اسطول الشركة في التلاشي و المجلس البلدي يتفرج على الكارثة
فاس : عبدالله مشواحي الريفي
تعيش ساكنة مدينة فاس هذه ألأيام وضعا لا يحسد عليها ، فبعد أن عمدت الشركة المفوض لها بتدبير النفايات في المدينة العتيقة لدخول عمالها في اضراب مفتوح من أجل تسوية وضعيتهم القانونية و مطالبتهم بمستحقات في ذمة الشركة ،عمت أرجاء أحياء المدينة "غابةمن الازبال" في كل مكان و في كل الاتجاهات ،فرغم بعض المحاولات المحتشمة التي قامت بها الشركة لجمع النفايات لتكسير شوكة المضربين باتت بالفشل و استمرت النفايات تغزوا الاحياء و الشوارع مسببة روائح كريهة في كل زاوية مما قد تأثر عن صحة ألاطفال و ذوي التنفس الضيق ، فحتى السياح هاجروا المدينة العتيقة صوب مناطق أخرى للتلذذ بالطبيعة و بالهواء النقي ،وأجلوا زيارة المآثر التاريخية لمدينة 12 قرن الى أجل غير مسمى، و سبق للساكنة أن خرجت في مسيرة احتجاجية صوب ولاية جهة فاس بولمان للتنديد بالحالة المزرية التي يعيشونها ، و انهم يؤدون سنويا ضرائب للجماعة متعلقة بجمع النفايات أو ما يسمى بالضريبة الحضرية ، لكن التسيير العشوائي للمجلس و التدبير المفوض الذي باع فيه كل المرافق العامة و الخاصة للخواص جعلت المدينة تدخل في دوامة ألازمات و الاحتجاجات و الاخفاقات ،أما المدينة الجديدة فالحالة لا تحسد عن أختها بالمدينة القديمة ،"فألا زبال في كل مكان وزمان ،مع انتشار النقط السوداء بالمدينة و خاصة بألا حياء الراقية و الجديدة و بالشوارع الرئيسية ،و بجانب المدارس و المساجد ، يقول أحد الفاعلين في ميدان الوداديات ، "البلدية رفعت يدها على القطاعات الرئيسية و ذات الصلة المباشرة بالمواطن و فوضتها لشركة تعيش على حافة الافلاس ،و أصبحنا يوميا نكلف حراس الوداديات للقيام بعمل أخر ألا وهو جمع النفايات الصلبة و تكنيس ألأزقة أضف الى ذلك كراء سيارة "الهوندا "لايصال النفايات صوب المطرح المخصص لذلك بطريق سيدس أحرازم" .ففي ألأيام الاخيرة عمدت الشركة المفوض لها بجمع النفايات بأكدال و سايس الى الاستعانة بشاحنات نقل الرمال و اكترائها من أجل محاولة جمع ما يمكن جمعه محاولة منهم اسكات حناجر الساكنة ،ولكن تبقى المحاولة فاشلة جدا، اذ تقتصر على الشوارع الرئيسة للمدينة تاركة الازقة و الوداديات تتخبط في أكوام ووديان من الازبال فارضة سلطتها على الساكنة من أجل التعايش اليومي و اعتبار الحالة عادية ،اما عملية تكنيس الشوارع و ألازقة أصبحت من الماضي، فلا وجود لمستخدمين في هذا المجال مع اصرار الشركة على طرد مجموعة منهم و الاكتفاء بعناصر قليلة ضاربة بذلك دفتر التحملات وفي تواطئ تام مع المنتخبين ورئيس المجلس الجماعي بفاس ،الذي لزم الصمت و الغياب عن شؤون المدينة تاركا اياها تغرق في المشاكل اليومية ، مع أهم القطاعات الحساسة كالإنارة العمومية و قطاع النظافة ،و أمام الامبلات مسؤولي فاس و تعنتهم تبقى الحاضرة الادريسة لما تعرفه من سلب لحقوق المواطنين و ارغامهم على التعايش مع الوضع الحالي يحمل في طابعه صبغة الانتقام من الساكنة التي حاولت المشاركة في مسيرة التغيير و رفع الحجر و الانتفاضة على مسؤولين، لا تهمهم سوى ملء الجيوب و تحقيق الاهداف الشخصية تاركين البلاد و العباد ، يعيشون في كنف ألازبال و الروائح الكريهة .