chabatlkhsassi

مسلسل (شباط ومن معه) :الحلقة الثانية :شباط بولخصيصات

 

 

اغراق فاس  بالحفر و الغبر و مشاريع لا ترقى الى تطلعات الساكنة

 

فاس :عبدالله مشواحي الريفي

 

عندما ارتأينا في موقع “فاس نيوز ” دبلجة و اطلاق مسلسل (شباط ومن معه ) وبثه في حلقات أسبوعية ،لم يكن هدفنا النيل من الشخص أو تصفية حسابات و التي لا وجود لها  مع مسيري مدينة فاس ،ولكن الضمير المهني و محاولة  تبليغ نبضات الشارع الفاسي و ساكنته معانتهم وتصوراتهم الى من يهمهم الامر .

 

سبق  لنا أن تطرقنا الى اغراق مدينة فاس لمشاريع مملة  و لا تذر نفعا على الساكنة التي اختارت في السابق حزب الاستقلال لكي يسير شأنها المحلي ،و هاهم أبناء فاس يعانون  ارتفاع درجة الحرارة مبكرا هذه السنة و لا ملاذ لهم لإطفاء نيران أشعة الشمس الملتهبة لآن قدرهم عاصمة العلم ليست بمدينة ساحلية و لا تربطها بعلاقة البحر الا علاقة تاريخية اذ يحكى ان فاس كان بها بحر في زمن مضى فلعل منطقة النوجريين شاهدة على ذلك ،و بالحفريات التي تركتها رواسب البحر .

 

و أما دهاء حاكم فاس العمدة شباط الذي  كان قد وعد الساكنة الفاسية باستقدام لها البحر الاصطناعي الى مجاري واد فاس و مواجهة حرارة الصيف المرتفعة بالمدينة و لهيب أشعة الشمس بالبحر الفاسي الشباطي ،لكن شعاراته الانتخابية بقيت حبرا على الورق وصوتا مملا على ترددات الميكروفون و الابواق ، فلا شباط استقدم البحر و لا المشروع رئ النور ،و لكن كانت الطامة الكبرى ،بعد أن أقدم شباط على بيع واد فاس من أوله الى أخره”مئات الهكتارات” الى الخواص من أجل اغراق فاس في البنيات الاسمنتية و جعل فاس تحتضر تحضرا و قتل مجموعة من الاشجار و تدمير غابة بكاملها، لتنبت عوضها عمارات و فنادق ،و يترك أولاد فاس يذهبون الى مياه واد سبو الملوث لينتعشوا  و يخففوا درجات الحرارة المفرطة .

 

الغريب و العجيب في هذه المدينة و يمكن ادخال مشاريعها في ركن مشاريع المريخ ،مشاريع لا تنبني على دراسات مدققة،و حفر في كل مكان ،ونافورات أينما وليت وجهك حتى اصبحت الساكنة الفاسية وأمام زحف النافورات على المدينة و التي تقدر أكثر من 20 نافورة و التي تعرف لدى الفاسيين “بالخصة” و أمام خفة الدم الفاسي أطلقوا على شباط من باب النكتة و التهكم “بشباط بولخصيصات”.

 

مدارات فاس اصبحت كلها تتوفر على “الخصات”،و لقراءة لغز هذه المشاريع ،نجد  المقاول الوحيد الذي تفوت له هذه المشاريع دون الرجوع الى قانون الصفقات أو فتح ألاضرفة ،انه رئيس غرفة التجارة و الصناعة اخ شباط في حزب الاستقلال،زين الدين الفيلالي صاحب مقاولة “زين” المتخصصة في اغراق فاس في النافورات التي تكلف ميزانية الجماعة ملايين الدراهم خلال فترة التشييد و الدراسات ، وفي الدورة ألاخيرة صادق مجلس مدينة فاس على بند يخصص ميزانية ضخمة بملايين الدراهم لتتبع عملية اشتغال  النافورات و  صيانتها  و التي غالبا ما تسقط في أعطاب يومية، و تبقى شبه ديكور ممل و بمياه ملوثة سوداء اللون بأحواضها .

 

مشاريع وهمية اقترحها المجلس و ميزانية ضخمة تصرف من مال الشعب ، و الشعب يقول مشاريع انتخابية صرفة ،أو محاولة تعكير المدينة بالعكار الفاسي فقط ،ووضع “العكار على الخنونة”،لآن فاس مازالت تعاني من الحفر ،ومن الظلام ،ومن التعايش مع النفايات اليومية .

 

فسبق لمجلس فاس أن وعد الساكنة بمسبح  لكل مقاطعة ،لكن الوعودات بقيت صوتا و رنينا على الميكروفون الانتخابي ،فهاهي حرارة الشمس  تداهم   المملكة  باكرا هذه السنة دون أن تجد الساكنة و لو مسبحا وحيدا لمدينة ألا كثر من مليون نسمة ،و هاهم شباب و أطفال فاس يقتحمون خصات شباط لإطفاء نيران الحرارة الملتهبة بعد ان ضاقوا ذرعا من الاختناق اليومي ،مما قد تشكل هذه المياه المنعدمة خطرا على حياتهم و جلدهم ،و عن أمنهم اليومي و الصحي ، وتبقى السلطات المحلية في لعبة القط مع الفأر لإبعاد هؤلاء على هذه الاماكن التي تشكل لهم خطرا على حياتهم .