ متخصص  في جميع اشكال المرض، و مع الاستيعاب الكبير للبنيات الشاهقة و التي بنيت بإتقان الصانع المغربي ،   و لكن الذي حدث و الذي اكتشفه المواطنون و المرضى و عائلات المرضى ان كل ما قدم للرأي العام و برعاية ملكية تحاول بعض الضمائر الرخيصة استنزافه و ادخال المستشفى في دوامة المتاهات و ألامبالاة ، اساتذة جامعيون يشتغلون مع وقف التنفيذ بالمستشفى  لكل طبيب جناحه الخاص به ،و لكن شاءت الاقدار ان تصل الى  رئيس القسم أو الاستاذ المتخصص  و انت مريض اصبح من السبع المستحيلات وأمام دوامة المتاهات و المعانة مع المرض و التنقل من بعيد ، تصادفك اعين المتربصين و تحاول انصاحك و لكن بسبق الترصد استدراجك في مصيدة البيع و الشراء  ،  يحكي لنا مريض ان زار المستشفى و حصل على موعد من اجل اجراء عملية من اجل مرض يعاني به"مع احترام لضوي الضمائر الحية لن نكشف عن نوعية المرض " و ضرب له موعد من طرف  موظفي المستشفى و لكن الموعد كان شيئا ما لا يناسبه و الالم الذي اصبح يعانيه يوميا من شدة المرض ، داخ  المريض هو و عائلته في المستشفى حاولوا جاهدين  الاتصال بأحد الاساتذة و  لكن كان من السبع المستحيلات كما يحكي لنا المريض ، فغالبا ما يتلقى الاجابة بأنه خارج المستشفى  أو مشغول ، تألم صاحبنا لحاله و لكن أمام الوضع توجهت اليهم فتاة و حاولت نصحهم ان كنتم تريدون اللقاء بالأستاذ فما عليك الاتجاه الى مصحة خاصة متواجدة بطريق صفرو و ما ان تصلوا الى المصحة ابحثوا عنه بعد ان زودتهم باسمه ، فعلا فعل المريض و العائلة توجهوا الى المصحة الخاصة و المعروفة " بنادي اساتذة المستشفى الجامعي" طلبوا من المستقبلة انهم يريدون لقاء الأستاذ" الله يهديه  و بائع ضميره"  طلبت منهم الانتظار لدقائق معدودة ، وبعد ذلك حضر الاستاذ مهرولا باحثا عن الضحية محتشما و اذانه صاغية لمطالبهم فبعدما كان عفريتا لا يمكن الوصول اليه بالمستشفى الجامعي اصبح قزما امام المريض و العائلة ،داخ الجميع و مكنهم من  رقم هاتفه الخاص و طلب منهم طلبه في اي وقت و حتى في وقت متأخر من الليل أو عند بزوغ الفجر ،انها لعنة الضمير المهني اساتذة كلفوا الدولة ميزانية ضخمة من اجل الرقي بها و لكنهم يبيعون ضميرهم من اجل جمع المال في مصحات خاصة تفتقر الى ادنى  الادوات الصحية اما تجدها متهالكة ام من الماضي و يهربون من مستشفى جامعي يتوفر على اخر التقنيات ، فمع كامل الاسف فهم قلة هؤلاء الشاذون ، بالمقابل نجد اطباء و اساتذة  ذوي نيات حسنة و ذوي ضمير مهني عالي همهم خدمة المريض و بالمؤسسات التي يتقاضى منها اجره و بحس اخلاقي ان اعطيتهم مال الدنيا لن تجدهم يتسكعون في المصحات الخاصة كتلك المتواجدة بطريق صفرو و التي بدأت تتوسع في استقبال المرضى و ستصبح قدرتها الاستيعابية ستتضاعف مرتين ، بعد ان حرك مياهها الراكدة الاساتذة الجامعيون ، و هناك اجنحة  و تخصصات خاصة ستخصص  لكل استاذ ، بعد ان فتح سوقه اليومي بالمستشفى الجامعي و رفع عدد السماسرة و" الشناقة " من اجل استقطاب المرضى الى المصحات الخاصة ، لذا اصبح من الضروري للجهات المختصة وقف نزيف  و فتح تحقيق لهؤلاء الطغاة و الضرب من حديد على كل متجاوز لأوقات العمل أو اخلاء مستشفيات الدولة دون حسيب و لا رقيب  ، و لذا ان كانت حكومة بنكيران  عازمة محاربة الفاسد، فإننا نقول لوزير الصحة  ها هو الفساد الحقيقي فهل يمكن لك محاربته و الوقوف في و جه هؤلاء الذين يغتنون في صمت دون حسيب و لا رقيب و لا ضرائب يؤدونها لصندوق الدولة ، فالخرجات الاعلامية يا و زير الصحة غالبا ما تصاحبه اضواء  فالأضواء في بعض الحالات ت تحرق ، الاشتغال في الهدوء و بعيد عن الاضواء من مميزات العلاماء و الفلاسفة الكبار ، فلكم النصيحة و ما عليكم بالتدخل لمحاربة الفساد الحقيقي وو قف النزيف و الحفاظ على كرامة المريض و المواطن .