ذ. الكبير الداديسي
نظم تلامذة الثانية علوم رياضية ب بثانوية الخواررزمي يوم الإثنين 19 مارس 2012 مساء بقاعة الخزانة بالثانوية ندوة حول موضوع (عزوف الشباب) عن السياسية استضافوا خلالها الأستاذ منير الشرقي أحد السياسيين والحقوقيين بمدينة آسفي وحضرها عدد من الأساتذة والآباء والإداريين
حاول المتدخلون من التلاميذ في الندوة الإحاطة بكل جوانب الموضوع فركزت المداخلات على محاور محددة منها :
شروط وعوامل عزوف الشباب عن السياسية من خلال إشكالية عامة صيغت على الشكل التالي : عزوف الشباب عن السياسة أم عزوف السياسة عن الشباب ؟؟ فتمت المقارنة بين شباب مرحلة الاستعمار وما بعد الاستقلال وكيف كان الشباب منخرطا في العمل السياسي وتزعم الشباب للمقاومة والحركة الوطنية وكيف أن معظم الموقعين على وثيقة الاستقلال كانوا في تلك المرحلة من فئة الشباب لتتم متابعة مشاركة الشباب عبر مختلف الاستحقاقات التي عرفها المغرب وتخلص المداخلة إلى أن نسبة الشباب عرفت تراجعا خاصة عقب سنوات الرصاص مما جعل الشباب يبتعد عن كل ما له علاقة بالسياسية ( متابعة الأخبار ، قراءة الجرائد ، المشاركة في الانتخابات ..) مقابل الانكباب على الرياضة والفن والغناء والبرامج الترفيهية …
فيما حاولت إحدى المداخلات الإجابة على سؤال من المسؤول على عزوف الشباب عن السياسة ؟؟ : فتم توزيع المسؤولية بين عوامل ذاتية داخلية وأخرى موضوعية خارجية . موزعة المسؤولية بين الدولة التي غرست في النفوس (اعتبار السياسة قنبلة تنفجر في وجه كل من يقترب منها ..) ومصير كل من يهتم بها السجن أو القتل أو الاختطاف ..من جهة.. والأحزاب التي ساهمت في التزوير وجعل السياسة وسيلة للاغتناء والاستفادة من الامتيازات دون إدخال خدمة الشأن العام في الاعتبار … دون نسيان دور الأسرة والتربية والتعليم الذي أثقل كاهل الشباب بتعليم يركز على الكم ويهمش القيم وجعل التلاميذ والآباء تحت رحمة الساعات الإضافية ليلا ونهارا فلم يبق للشباب أي دقيقة للاهتمام بأمور السياسة .وتحويل الشباب إلى مجرد أرقام وأصوات انتخابية غير فاعلة ففضلت العزوف عن السياسة …
فيما ركزت مداخلة الأستاذ منير الشرقي على على أهمية الشباب في دولة كالمغرب بنيتها السكانية فتية وعلى الدور الذي لعبه الشباب في تاريخ المغرب الحديث ( طريق الوحدة التي شيدت بسواعد الشباب …) مشيدا بالطريقة التي عالج بها التلاميذ ظاهرة العزف عن السياسة وهي طريقة تعكس بجلاء انخراط الشباب في عمق العملية السياسية والاهتمام بالشأن العام مقاربا الظاهرة من خلال التمييز بين العزوف عن السياسة والعزوف عن الأحزاب والعزوف عن العملية الانتخابية …مشددا على خصوصية المرحة والعودة القوية للشباب سواء للتظاهر في الشوارع ( حركة 20 فبراير) أو من خلال الترسانة القانونية التي غدت تهتم بالشباب تخفيض سن الترشيح وسن التصويت فرض نسبة للشباب داخل الأحزاب وداخل البرلمان …أو من خلال ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني .. دون نسيان تركيز الدستور الجديد على الشباب وإبراز مظاهر هذا التركيز معرجا على حكومة التناوب وتخصيص كتابة للدولة خاصة بالشباب وما قامت به في مجال التخييم والقراءة والجامعات الشعبية …. مبشرا بانخراط كثيف للشباب في السياسة مستقبلا
وعند فتح باب النقاش تكونت قناعة لكل الحاضرين أن الشباب منخرط في أعماق السياسية ومحيط بكل ما يدور في المغرب وأن الأفكار التي دارة في ندوة التلاميذ لا تختلف كثيرا عما قد يدور في أية ندوة حتى لو نظمتها أي جهة سياسية وطنية أو دولية واستدعت إليها كبارة الساسة …
نادي الصحافة والإعلام بثانوية الحسن الثاني