شكرا سيدي نائب الوكيل بالمحكمة الإبتدائية بكَليميم ، إلتجأنا إليكم لرد الإعتبار للإنسان الذي ضرب و أهين ، و نحن في زمن الكل يردد شعارات إحترام حقوق الإنسان ، لا أن نسمع منكم هذه الكلمات الجافة التي رددتها على مسامعنا كثيراً .
اليوم 20 مارس 2012 ، أي قبل يوم من إحتفال العالم بيوم القضاء على التمييز العنصري ، كل كلماتك سيدي اليوم تنم عن حقد دفين لسكان هذه الأرض ، و هذا تمييز كبير ، فكل القضايا صغيرة كانت أم كبيرة يحضرها الناس ، أقارب أو أصدقاء ، و هذه عادة لا يلام عليها أحد ، لكن واقع الحال على الأرض الصحراوية هو الإستثناء السلبي ، إما أن تكون وحيداً مطأطأ الرأس ، راكعاً للسيد ، أو أن تخرج عن القاعدة و تكون غير مرغوب فيك ، و لن يكون ذلك ما تريد الإ ما أُريد لك أن تكون .
نعرف مسبقاً ما هي المحكمة ، لقد إكتوينا بنارها مرات عدة في هذه الأرض ، قسمت على أبنائنا قروناً من السجن ، لا لشئ إلا لأنهم أبناء هذه الأرض و خرجوا ضد الظلم و القهر و ضد الفساد و الإستبداد ، نعرف كذلك ماذا يعني جهاز الشرطة للمحكمة و الدولة ، فإذا كان الأمل منعدماً فهناك بصيص منه ينبعث من غرف أرادتها بعض الأيادي أن تكون مظلمة كما كانت من قبل ، هذا البصيص هو الذي تمسكنا به في رفع هذه الدعوى ضد هذا المسؤول الأمني لعلنا نجد في المحكمة القديمة بلباسها الجديد ما يعيد للإنسان كرامته ، لم نرد أكثر من فتح تحقيق شفاف و نزيه ، نريد إحتراماً كاملاً لحقوق جميع الأطراف ، و نؤكد على تشبتنا بحق التقاضي كما هو عليه في الدستور الجديد الذي أكد على سمو المواثيق و العهود الدولية .
إن واقعة الإعتداء التي تعرض لها رفيقنا في 1 مارس 2012 ، ما كانت لتحصل لولا تستر جهات مختلفة على مثل هذه التصرفات الوحشية و اللا أخلاقية ، الحاطة من كرامة الإنسان ، و هو ما يثبت قناعتنا بأن هذه السياسة تنبع من طبيعة السلطة في المغرب ، التي تريد تخويف و إرهاب الناس ، و هذا الأمر يجعلنا في إطار النضال السلمي من أجل إنتزاع الحقوق و مواصلة التمسك بالحق في التقاضي ضد هذا المسؤول و غيره من جلادي 2012 ، كما التمسك بباقي الحقوق و خاصة ما يتعلق بحرية الرأي و التعبير و التجمع و التنظيم ، و الحق في السلامة الشخصية و غيرها ..
و هنا ندعوا جميع الشرفاء و الفاعلين الحقوقيين و الجمعويين إلى مساندتنا في صراعنا ضد الظلم و القهر و الفساد ، و ضد الحرمان الذي تريد بعض الأيادي فرضه بقوة القمع.
خير لي أن أكون عبداً أطالب بحريتي ** من أن أكون حراً أساوي العبيد