جرت أول أمس الثلاثاء، بالمقبرة اليهودية بحي الملاح بفاس، مراسيم تشييع جثمان اليهودي المغربي الراحل بنيامين سريرو، الذي لقي مصرعه عن سن يناهز 74 سنة، على إثر ضربة على مستوى الرأس بواسطة مطرقة حديدية من طرف المدعو سعد سلموني المختل عقليا، قبل أن يلوذ بالفرار٬ حيث لفظ الهالك أنفاسه الأخيرة في الطريق إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس.
وقد حضر هذه المراسيم أفراد من عائلة الفقيد وسيرج بيرديغو (Serge Berdugo)، أمين عام مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب ورئيس التجمع العالمي لليهود المغاربة، ووزير سابق للسياحة في المغرب خلال الفترة الممتدة ما بين 1993 و 1995، إلى جانب أرموند كيكي رئيس الطائفة اليهودية بالمنطقة الشرقية، اللذين اعتبرا من خلال كلمتهما التأبينية، أن الحادث لن يؤثر على العلاقة المتميز التي تربط المواطنين المغاربة اليهود والمسلمين، ولديهما الثقة الكاملة في قدرة السلطات الأمنية في القبض على القاتل، وفي القضاء المغربي، الذي سينصف الأسرة اليهودية المتضررة في فقدان أحد أفرادهم المعروف عليه في الاستقامة وحب الناس والوطن، والذي يعد أحد أعمدة الديانة اليهودية بالحاضرة الإدريسية، مثنيين على خصال وأخلاق الراهب بنيامين سريرو، ويكشف حقيقة دوافع هذه الجريمة واعتقال الجاني.
وتعددت الروايات حول أسباب الإعتذاء، حيث ربط البعض الموضوع بشجار وقع بين الجاني والضحية حول مطالبة هذا الأخير عائلة القاتل بتسديد قيمة كراء الشقة التابعة لأملاك الطائفة اليهودية بالمنطقة، وهو الشيء الذي فندته مصادر من الطائفة اليهودية بالمدينة، معللة ذلك أن اسم القاتل أو عائلته لم يدرج ضمن قائمة المكترين بالأملاك اليهودية بفاس، واعتبر البعض الآخر، أن دوافع الجريمة مرتبط بعملية سرقة، باعتبار أن الضحية يقوم باستخلاص السومة الكرائية من المكترين، بينما تؤكد معلومات استقيناها من مكان الجريمة، أن المبحوث عنه يعاني من اضطرابات نفسية ويميل إلى العزلة، مما يعرضه في بعض الأحيان إلى سخرية الأطفال.
وقد أعربت الطائفة اليهودية بالمغرب من خلال سيرج بيرديغو عن حزنها العميق لرحيل بنيامين سيريرو، مشيدا بمناقب الفقيد، مبرزا في هذا الصدد صفات وأنشطة الراحل في صفوف الطائفة اليهودية بالمغرب، وخاصة، إخلاصه في الحفاظ على القيم العريقة للتراث اليهودي المغربي المتجذر بالمملكة.
وقد فتحت المصالح الأمنية على الفور تحقيقا لتحديد ملابسات هذا الحادث٬ الذي سيرفع اللبس ويكشف خيوط هذه الجريمة التي اهتزت لها ساكنة المدينة عموما وساكنة الملاح وفاس الجديد على وجه الخصوص.