أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمدينة فاس، أخيرا، قرارها رقم 109 في الملف عدد 662/11، المتابع فيه «ع. ص» شاب في عقده الثالث، بتهم تتعلق ب«الاغتصاب ومحاولة السرقة الموصوفة المقترنة بظروف التشديد». وقضت بإدانته بثلاث سنوات حبسا نافذا.
أدانت «ر. ز» شريكه في هذا الملف الذي شرعت المحكمة في النظر فيه في 31 أكتوبر 2011 وأجلت البت فيه أربع مرات، بغرامة مالية قدرها 500 درهم، بعد إدراجها القضية في المداولة، بعد مناقشتها في جلسة استمع فيها إلى المتهم ومرافعات الدفاع والنيابة العامة.
غاب «ب. أ» و»ف. د» و»ف. و» و»ح. ص» و»س. غ» شهود الملف الذين سبق الاستماع إليهم من قبل قاضي التحقيق، عن جلسة المناقشة رغم الإشعار والتوصل. واعتبرت هيأة الحكم، الملف جاهزا، إذ نفى المتهم بعض حيثيات الملف ووجوده حين ارتكاب تلك الأفعال، تحت تأثير الخمر.
وسرد رئيس الهيأة، أقوال الشهود التي أجمعت على سوء سلوك وسمعة المتهم الذي له سابقة عدلية أدين فيها بثلاثة أشهر حبسا نافذا لأجل السرقة، وسط أهالي الدوار، مؤكدين أنه عرف باقتحام المنازل والاعتداء الجنسي والجسدي على النساء خاصة المسنات منهن.
«كلشي كيتشكى منو» عبارة وردت على لسان الشاهد «س. غ» أثناء الاستماع لإفادته من قبل قاضي التحقيق، فيما قالت الشاهدة «ف. ر»، إن «سلوكه ما مزيانش»، بينما سارت شهادات «ي. ن» و»ح. س» و»ف. ش» و»ب. ق» في الاتجاه نفسه، مفصلة في بعض جوانب سوء سلوكه. وقال «س. غ» إن المتهم المتابع أيضا بتهمة الهجوم على مسكن الغير، كان في حالة سكر ويسب الجميع، حين الاعتداء على امرأة مسنة، قال «ب. ق» إنها كانت تصرخ وتستنجد بالجيران، وتعرفت عليه بمجرد معاينته، فيما حكت الجارة «ي. ن» تفاصيل ما سمعته وتعرضت إليه «ف. ر».
المتهم المسرح «ر. ز» الذي أنجزت المسطرة الغيابية في حقه لعدم حضوره الجلسات رغم الإشعار، بعد اتهامه بضرب «ع. ص»، قال إن هذا الأخير اغتصب «ف. ر» وهي في نهاية عقدها السادس بعد الهجوم على منزلها وتعنيفها، ما أثار حفيظة جيرانها الذين استنكروا ما تعرضت إليه.
ممثل النيابة العامة انطلق من هذه الشهادة، لتأكيد ثبوت التهم في حق «ع. ص»، معتبرا إنكاره محاولة يائسة للتخلص من المسؤولية الجنائية، وتكذبها شهادات الشهود، المؤكدة استنجاد الضحية وهجوم المتهم على مسكنها وسبه إياها، واستهدافه النساء اللائي يعشن وحيدات.
وأكد ممثل الحق العام أن سلوك المتهم المعتقل بسجن عين قادوس، «سيء للغاية» و»أفعاله مخالفة للقانون»، متحدثا عن ضحية أخرى وجدته متلبسا بتسلق سور منزلها فتوسلت إليه، مذكرا بسوابقه في مجال الضرب والجرح ومحاولة السرقة، ملتمسا مؤاخذته وفقا لفصول المتابعة.
«يقدر يكون صليب».. ذاك ما قاله دفاع المتهم في وصفه لموكله، مستدركا «لكن لا أحد أثبت ما ينسب إليه»، مؤكدا غياب وسائل الإثبات وأن «ف. ر» لم تقدم أي شهادة طبية، مشيرا إلى ما تعرض إليه من اعتداء من قبل المتهم الثاني المسرح مؤقتا، والتمس القول ببراءته.
وتساءل كيف انتظرت الضحية تسع ساعات بعد ذلك، للصراخ وافتعال الضجة، مؤكدا أن الشهود لم يحضروا واقعة الاعتداء ولا محاولة السرقة، إنما سمعوا صراخا والمشتكية «قالت إن «ع. ص» اعتدى عليها»، مشيرا إلى أقوال زميلتها «ي. ن» المؤكدة أنها رأت المشتبه فيه يتسلق الجدار.