intihar copy

انتحار مواطن بحي مونفلوري بفاس

 

 

 

كان يتسم بالهدوء و يواظب على الصلوات الخمس بمسجد حفصة بنفس الحي

 

فاس :عبدالله مشواحي الريفي

 

انتحر رجل في عقده السادس و الأربعون مستعمل تقنية ” الشنق”بواسطة حبل ،و  كان الهالك يسمى قيد حياته ب “سعيد عروش”  عازب ،يمتهن مهنة بائع متجول للفواكه بحي منفلوري يقطن بودادية مبروكة بشارع وهران على بعد أمتار قليلة  من ثكنة ألأمن الوطني للفيلق الرابع لقوات التدخل السريع “السيمي”، و يعرف  بين معارفه بالرجل الفاضل و بالهادئ جدا لا يتخالط مع كثير الناس  ومعروف بطيبوبته و بتعامله مع زبناء الحي باللباقة و الاحترام المتبادل .

 

و ظهر يوم السبت 11ماي 2012 بينما كان حارس الودادية في دورية تفقدية لأحوال المنازل و الابواب لمح شخصا معلقا و رجليه مدللتين و لا تتحركا ،وحامت شكوكه بالشخص الذي يقف منتصبا جامدا ،و أمام الصدمة هرول نحو منزل رئيس الودادية لإخباره بالواقعة ،وفور سماع الخبر اتصل رئيس الودادية بديمومة الامن و لكن  لا حياة لمن تنادي ،و لامن مجيب مما أضطر برئيس الودادية رفقة بعض أعضاء المكتب بالذهاب الى المنطقة المداومة مخبرين رجال الامن بالواقعة .

 

وتحركت ديمومة المرابطة ب الدائرة   19 الامنية الى عين المكان ،رفقة الشرطة العلمية للوقوف على الحادثة ،وبعد معاينة الجثة بعين المكان و الادوات التي استعان بها لشنق نفسه بحبل على مستوى العنق، لينهي مشوار حياته منتحرا ،امام ظروف اجتماعية ونفسية غادرت معه الى مثواه الاخير ،ونقلت الجثة على متن سيارة نقل الاموات الى مستودع الاموات بالمستشفى الغساني من أجل تشريح الجثة و محاولة الوقوف على طريقة الانتحار و الاثار التي تركها حبل المشنقة .

 

و تعيش مدينة فاس بين الفينة و الاخرى حالات متعددة في الاعوام الاخيرة  من حوادث انتحار الاشخاص من كلا الجنسين اما بطريقة المشنقة ،و الانتحار من أسطح البنايات او عرض عنقهم الى سكك القطارات ،و غالبا ما تستعمل شرب مواد سامة لإنهاء حياة  المنتحرين و الذي تتنافى مع شريعة الاسلام و في قوله تعالى ” كل من قتل نفس بغير الحق فهو أثم “و لا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة “،و لكن تبقى الظروف الاجتماعية و الاقتصادية تلعب دورا أساسيا في اقدام الاشخاص على الانتحار دون التفكير في عواقب الدين في هذه النازلة ،فضلا عن الحالات النفسية المستعصية تساهم بشكل كبير في تحريك فكرة  الاقدام و بتنفيذها بسرعة لدى غالبية المنتحرين.

 

اما أسباب الاقدام على الانتحار فغالبا ما تبقى غير مفهومة لدى المتخصصين ،فحين تبقى الجهات الامنية و القضائية  تتعامل مع القضية بالاستئناس فقط  و بإجراءات قانونية روتينية ،لآن فهم حالة المنتحر تبقى جد صعبة لدى الجميع .

 

الصورة :مواطن مشنوقا على شجرة الكرم بحي مونفلوري .