من يريد الرجوع بالوطن الى زمن الرصاص و الاختفاءات و تضليل الرأي العام؟؟؟
تقرير من انجاز:عبدالله مشواحي الريفي
نهاية الاختفاء و عودة سفيان الى العائلة
اسدل الستار عن اختفاء سفيان ألازمي ، طالب منظمة التجديد الطلابي فرع فاس و الذي يتابع دروسه بكلية الشريعة ،فبعد بعده عن أنظار العائلة و انقطاع التواصل معه ،والمحنة التي عاشتها ألاسرة طيلة أكثر من 15 يوما ،وأمام تناول القضية من طرف منابر اعلامية ،ودخول منظمات حقوقية على الخط ،ووزارة العدل التي طالبت النيابة العامة بفتح تحقيق في النازلة التي روعت الرأي العام ,و ارعبت الكثير بعودة سنوات الاختطاف و الاختفاء أو ما كان يسمى بسنوات الرصاص من القرن الماضي.
العائلة و الاخبارية الملغومة
توصلت العائلة الاثنين الماضي باخبارية من موظفة تابعة للمستشفى مفادها ضرورة تقدمها لتسليم سفيان ،استغربت العائلة محتوى الاخبارية لآن الابن لم يكن يوما من ألايام يعاني من اي اضطراب نفسي ،انتقل الاب فوارا الى سلا و تسلم الابن بعد أن ادى فاتورة المصحة دون معرفة ما يقع أو نبش في القضية حتى لا يكرر لنفسه ما وقع لفلذة كبده ،عادوا الادراج الى فاس و ألف سؤال يراود مخيلة ألاب دون الوصول الى أي جواب؟؟؟؟
رواية سفيان بعد الظهور و التعذيب المستمر
تحدث الطالب سفيان الأزمي عن «تعذيب مستمر تعرض له طيلة أيام اختفائه»، وقال في تصريحاته «كنت أمنع من الصلاة وتم تصفيد يدي ورجلاي، وكانت تتم مناولتي الأدوية كلما طلبت وقتا للصلاة». آثار التعذيب بجسد سفيان الأزمي وخصوصا بيديه ورجليه، وظهر في وضع نفسي متدهور، كما أفاد والده بأن آثار الضرب موجودة أيضا بظهر ابنه . وتتحدث الأسرة عن تدهور كبير في صحة ابنها، وهو الوضع الذي فوجئت به، ليتم صبيحة أمس إحالة الإبن على طبيب مختص بمدينته.
وحسب الرواية التي أدلى بها سفيان الأزمي ،فإنه سافر يوم السبت 5 ماي من فاس إلى البيضاء، واضطر إلى العودة في اليوم الموالي بعد انقضاء ما بحوزته من نقود، فاتصل بوالدته على الساعة الرابعة صباحا يخبرها بعزمه العودة إلى فاس، فسافر أولا إلى سلا وطلب من عامل نظافة بمحطة الحافلات منحه مبلغا ماليا مقابل ساعة يدوية كانت في ملكه، من أجل تأمين سفره إلى فاس، وجلس ينتظر الحافلة وهو يقرأ القرآن بصوت مرتفع، قبل أن توقفه دورية للأمن وتقتاده إلى مخفر أمني، وأكد سفيان الأزمي، بأن مصالح الأمن حررت محضرا أمنيا له، لكنه امتنع عن التوقيع عليه.
الرواية الرسمية و ردود ألافعال بعد عملية الاختفاء
الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس قد أمر يوم الجمعة الماضي بإجراء بحث معمق في موضوع «اختفاء» الطالب سفيان الأزمي، وهو البحث الذي لم يعلن عن نتائجه إلى حدود اليوم، كما أنه سبق لأسرة الطالب المختفي العائد إلى منزله، أن تلقت مكالمة هاتفية من ابنها لحظة وجوده بسلا، فسافر الوالد إلى مدينة سلا وقصد مخفرا للشرطة قيل له أن ابنه يوجد به، فنفى المسؤولون الأمنيون وجود المختفي لديهم أو علمهم بمكان تواجده، إلا أن مسؤولا أمنيا أكد لوالد سفيان الأزمي بأن الرقم الهاتفي الذي اتصل به الابن بالأسرة بعد يوم من الاختفاء، هو «خط هاتفي من أرقام مديرية التراب الوطني»!، وذلك حسب شهادة الأب لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، تضمنها تقرير للمنتدى.
ادارة مستشفى الرازي و الهروب من الحقيقة و ترديد سمفونية "السر المهني"
وفي سياق متصل، رفض جلال التوفيق، مدير مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية بسلا، الإدلاء بأي توضيح للصحافة، وقال «السر المهني يمنعنا من تقديم أي معطيات بخصوص نزلاء المستشفى»، وبينما تقول أسرة سفيان الأزمي بأن ابنها لم تظهر عليه أي أعراض تتطلب إحالته على مستشفى الأمراض العقلية، وأنه اليوم يعاني من اضطرابات نفسية خطيرة بسبب وضعه في المستشفى في ظروف مجهولة، قال المسؤول الأول عن المستشفى، «لا يمكننا أن ندخل أي شخص إلا بعد تشخيص حالته، وهناك حالات مرضية حادة تظهر آثارها في وقت وجيز»، ودون إعطاء تفاصيل أكبر بخصوص حالة سفيان الأزمي، قال المتحدث، «نؤكد لكم أن المساطر القانونية يتم احترامها بالنسبة لجميع الحالات».
و طالب محمد البراهمي، رئيس منظمة التجديد الطلابي، وزير العدل والحريات، بفتح تحقيق شامل ودقيق لكشف ملابسات الحادث، وقال البراهمي، «يظهر من خلال المعطيات التي نتوفر عليها والشهادات المختلفة والموثقة للطالب سفيان الأزمي ولأسرته، أن هناك أمورا تطرح أكثر من علامة استفهام»، وطالب البراهمي بـ»إجراء خبرة طبية لكشف حقيقة التعذيب الذي تعرض له سفيان الأزمي، بناء على شهادته، وللكشف أيضا عن دواعي وضعه بمستشفى للأمراض العقلية»، كما طالب بمعاقبة «كل من ثبت تورطه في الاعتداء على الطالب سفيان الأزمي». وفي نفس السياق اتصلت مصالح الضابطة القضائية بالدار البيضاء بوالد الطالب سفيان الأزمي، تطلب منه الحضور إلى مصالحها المركزية بالدار البيضاء، كما تلقى الاب اتصالا آخرا من ولاية أمن فاس، وذلك بعد عودة ابنه إلى منزله أول أمس الإثنين.ويتحدث الفصل الثاني عشر من الظهير الشريف بشأن الوقاية من الأمراض العقلية ومعالجتها وحماية المرضى المصابين بها، عن أن «الوضع تحت الملاحظة الطبية يباشر بطلب من المريض أو بطلب من كل شخصية عمومية أو خصوصية تعمل لفائدة المريض أو لفائدة أقاربه، أو تلقائيا بمقرر من العامل فيما إذا كان المريض يكون خطرا على أقاربه أو على النظام العمومي أو أصبح في حالة خلل عقلي تجعل حياته في خطر.
وينص الفصل الخامس عشر من نفس الظهير الشريف، على أن الشخص الذي يطلب إقامة المصاب بمرض عقلي بالمستشفى أو وضعه تحت الملاحظة الطبية يجب عليه «أن يصحب هذا المريض مدة الطور الإداري والطور الطبي للقبول قصد إعطاء جميع المعلومات المقيدة»، بينما يقول الفصل الثامن عشر، أن «طبيب الأمراض العقلية المتولي معالجة المريض ينهي فورا وبدون موجبات إقامته التلقائية بالمستشفى وكذا وضعه تلقائيا تحت الملاحظة الطبية، وذلك إذا تحسنت حالته وكانت ملائمة لخروجه».
أسئلة محيرة في ظل أجوبة مفقودة
مغرب المؤسسات ؟مغرب الدستور الجديد؟هيأة الانصاف و المصالحة؟نهاية سنوات الرصاص؟ اتفاقيات دولية وقعتها المملكة في دهاليز منظمات تجرم الاختطاف و التعذيب والاختفاء؟ من نصدق سفيان المغلوب على أمره ؟؟؟ ام الرواية الرسمية المفضوحة ؟؟؟ أم رجال الاستخبارات الذين توجه لهم أصابع الاتهام مباشرة ؟؟أو مستشفى الرازي الذي لا يملك الا سرد كلام المسؤولين كالببغاء؟؟أم تصريحات سفيان ؟؟وهل يشكل الطالب الأزمي تهديدا لآمن الدولة؟؟ أم تحريات ألاجهزة كانت خاطئة ؟؟أو المعلومات التي توصلوا بها تحمل في طياتها قشور" البنان"؟؟
الحقيقة الضائعة
اختفاء مواطن ،طالب ،عامل،فلاح، كيفما كانت وضعيته الاجتماعية و السياسية في ظروف قصرية و تضارب الاراء و التصريحات ،أصبح لازما وعاجلا على الجهات المسؤولة بإصدار بيان حقيقة ونشر التحقيق الذي توصلت اليه ،لتنوير الرأي العام ،وللرد على المنظمات الدولية التي تتهم المغرب بخرق قوانين حقوق الانسان و تراجع المملكة الى مراتب محتشمة على الصعيد العالمي فيما يخص الحريات العامة ؟؟؟
الصورة مركبة:لمدير المخابرات الحموشي، ووزير العدل الرميد، و الطالب المختفي سفيان