ملف شبكة “ازعيرطة “للكوكايين تنتهي حلقاته بإدانة المتابعين
فاس :عبدالله مشواحي الريفي
نطقت هيأة المحكمة الابتدائية بفاس صباح اليوم بالحكم على المتابعين في ملف الاتجار في مادة الكوكايين و استهلاكها،و الذي يعرف بشبكة ” أزعيريطة “، تحت ملف 1458/2010، و ذلك بعد جلسات مراطونية ساخنة، بإدانة أسماء لامعة و لها تأثير بالمشهد السياسي بفاس، و خاصة نجل العمدة شباط عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، و رئيس نقابة الاتحاد العام للشغالين و برلماني. وتم ذكر اسم نوفل شباط من طرف الشاهد “أزعريطة” مرارا في جلسات الملف متهما إياه أنه هو الذي كان يزوده بمادة الكوكايين، وأمام خطورة الملف، وتم ذكر أسماء لامعة تؤثث المشهد اليومي لفاس من أبناء شخصيات سياسية وأخرى من عالم المال و الأعمال، فضلا عن ضابط شرطة متهم في الملف.
و أمام تشعب الملف و تدخلاته و عدم توضيح الرؤى، تعاملت الهيأة القضائية التي مسكت بزمام و حيثيات الملف، باحترافية عالية ، وبتجرد، مستحضرة نزاهة القضاء بالمملكة ،وبسمو القانون فوق الجميع ، و نطقت صباح اليوم باسم جلالة الملك في الملف و حددت الأحكام في ثلاثة سنوات سجنا نافذا و غرامة مالية قدرت في عشرة ألاف درهم لكل متهم، بحيث شملت الأحكام، كل من نوفل شباط نجل العمدة شباط بفاس، وكذلك ضابط الشرطة عبد اللطيف خليفة بن التهامي، فضلا عن صاحب وحدة فندقية بفاس طليح بن محمد، وكذلك بلعبيد زريفات، و ايت حمو محمد، و بدرالدين الشوافي، دون أن يشملهم الاعتقال، الى حين استئناف الحكم بمحكمة الاستئناف بمدينة فاس المغربية.
و من المنتظر أن تعرف القضية تطورات سياسية خطيرة و اهتمام محلي ووطني من طرفالرفقاء السياسيين و الفعاليات و ذلك باقتران الحكم على ابن العمدة الاستقلالي شباط،و كان يوم المتابعة هو اليوم الحكم أي يوم الثلاثاء من سنة عندما قرر قاضي التحقيق – 2009بمحكمة الاستئناف بفاس، متابعة نوفل شباط نجل الاستقلالي حميد شباط عمدة المدينة والكاتب العام لنقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، في حالة سراح بتهمة تزعم شبكة للاتجار في المخدرات الصلبة “كوكايين”.
وجاءت متابعة نجل شباط إلى جانب 30 متهما آخرا بينهم ضابط بفرقة مكافحة العصابات التابعة للفرقة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن فاس، على خلفية التصريحات والاعترافات التي أدلى بها تاجر المخدرات الصلبة المدعو “زعيريطة” أمام هيئة محكمة الاستئناف.
ونفى نجل شباط، أثناء الاستماع إليه، وجود أي علاقة بينه وبين الشبكة التي جرى تفكيكها، معتبرا إقحام اسمه في هذا الملف يدخل في إطار تصفية الحسابات السياسية والانتخابية بين والده العمد وخصومها على الصعيد المحلي”.
وقال “زعيريطة” المتهم الرئيسي في شبكة لترويج المخدرات الصلبة بفاس، في تصريحاته أمام المحكمة، في إطار جلسة استئناف الحكم الصادر في حقه من طرف المحكمة الابتدائية والمحدد في 8 سنوات سجنا نافذا، أن نوفل شباط هو زوده بكمية الكوكايين التي ضبطت بحوزته أثناء اعتقاله من طرف الشرطة القضائية.
كما أورد زعيريطة العديد من الأسماء المتورطة في هذا الملف، وهي أسماء لم تطال المتابعة بسبب نفوذها وعلاقاتها مع رئيس الشرطة القضائية السابق الذي تم تنقله إلى مدينة الجديدة على خلفية هذا الملف، ويوجد ضمن المتابعين ضباط شرطة يسمى “ع.خ” متهم بمساعدة نجل شباط على ترويج المخدرات واستهلاكها وتسهيل فرار أحد المتورطين في الملف بعد تدخل كاتبة معروفة بمجلس مدينة فاس كانت تربطها علاقة قوية برئيس فرقة الشرطة القضائية السابق.
وسبق للمتهم الرئيسي في ملف تفكيك أكبر شبكة لترويج الكوكايين بفاس، أثناء مثوله أمام المحكمة الابتدائية بتهم تتعلق ب”جنحة مسك والاتجار في المخدرات القوية والحيازة غير المبررة للمخدرات”، أن صرح أمام المحكمة وبحضور هيئة الدفاع وجمع غفير من المواطنين أن الكمية التي ضبطتها الشرطة بحوزته، اقتناها من نوفل شباط بالقرب من بلدية سايس مقابل 600 درهم للغرام الواحد، وروى للمحكمة تفاصيل التقائه مع نجل العمدة الذي كان يجلب المخدرات على متن سيارته رفقة مجموعة من الأشخاص أدلى بأسماء بعضهم.