صرحت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية CERN ان علماءها اعلنوا اليوم الاربعاء 4 يوليوز اهم الاكتشافات الفيزيائية في السنوات الاخيرة من خلال تقديم أدلة تشير الى وجود جسيّم جديد يشبه الى حد اقصى من حيث خصائصه جسيم “بوزون هيغز” او ما يسمى بـ”الجسيم الآله”، وهو جزء النواة المسؤول عن خلق الكون واعطاء خصائص المادة.
ومن جانبه قال المدير التنفيذي للمجلس البريطاني لمنشآت العلوم والتكنولوجيا جون وومرسلي خلال مؤتمر في لندن: “يمكنني أن أؤكد أن جسيما تم اكتشافه يتوافق مع نظرية بوزون هيغز”.
واعلن المسؤولون في منظمة CERN ان الخطوة التالية هي التوصل بشكل واضح الى طبيعة هذا الجسيم واهميته بالنسبة لفهم البناء الحالي للكون . وقال المدير التنفيذي لهذه المنظمة رولف هوير ” ان اكتشاف هذا الجسيم الذي له خصائص جسيم “بوزون هيغز” سيمهد الطريق نحو دراسات اعمق ، ويتطلب كما كبيرا من المعطيات التي ستساعد في التوصل الى طبيعة الجسيم الجديد ، وستسمح على الاكثر في القاء الضوء على الاسرار الاخرى للكون”.
ويذكر ان جسيم “بوزون هيغز” هو جسيّم افتراضي وصفه عالم الفيزياء الاسكتلندي بيتر هيغز قبل 48 عاما، بأنه يساعد على التحام مكونات للمادة ويساعد على اكتساب الجسيمات، التي تشكل الذرات، كتلتها. وسيقوم هيغز ،والذي سمي الجسيم على اسمه، بحضور مؤتمر المنظمة الأوروبية المقرر انعقاده الاربعاء.
وتضم المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية” CERN في سويسرا أقوى مصادم للجسيّمات في العالم، هو مصادم الهيدرونات الكبير Large Hadron Collider . ومصادم اليهدرونات الكبير هو مجمع ضخم من المغناطيسات الحلقية العملاقة والأجهزة الالكترونية المعقدة والحاسبات، وتكلف إنشاؤه 10 مليارات دولار ويصل عمره الافتراضي إلى 20 عاما.
وفي مصادم الهيدرونات الكبير هذا تتصادم بروتونات تدور في حلقة المصادم بسرعة مقاربة لسرعة الضوء، ولكي تتصادم فيعمل الفيزيائيون على إرسال حزمة ثانية من البروتونات لها نفس سرعة البروتونات الأصلية ويدعونها للاصطدام بطاقة تبلغ عندئذ ضعف طاقتيهما (وتلك الطاقة تحاكي ما كان موجودا من طاقة خلال الانفجار العظيم او ما يعرف بالـ ” Big Bang ” ، ولكن في إطار مصغر . وبالتالي تسمح تلك الطاقة وما يتولد منها من جسيمات من متابعة الجسيمات التي ظهرت عقب حدوث الانفجار العظيم مباشرة قبل مليارات السنين.