تخيم أزمة تنظيمية جديدة على حزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس، من شأنها أن تعيد الحزب إلى نقطة البدء بعد أزمة مماثلة سبق له أن عاشها نهاية سنة 2010، وهي الأزمة التي انتهت بتدخل الأمانة
العامة للحزب بحل هياكل الحزب بالجهة. وقد دام الجمود أشهرا عديدة، قبل أن تتدخل قيادة الحزب من جديد لانتخاب الأمين العام الجهوي للحزب، لتعود الحياة إلى شرايين الحزب.
وربطت المصادر بين هذه الأزمة الجديدة وبين «مخلفات» المؤتمر الوطني الاستثنائي، الذي عقده حزب الأصالة والمعاصرة منتصف شهر فبراير، وما تمخض عنه من «نتائج» لم تقد أي عضو بالجهة إلى المكتب الوطني. وأرجعت المصادر هذه «النتائج» إلى «تطاحنات» داخلية بين عدد من «رموزه» لاعتبارات شخصية.
وأكد امحمد اللقماني، عضو المجلس الوطني، ونائب الكاتب الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، بأنه قدم استقالته من الحزب، وقال لـ«المساء» إنه أصيب بخيبة أمل «كبرى»، مضيفا بأن مشروع حزب الأصالة والمعاصرة يحتاج إلى «حملة المشروع». وأشار المستشار الجماعي، رشيد الرعدة، إلى أن الحزب بالجهة يعيش موجة غضب في صفوف عدد من نشطائه، موضحا بأن عددا من المستشارين الجماعيين والأطر يتجهون نحو اتخاذ قرار مغادرة جماعية لهذا الحزب. وقال إن كلا من حزب الحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار يجريان اتصالات مع هؤلاء الغاضبين لاحتضانهم. وأكد اللقماني وجود هذه الاتصالات، لكنه أشار إلى أنه قرر عدم الالتحاق بأي حزب.
وتوجه أصابع الاتهام في صنع أزمة الحزب بالجهة إلى المجموعة ذاتها من نشطاء الحزب، الذين سبق أن وجه إليهم عدد من الأعضاء والبرلمانيين، في الأزمة السابقة، اتهام التدبير الفردي لشؤون الحزب، والتحكم فيه، وإقصاء الأطراف الأخرى. ولم تتمكن «المساء» من الحصول على وجهة نظر الأمين العام الجهوي للحزب حول الموضوع، بالرغم من الاتصالات المتكررة به.
وكان المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة قد حل هياكل الحزب بجهة فاس في نهاية سنة 2010، وقرر طرد سبعة من «رموز» الحزب بالجهة، ضمنهم برلمانيان، إلى جانب الكاتب الإقليمي للحزب، ومسؤولة القطاع النسائي بالجهة. واتهم البرلمانيين، طبقا لبلاغ رسمي للحزب، بارتكاب أخطاء جسيمة وحشدهما عناصر لا علاقة لها بالحزب إبان عملية «اقتحام» مقر الكتابة الجهوية، فيما وجهت للأعضاء الآخرين تهم «ارتباط مباشر» بعملية «التهجم» على مقر الحزب الجهوي لجهة فاس-بولمان». واتهم حزب الاستقلال، بطريقة ضمنية، بـ«محاولة اختراق» حزب الأصالة والمعاصرة.
لحسن والنيعام