هل عاد زمن “بوخنشة ” و الاختطافات بالمغرب؟ طلاب يحولون ساحات جامعية الى محاكم متنقلة

وزير العدل و الحريات الرميد يدخل على خط اختفاء طالب التجديد الطلابي بفاس

فاس :عبدالله مشواحي الريفي

لم يكن يعلم سفيان ألازمي، الطالب و المناضل في صفوف منظمة  التجديد الطلابي بجامعة محمد بن عبدالله وبقلاع ظهر المهراز التي تعبتر مهد النضال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ،أن سفره  الى أحد أفراد العائلة "خاله" سيكلفه ربما الكثير ،ويدخل عائلته في دوامة البحث و التقصي و الاستنجاد بمكان وجود ابنهم سفيان.

ظروف الاختفاء و القصة بأكملها تعود الى يوم السبت 5 ماي 2012  عندما رغب سفيان بزيارة خاله الى مدينة الدارالبيضاء للبحث عن العمل و ذلك لظروفه الاجتماعية القاهرة ،و في اليوم الموالي اتصل الابن بالعائلة فجرا  وتبادل أطراف الحديث مع والدته مخبرا إياها أنه لم يزر خاله ،وان المال لم يعد يكفيه حتى للسفر الى غير ذلك من المواضع التي ستكشفها أمه  للمحققين في الايام القادمة ، انتظرت ألام وصول سفيان لكن دون جدوى انقطع ألأمل وزادت الشكوك ، و اتهمت جهات باختطاف الابن و تحركت منظمة التجديد الطلابي فرع فاس و صدرت بيان في موضع الاخ المختطف ،و راسلت العائلة منتدى الكرامة و هي جمعية حقوقية تابعة لحزب العدالة و التنمية يترأسها حاليا القيادي في الحزب حامي الدين بعد أن تنازل مؤسسها الوزير الرميد عن الرئاسة لاكراهات قانونية لا تسمح له الجمع بين الاستوزار  و العمل الجمعوي .

ما ان توصل المنتدى بشكاية العائلة وجهها على أوجه البرق الى وزير العدل والحريات الاستاذ مصطفى الرميد ،و الذي دخل مباشرة على الخط مصدرا تعليماته الى الوكيل العام بفاس قصد فتح تحقيق نزيه و شفاف في ظروف اختفاء الطالب التجديدي سفيان الازمي ،ما ان توصل الوكيل بالتعليمات سرع الى نشر بلاغ في الموضوع مفاده.

" يعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس أنه على إثر ما نشرته بعض الجرائد الوطنية، حول اختفاء الطالب سفيان الأزمي عضو منظمة التجديد الطلابي والمنحدر من عين الشقف بفاس والذي يتابع دراسته بكلية ظهر المهراز بالمدينة نفسها، يوم الخامس من ماي 2012 وهو متوجه من مدينة فاس إلى مدينة الدار البيضاء، وبناء على الشكاية التي سجلها والد المعني بالأمر لدى الجهات المختصة، أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس بإجراء بحث معمق في الموضوع وذلك يوم الجمعة 18 ماي 2012 ، وسيتم الإعلان عن نتائج البحث المذكور فور انتهاء أطواره."

اما العائلة فتشير بأصابع الاتهام الى رجال الادارة الترابية أنهم يقفون وراء اختطاف سفيان في مثل هذه الظروف الغامضة فلعل التقصي الذي وصل اليه الاب أن المكالمة الهاتفية التي تلقتها أم سفيان على الرابعة صباحا يخبرها بالعودة الى فاس ،و ذهابه الى مدينة سلا للتحقيق في مصير المكالمة و بعد  اكتشافه أن الرقم الذي استعمله سفيان يعود الى ملك الادارة الترابية مما عجل بالعائلة باتهام المخابرات المغربية بالضلوع في ملف اختفاء ابنهم .

فلعلى التحقيقات التي باشرتها وزارة العدل ستظهر الجهات التي تقف وراء سر اختفاء الطالب سفيان ،و حديث الشارع  الذي يروج لعودة سنوات الاختفاء و زمن "بوخنشة "عندما كان يختطف المواطن و يوضع في كيس للهروب به الى مكان ،تبقى اشاعات دون سند يفتقر للأدلة الدامغة و مع ذلك فأبواب التحقيقات مفتوحة على كل الاصعدة .

و في سياق ما تعيشه الجامعات المغربية من مواجهات عنيفة بين الفصائل الطلابية ،و خير دليل ما وقع بحي السويسي الجامعي بالرباط و المواجهات التي استعملت فيها السيوف و الشواقر و قنابل الملتوف بين الطلبة الصحراويين ،فضلا عن المواجهات التي يعرفها مركب ظهر المهراز بين الفينة و ألاخرى في ظل حكم جمهوري داخلي بالأحياء الجامعية و الذي يعتمد قانونهم الخاص ،مما عجل بوزير التعليم العالي لحسن الداودي الى القول بان زمن السيوف و الشواقر يجب أن ينتهي بألاحياء الجامعية ،فالجامعة مهد لطلب العلم و ليست ساحة لحروب مفتوحة بين الفصائل الطلابية في غياب تام لجهاز الدولة عن تلك الساحات خوفا من مواجهات مع الذين يصنعون جمهوريتهم  وقانونهم الخاص.

فلعل ما وقع في اليومين الماضيين أي ليلة الجمعة السبت 18 ماي الجاري ، بالحي الجامعي سايس خير  شاهد على ذلك ،عندما استنجد أحد عمال البناء بالحي الجامعي الجديد الذي هو في طور البناء ،بطلبة الحي اثر تعرضه للسرقة بساحة مرجان 2 حوالي العشرة ليلا ،تحرك جيش الطلاب من كل الفصائل وتسلحوا بالحجارة مع اطلاق صفارات الانظار من أفواههم ،و انتشر حوالي 500 طالب  بحثا عن اللصوص ،و تحركت أطقم الطلاب في كل الاتجاهات ،فيلق اختار التوجه صوب طريق المطار , الاخر انتشر وسط أشجار الزيتون ، والكوموندو المسلح توجه الى كلية الاداب سايس المجاورة و ضرب حزام أمني من الطلبة و تم تطويق  المنطقة من اجل ايقاف اللص المفترض ،ضاربين عرض الحائط أن هناك دولة قائمة الذات تحكمها قوانين ،و لكن يظهر ان جهاز الدولة لا يطربهم بقدر ما تطربهم جمهوريتهم المتواجدة وسط الاحياء الجامعية ،و سبق لقضاة الحي أن أدانوا قاصرا  بحلق حجبي أعينه بعد أن ضبط في حالة التلبس في سرقةأحد الطلبة سابقا .