الحرب في نقابة الاتحاد المغربي للشغل بعد موت الزعيم الروحي ابن الصديق
تازة : عبدالله مشواحي الريفي
عاشت شوارع مدينة تازة حربا مفتوحة بين أنصار مخاريق , واعضاء اليسار المطرودين من نقابة الاتحاد المغربي للشغل يوم امس 27 ماي 2012 ،و تفيد مصادرنا أن أعضاء الامانة معززين بعناصر سمتها الجهات الاخرى " بالبلطجية " اقتحموا مقر النقابة،و تم تطويق المقر بعناصر مدججة بالأسلحة البيضاء و الهراوات و السلاسل ،و منعوا أعضاء المكتب المحلي و الذي يعتبر بالشرعي الدخول الى المقر،و أمام الصراع الذي اشتدت درجة حرارته الى الشوارع و الازقة المجاورة ، و امام تصارع الاحداث استغاثت العناصر الموالية لأعضاء الجمعية المغربية و لأعضاء اليسار الجذري و لحزب النهج الدعم اللوجستيكي البشري من رفاق اليسار لدعم المناضلين في مواجهتهم ضد مناصري مخاريق.
و أمام وصول التعزيزات البشرية لليسار تمكنوا من طرد الموالين لمخاريق الذي عمد لطرد رفاق الدرب و النضال ،و احتدت المواجهات الدامية و سجل نقل مجموعة من الاطراف المصابة الى مستشفى ابن باجة بتازة لتلقي العلاجات الاولية .
و تدخلت عناصر الامن معززة برجال التدخل السريع و سيارة الامن ،وطوقت المكان من كل الزوايا ،و تمكنت من اخراج أنصار مخاريق تحت الحماية الامنية العامة و الخاصة و تحت وابل من الشعارات ذات الشحنة القوية من افواه مناضلي اليسار المغربي .
وذكرت مصادرنا أن قياديون من الأمانة العامة موالون لمخاريق مدعومين بحوالي 100 شخص أغلبهم لا تربطهم أي علاقة بالاتحاد المغربي للشغل بينهم أشخاص تم استقدامهم من الدار البيضاء، قاموا في حدود الساعة الرابعة مساء أمس باقتحام المقر الإقليمي للنقابة، وأوضح المصدر ذاته، أن أعضاء الأمانة العامة استغلوا غياب نقابيون للمشاركة في مسيرة الدار البيضاء، وكانوا يعتزمون تنصيب مكتب إقليمي جديد بديلا للمكتب الحالي الذي يسيطر عليه أنصار عبد الحميد أمين الذي طرده مخاريق من الأمانة العامة الوطنية للنقابة.
واتهم مصدر نقابي، الأمين العام لنقابة بمحاولة تنصيب ما وصفوه ب"بن عرفة" جديد خارج قرارات المؤتمر وتقاليد في هيكلة الأجهزة، وأوضح أن أعضاء الأمانة الوطنية الذين جاءوا إلى تازة كانوا يعتزمون الانقلاب على المكتب الإقليمي الذي يتوفر على الشرعية الديمقراطية المنتخبة.
مصدر نقابي آخر، أرجع إندلاع المواجهات، إلى إقدام نقابيون يساريون يطلقون على أنفسهم "التوجه الديمقراطي"، على طرد عضوين من الأمانة العامة للإتحاد المغربي للشغل، وذلك بعد زيارتهم للوقوف على الوضع التنظيمي للنقابة إقليميا، وذكر المصدر أنه تم اتهامهم بالفساد بعد ترديد شعارات في وجههم من قبيل" نقابة حرة حرة والفساد يطلع برا".
ويشار إلى أن العديد من القطاعات النقابية المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، تعيش في ظل أزمة تنظيمية خانقة بعد قرار الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل، طرد كل من عبد الحميد أمين وعبد الرزاق الادريسي والمستشارة البرلمانية خديجة الغامري، ومن بين أهم القطاعات التي تعرف صراعات حادة بين الطرفين قطاعي التعليم والجماعات المحلية.
و تعيش نقابة الاتحاد المغربي للشغل بالمغرب صراعا مريرا بعد وفاة الزعيم الروحي ابن الصديق ،وما ان تحمل المسؤولية الامين العام الجديد تفاقمت الصراعات بين صقور النقابة المشكلين من اليسار المغربي و أعضاء الجمعية المغربية و منخرطي حزب النهج الديمقراطي المعارض و بين حمائم المناضلين الموالين لمخاريق، فلعل الاستراتجية التي يحاول مخاريق تنفيذها بتقزيم عناصر اليسار من اتخاذ قرارات الطرد أو الحصار الممنهج هو وليد الساعة السياسية و الظروف التي تمر بها البلاد بعد الربيع العربي،وتتهم نقابة مخا ريق باحتواء معارضي المملكة و تبني ملفات اليسار الجذري و الطلبة القاعديين، من بين المشاكل التي يحاول مخاريق التخلص منها و اعادة بناء النقابة في ظل توافقات سياسية للدولة ،ومن المنتظر ان يشتد الصراع بين كلا الاطراف ،و لعل شد الحبل والمواجهات الدامية سيعجل بتفجير النقابة من الداخل و التي ستحمل نتائج تأسيس نقابة جديدة منشقة عن الاتحاد المغربي للشغل .