من المعروف ان البيئه التى ينشأ فيها الفرد لها تأثير قوى و فعال على سلوكيات الفرد الاجتماعيه , و البيئه هى احد العوامل المؤثره فى تكوين الخطوط العريضه و الاساسيه فى شخصية الفرد و منهجه الفكرى و فلسفته الشخصيه التى على اساسها يرسم الطريق الذى يسلكه وصولا الى اهدافه و كيفية الوصول اليها , و الجدير بالذكر ان طبيعة البيئه المحيطه بالفرد و خاصه من الدرجه الاولى و التنشأه الاجتماعيه و درجة رقيها من اهم المؤثرات على ( الانا الاعلى ) الضمير ان كان حى و يشغل حايزا كبيرا فى كيان الفرد او يكاد يكون فى ثبات دائم لا يستيقظ ابدااا و كانه ليس له وجود فى داخل الفرد , كما تحدد بدورها درجة الاتزان الشخصي و العقلى لدى الفرد .
و لقد لعبت البيئه و التنشاه الاجتماعيه دور البطوله فى قصة سيده اذا نظرنا اليها من منظور علم النفس سوف نراها مريضه تعانى من انفصام فى الشخصيه حيث تتقمص شخصيه عكس حقيقتها , اما انا ارى ان هذه السيده حينما ارادت التنكر لحقيقتها و الظهور بشكل جديد يرى المجتمع انه افضل الاشكال على الاطلاق و اجمل قناع تخفى وراءه جلدها الحقيقى وذلك بارتداء عباءه غاليه طاهره مقدسه الا و هى عباءة الدين .
و سوف احكى لكم الحكايه من البدايه ..
هى حكاية فتاه نشات فى اسره فقيره لها سبعه من الاخوه و الاخوات , والدتها تعمل خادمه عند احد اثرياء المدينه و تقوم بتربية الطيور فى منزلها من اجل بيع البيض فى السوق , والدها توفى و كانت لا تزال صغيره , عاشت هى و اخوتها فى فقر و تقشف شديد , مرت الايام و اصبح اشقائها الذكور فى السن الذى يسمح لهم بالعمل فكانوا يقوموا بشراء اشياء متنوعه من اماكن البيع بالجمله ثم بيعها للجيران و المعارف و كانوا طوال اليوم يتجولوا فى الشوارع من اجل بيع ما لديهم من سلع
اما هى ورغم قدراتها العقليه الضعيفه جدااا و سوء الحاله الماديه للاسره الا انها اصرت ان تلتحق بالتعليم الثانوى العام و من المعروف انه يحتاج الى قدرات عاليه لتحصيل المعلومات و كذلك نقود من اجل شراء الكتب الخارجيه و الدروس الخصوصيه اذا لزم الامر , و لكنها اصرت و والدتها لم تغضبها و تركتها تفعل كما تشاء حتى لا تلومها فى يوم من الايام انها كانت السبب فى عدم وصولها الى الدرجه العلميه التى تريدها , و مرت السنه الاولى و اجتازتها و لكن بمجموع درجات صغير جداااا و كذلك السنه التاليه و جاءت السنه الثالثه و هى الاهم و التى بدورها ستحدد مصيرها ..؟؟؟؟ و كانت النتيجه الرسوب !! و اعاده السنه للمره الثانيه !! اما عن السنه التاليه لم تنجح لكنها كانت الفرصه الاخيره لها !!! و تم تحويل اوراقها من المدرسه الثانويه الى احدى المدارس الصناعيه فى الصفوف المخصصه للراسبين فى المدارس الثانويه !!!
و من البدايه كان الخطا فى انها التحقت بتعليم لا يناسب مستوى قدرتها العقليه !!
مرت الثلاث سنوات و انهت دراستها و كانت قد درست تخصص حياكة الملابس ولان الرجل الذى كانت تعمل عنده والدتها خادمه طيب جدا حنون القلب يعطف عليهم قرر ان يشترى لها ماكينة خياطه لتعمل عليها و تكون مصدر رزق لهم ايضا
و بالفعل اصبحت تعمل فى تفصيل الملابس للجيران و الاقارب و المعارف و الكثير من المحيطين بهم كانوا حرصين على تفصيل ملابسهم عندها من اجل مساعدتهم بشكل مقبول ولائق
مرت السنوات و تجاوزت السابعه و العشرين و لم تتزوج او يتقدم لخطبتها احد ؟؟ و بدات تشعر بالضيق الشديد و خاصه انها شهوانية الطباع فماذا عليها ان تفعل اذاً ؟؟؟
نظرت حولها فوجدت الفتيات ترتدى اشيك الملابس و تضع الماكياج من اجل لفت الانظار اليها لكنها لا تستطيع لفت الانظار لها بهذه الطريقه لانها مكلفه بشده فهى تقوم بتفصيل الملابس لاهل الشارع الفقراء و باجر رمزى و العائد ضعيف جداا لا يصلح لهذا الغرض فماذا تفعل ؟؟؟
جلست مع نفسها تفكر .. ماذا افعل كى الفت الانظار لى حتى اتزوج و يصبح لى رجل ياخذنى من هذا الحرمان المادى و يشبع احتياجاتى جميعا ؟؟؟
فوجدت ان الشىء الذى اصبح نادر فى مجتمعنا هو الالتزام بالدين و ان الفتاه الملتزمه المحتشمه تكاد تكون عمله نادره , فقررت ان تغير ملابسها و التى كانت ابعد ماتكون عن الاحتشام و الاحترام فكانت ترتدى ملابس قصيره فوق الركبه و تظهر تفاصيل جسدها , و كان بعض الجيران الافضل فى المستوى المادى يعطوها ملابسهم القديمه , فقررت ان ترتدى عباءه و تغطى وجهها و ترتدى قناع الدين !!!
و بالفعل تقدم لخطبتها شاب ملتزم بتعاليم كتاب الله و سنة رسوله و على درجه عاليه من الالتزام الدينى والاخلاقى بكل عقله و كيانه بالفعل و ليس بالقول او المظهر فقط
تمت الخطبه و بعد فتره قليله وجدها تتعامل معه بتساهل و عدم تقيد باصول الدين و عرف المجتمع فهو رجل اجنبى عنها حتى يتم عقد القران ,انه اكتشف حقيقتها سريعا و انها ليست على درجه و لو ضعيفه من الالتزام بالدين ولا تتمتع بقدر وافر من الرقى الاخلاقى , راها على حقيقتها , راها بدون العباءه التى ارتدتها بغرض الزواج و جذب الرجال المحترمين لها , فتركها و فسخ الخطبه و لانه على درجه عاليه من التدين الحقيقى فسخها بدون اى تجريح او اساءه لها , انهى الخطبه بهدوء و كياسه
مرت ثلاث سنوات بعد فسخ الخطبه و اتمت الثلاثين من عمرها و لم تتزوج او يتقدم لخطبتها احد
قررت الخروج من الشارع الضيق التى تعيش فيه الى المجتمع الاكبر حتى تستطيع تكوين علاقات اجتماعيه تساعدها فى تحقيق هدفها , بدات تحضر الندوات الدينيه و من خلالها تعرفت على سيدات و فتيات و ربما يكون لاحد منهم اخ او ابن يريد الزواج فتزوجه لها !! , و بالفعل تعرفت على فتاه هى متزوجه و ليس لها اخوه رجال و لكن لزوجها العديد من الاصدقاء الذين لم يتزوجوا بعد , اقتربت منها بشده و اصبحت العلاقه بينهم علاقة صداقه و لانها تجيد تقمص الشخصيات استاطعت اقناعها بانها البريئه الطاهره الملتزمه جميلة الطباع , هذه السيده احبتها جداا لدرجة انها طلبت من زوجها ان يبحث لها على عريس مناسب لها , و فعلا تحدث زوجها مع احد اصدقائه عنها , و بالفعل تم التعارف و نالت اعجاب العريس و تمت الخطبه رغم معارضة اهله الشديده ضد هذه الزيجه الا انه صمم و يشده لانها استاطعت اقناعه انها الفريده من نوعها صاحبة الدين !!!!!
و لخوفها الشديد من عدم اتمام الزواج كما حدث فى المره السابقه قررت ان تفعل كل شىء فى سبيل الحفاظ عليه , ذهبت الى السحره و من يقوموا بعمل الاعمال السفليه لتجعله يعشقها و يتمسك بها و يراها اجمل و اعظم امراه فى الكون !!!!!
اتفقت مع والدتها ان تطلب منه و تصر على عقد القران حتى تسمح له بان يجلس معها و بدون عقد القران لن يجلس معها لانها ملتزمه ولا يسمح لها دينها و اخلاقها الجلوس بمفردها مع رجل لازال غريب عنها !!!! و ذلك مجرد حبكه دراميه للشخصيه التى تقمصتها !!
تم الزواج و كان زوجها يعمل فى مدينه قريبه من مدينتهم و كان يسافر يوميا الى عمله و يعود فى المساء … و بدات تظهر على حقيقتها بالتدريج , فكانت تجلس فى مجالس الرجال تتحدث باعلى صوتها و تعلو بالضحكات بلا خجل , تفتح العباءه التى ترتديها لتظهر ما تحتها من ملابس خليعه , و حينما رزقها الله بطفل كانت ترضعه من ثديها بدون ان تستر عورتها امام الرجال بلا حياء او خجل !!!! و ليس ذلك فحسب بل كانت تتحدث عن اسرار الفراش و خاصه امام اهل زوجها حتى تثير الغيره بداخلهم لتشعرهم كم هو يحبها و لا يستطيع الاستغناء عنها ابدا !!!!
كان يسكن امامها رجل اعزب يعيش بمفرده كانت تطرق عليه الباب ليخرج و يقف امامها و تتحدث معه و هى ترتدى ملابس المنزل و كاشفه وجهها و راسها و تعلو بضحكاتها و فى مره طلبت منه ان ياخذها بسيارته لتشترى بعض لوازم البيت و جلست بجواره و حينها اخذ يبكى طفلها فاخرجت ثديها لترضعه و لم تهتم ان تستر عورتها بحجابها وبلا استحياء فماذا قال هذا الرجل فى نفسه عن هذه المراه ؟؟؟؟
كانت هوايتها المفضله نقل الاحاديث بين الناس بغرض الوقيعه بينهم و خاصه اهل زوجها فلقد اثارت الفتنه بينهم و بين زوجها و اشعلت نار الكرهه فى قلبه و الصقت بهم افعال لم تصدر عنهم و احاديث لم تنطقها السنتهم , بذلت اقصى مجهود عندها لتزرع فى عقله انها الملاك الذى لا يصدر عنه الا الخير و انهم لا يحسنوا التعامل معها و انها تكن لهم كل الحب و هم على العكس فى قلبهم لها كل الكرهه و كل هذا باطل ليس له وجود الا فى عقلها فقط !!!
ومن احب و اقرب الهوايات الى قلبها هى تدمير حياة و مستقبل من تراها افضل منها او ترى انها على درجه عاليه من الكرامه و الكبرياء !!!!
و من هنا بدات الخطة التى قررت ان تنفذها انتقاما من شقيقة زوجها و التى تكن لها بداخلها كل الحقد و الكراهيه و الغل لانها تتمتع بقدر عالى من الرقى الاخلاقى و الانسانى و القدرات العقليه , و الجمال ,كانت شقيقة زوجها دائما تقول ان الانسان اذا تجرد من كرامته و كبريائه فلم يتبقى لديه شىء ذات قيمه , كانت هذه المقوله تثير غضبها بشده لانها تمس الوتر الحساس فهى من الفصيله المجرده من الكرامه و الكبرياء , قررت ان تجذبها الى هذا الرجل الاعزب الذى يسكن امامها , فهى كانت على علاقه وثيقه باسرته قبل ان يتركوه بمفرده و يعيشوا فى مدينه اخرى بسبب عمل والده الذى اضطره الى الاقامه فى مدينه اخرى و كانت علاقتها بوالدته قويه جداا و كانت تحكى لها كل شىء عنه و عن اخوته من منطلق الثقه بها اعتقادا منها انها حقا ملتزمه و محترمه !!! .. فنظرت فى المراه محدثه نفسها قائله ..
انه كان يعانى من مرض نفسى و عصبى و خضع للعلاج فتره طويله , و تصرفاته و ردود افعاله توحى بانه شخص غير سوى اطلاقا , عديم الشخصيه تربى على التابعيه العقليه , لا يعرف كيف يفكر بل يعرف فقط كيف ينفذ تعاليمات الاب فوالده بمثابة العقل المفكر , لا يجيد فن الحديث لكنه يعرف فقط ان يكرر الكلمات التى تلقنها والدته و اخوته البنات له , صاحب راس خاويه من العقل فعقله فى يد من حوله كالكره !!!
هم اسره تتسم بالبخل الشديد و يميلوا الى التقشف و الحرص المبالغ فيه لدرجة انهم يرتدون الملابس حتى تتمزق !!! رغم انهم لديهم ما يجعلهم يعيشوا حياه كريمه , منافقين يقولون مالا يفعلون , يظهروا امام الناس بالمظهر الملتزم و هم فى حقيقتهم ليس لهم علاقه بالاخلاق , النميمه و الغيبه و خاصه الحديث فى الاعراض من اهم هوايتهم , الاب و الام زرعوا فى عقول اولادهم و خاصه هو انهم مثال للطيبه و الاخلاق الرفيعه و اى احد سواهم فهو شرير لا يستحق الثقه و عليهم ان يحكوا لهم كل شىء بالتفصيل حتى يستطيعوا حمايتهم من اى خطر !!! , اخذت تتحدث مع نفسها و تجسد الغل فى عينيها قائله اجل هذا هو من سوف يدمر حياتها و يحرق اعصابها اى انثى لن تطيق هذه الصفات السيئه و هى خاصه لانها صاحبة اخلاق و مبادىء لن و لن تطيق ابدااااا و بشخصيته المريضه و بعقله الفارغ التابع سيحطمها و يجعل حياتها جحيم !!!!!
و لم تتوقف خطط التحطيم للاخرين عند شقيقة زوجها بل كلما وقع فى طريقها فتاه عالية الاخلاق و من اسره كريمه تبحث لها عن عريس سىء الطباع لا يناسبها ابدااااا و حينما تتم الزيجه تقف امام المراه و تضحك و تعلو بضحكاتها و تشعر بلذة النصر حينما تكتشف الفتاه الحقيقه بعد فوات الاوان !!!!!!
كما ان من اهم هوايتها ان تقتحم خصوصيات اى انثى و تدقق النظر فى جسدها ثم تحكى عما راته حتى وان كان لرجل !!!!
و الغريب جدااا ان لها اخت عكسها تماما فهى مثال للطيبه و الكرم و النقاء , يبدو ان للبيئه تاثير اقوى على من هو بطبيعته ضعيف النفس يقوده الهوا و انعدم من وجدانه الانا الاعلى !!!
لكن لها اخت اكبر منها سناً , هى الاخرى من الملتزمين دينيا و يبدو عليها الاخلاق و الدين فى ظاهرها و فى كل كلمه ينطقها لسانها و وهبت حياتها و وقتها لله و للدعوه فى سبيل الله , لكن من الغريب انها كانت تعيش فى مستوى مادى ضعيف جدااا هى و زوجها و بعد فتره حينما اصبحت محل ثقة من يستمع الى دروسها الدينيه و حديثها عن الدين و الاخلاق ,بدات تجمع التبرعات و الصدقات من الاثرياء لتوزيعها على الفقراء و المحتاجين بعدها تحسن مستوى معيشتهم بدرجه عاليه فكانت تسكن هى وزوجها فى بيت ضيق يتكون من حجرتين , اصبحت تمتلك بدلا من البيت اثنين و فى اماكن راقيه و سياره تقودها بنفسها , ظهر عليها ملامح الثراء و الرفاهيه ؟؟؟؟
و خير ختام هو كلمات الله سبحانه وتعالى الذى قال : انّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم من دون الله نصيرا (النساء 145)
كما قال سبحانه وتعالى فى الايه الكريمه (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )
يا سيدتى الفاضله حينما قررتى ارتداء ثوب لتخفى به جلدك الحقيقى , لم تتذكرى الايه السابقه ؟؟ التى وضحت مصيرك و مصير من هم امثالك ؟؟
اخلعى العباءه يا امراه و اتركى الدين وشانه كفى تمسح فى الدين كفى تشويه له فمن هم مثلك هم من اسائو الى الدين و المتدينين الحقيقين .
من سلسلة على مذهب من ؟؟
بقلم ايمى الاشقر