ghrabi copy copy

الوالي غرابي يشهر حق “الفيتو” ضد عمدة فاس ورئيس مجلس الجهة

 

يقدم تجربة للجهوية الموسعة قبل انطلاقها والمنتخبون لا يسايرونه

 

فاس: عبد الله ريفي مشواحي

 

أشهر محمد غرابي، والي جهة فاس بولمان، وعضو اللجنة الملكية الاستشارية للجهوية الموسعة، حق “الفيتو” للطعن في قرارات ومشاريع يقوم كل من عمدة فاس ورئيس مجلس الجهة بعرضها، للمصادقة على المستشارين الجماعيين والجهويين.

 

فقد رفض والي الجهة المصادقة على عدة قرارات اتخذها عمدة فاس، الاستقلالي حميد شباط، ومن أبرزها قرارات تتعلق بمنع المشروبات الكحولية في المدينة. وقالت المصادر إن والي الجهة لا يناقش مضمون القرار، ولكنه يناقش الاختصاصات التي هي ليست من اختصاصات المجالس المحلية المنتخبة وإنما هي من صلب اختصاص وزارة الداخلية، والإدارة العامة للأمن الوطني. وتقول المصادر إن والي الجهة قد نبه رئيس المجلس الجماعي إلى خطورة التعدي على اختصاصات من غير اختصاصات لاعتبارات سياسية وانتخابية قبل تقديم هذه القرارات لأتباعه من المستشارين الجماعيين الذين لا حول ولا قوة لهم غير رفع الأيادي للمصادقة في دورات المجلس، لكن شباط لم يبالي بهذه الملاحظات. واضطر والي الجهة إلى إشهار حق الفيتو تجاه هذه القرارات.

 

ووقف والي الجهة عدة مرات في وجه العمدة شباط، ورفض المصادقة على عدد من المشاريع غير المجدية. وآخر هذه المشاريع الاتفاقية التي حاول توقيعها مع نادي يدعى بنادي الإعلاميين الشباب، والذي لا يترأسه سوى شاب هو نفسه من يدير الموقع الشخصي لشباط، فضلا عن كون منخرطي النادي لا يتوفرون على بطائق مهنية. ويبقى اشتغالهم في المجال الإعلامي مرتبطا بالتهليل لمنجزات شباط التي يسمونها بالمنجزات الحضارية الكبرى، والتي هي في الحقيقة كوارث طبيعية وحال ساكنة فاس مع البنيات والتجهيزات والإجرام وانتشار أحزمة الفقر والبؤس التي تحيط بالمدينة من كل الزوايا، تقول العكس.

 

وتدخل والي الجهة محمد غرابي، أيضا ولعدة مرات، لإطفاء نار غضب ساكنة فاس ومحاولة الحد من الاحتجاجات التي ترفع ضد المنتخبين لسوء تدبيرهم للشأن المحلي والذي يتسم بالمحاباة والزبونية والحزبية. ووجه الوالي غرابي تعليماته إلى رجال السلطة المحلية بجميع المناطق والملحقات الإدارية لتتبع مشكل قطاع النظافة، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن عجزت شركات التدبير المفوض تسيير القطاع، ووقوف المجلس الجماعي موقف المتفرج والمتواطئ تاركا الساكنة تتعايش مع أكوام الأزبال والنفايات.

 

وفي حضوره لدورات سابقة لمجلس الجهة الذي يترأسه الاستقلالي الدويري، أبان محمد غرابي عن حنكته في مسايرة أشغال وقرارات المجلس، سواء من ناحية التتبع أو المناقشة. ووقف بالمرصاد لمجموعة من المشاريع الهشة والتي تعتبر من المشاريع غير المهيكلة وغير ذات الأولوية للنهوض بالجهة. ودعا الوالي غرابي، في أكثر من مناسبة، وهو يخاطب الدويري، باعتماد مشاريع كبرى مهيكلة بالجهة، واستثمار الإمكانيات المادية والبشرية لإنجازها، عوض الانشغال بإصلاح وترميم السواقي وملء الحفر في مناطق قروية بعيدة، تدخل في اختصاصات الجماعات القروية. ويقول إن هذه المشاريع تفتت ميزانية الجهة، ويصعب من الناحية القانونية مراقبة أشغالها وتتبعها بسبب بعدها، وبسبب ضعف الموارد البشرية، ما يفتح المجال أمام اختلالات. وبالرغم من دقة هذه الملاحظات، فإن رئيس المجلس لم يعرها إلا قليل اهتمام لأنه يراهن على استمالة ناخبيه في المجلس، وعلى إرضائهم بهذه المشاريع الصغيرة المفتتة، لمواصلة كسب رضاهم في مجلس الجهة، بينما يعتمد هؤلاء على مثل هذه المشاريع المقزمة للحفاظ على الكتلة الناخبة.

 

 ويراهن الوالي محمد غرابي، وهو من أعضاء اللجنة الملكية الاستشارية للجهوية الموسعة، على مشاريع كبرى لتنمية الجهة التي أصبحت تعاني من ركود. وأشرف على مجموعة من المشاريع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما حرص على إنجاز  مجموعة من الأحياء الصناعية الجديدة في كل من عين الشقف وبنسودة وراس الماء، فضلا عن مناطق إدارية ذات بعد دولي، كما هو الشأن بطريق سيدي حرازم (الأفشورينغ).