morocco copy

 

الحكومة ترتكب هفوات خطيرة في بحثها عن هبة الدولة

 

 

ما من شك ان السبب في استقرار المغرب يعود بالأساس الى حكمة الشعب و ملكه معا. فالأغلبية الساحقة تؤمن بأن الملك هو انسان لم يتأخر يوما في خدمة بلده، و ان المشكل في الاحزاب الضعيفة على جميع الاصعدة. الاحزاب التي تتاجر بقضايا المواطن المغربي بشكل غير معقول مستغلة الجهل و الفقر معا.

 

و الاهم في الامر ان ما اصطلح عليه  الربيع العربي في المغرب كان له طابع عكسي تماما، فلم تتحرك الطبقة الفقيرة التي تمثل غالبية الشعب الا بما يؤكد التحامها مع العرش. في حين وجدنا الطبقة المتوسطة و الغنية هي من كانت مهتمة بالتغيير و خصوصا السياسيين و اصحاب النفوذ، حيث استغلوا الفرصة للتخويف و للمتاجرة بقضايا الوطن.

 

ان تغيير الدستور في حد ذاته مطلب لطبقات لا تمثل اغلبية الشعب الساحقة، حيث لو اعطينا للشعب الحق في الكلام لاختار الملك و لا شيء فوق الملك غير الله.

 

ان الديمقراطية تقتضي حكم الاغلبية، فحين نرى ان هناك من يلغي صوت الشعب الحقيقي و يقر فقط بصوته، معتبرا ان الشعب جاهل. فحين الجهل الاكبر هو ان تقلب اصول الديمقراطية.

 

اما بخصوص تصرفات الحكومة الجديدة، فيجب اعتبارها افعال انتحارية بامتياز، فعوض البحث عن حلول علمية اقتصادية فكرية لمشاكل المغاربة، تجد انها تلجأ الى قوة المقاربة الامنية التي اصبحت سلاحا متجاوزا غير فعال في عصرنا الحالي. حيث  يمثل هذا الاشكال عجز الحكومة اداريا و تسييريا من الناحية العلمية عن ادارة شؤون البلاد.

 

مما يجعل المغرب عرضة للخطر ان لم يتدخل الملك لاستدراك الامر و تعويض المقاربة الامنية بحلول اقتصادية فكرية علمية ناجحة.

 

يجب ان يشكر الشعب عن الوطنية لا ان تحاول ترهيبه. فهبة المملكة يجب ان تمارس على اعدائها لا على المواطن المخلص لملكه.