باشر موقع "ويكيليكس"، بالتعاون مع مجموعة من الوسائل الإعلامية بنشر أول وثائقه التي تخص "ملفات سورية" وتتضمن اكثر من مليوني رسالة إلكترونية تعود لشخصيات وجهات سورية من القطاعين العام والخاص في الفترة الممتدة بين غشت 2006 ومارس 2012.
ونشرت صحيفة "الاخبار" اللبنانية يوم 6 يوليوز أولى هذه الوثائق المنشورة التي تكشف أنّ شركة الدفاع الضخمة "مينميتشانيكا"، التابعة للدولة الإيطالية قدمت معدات اتصال للنظام السوري بعد اندلاع الأزمة. والمعدات سلّمها "سيليكس الساغ"، أحد فروع الشركة.
ونشرت هذه الوثائق في صحيفة "إسبرسو" الإيطالية. وتحدثت عن استيراد سورية لنظام "تيترا"، أحد منتجات شركة "مينميتشانيكا" الرائدة في عالم الاتصالات. ويسمح هذا البرنامج باعتراض أي جهاز ميكانيكي، حتى المروحيات، ويجيز تفكيك المعلومات المشفّرة. ومن المحتمل أن تكون الحكومة الإيطالية قد وافقت على بيع أي تحديث للبرنامج تطلبه الحكومة السورية.
العقد المبرم بين الشركة الإيطالية ودمشق يعود الى عام 2008، عندما جمعت سورية بإيطاليا علاقات ممتازة. وتم التوقيع على اتفاق بقيمة 40 مليون يورو مع شركة يونانية، استخدمتها الحكومة السورية كوسيط بينها وبين الشركة الإيطالية. وفي شهر ماي 2011، أي بعد مرور شهرين على بدء الأحداث في سورية، طلب السوريون توسيع تحديث المشروع بنسبة 25% من الشركة اليونانية، وذلك بعد وصول آخر شحنة متفق عليها، إلى دمشق، وتحوي 500 جهاز من نوع VS3000.
وبقي الطلب في الأدراج اليونانية لأسابيع، "بسبب إحتمال استخدامه لأهداف عسكرية"، لذا وجب الحصول على موافقة الحكومة الإيطالية. وجاء في إحدى الرسائل المتبادلة بين الطرفين أن إتخاذ القرار تأجلّ لنهاية شهر يونيو. فيما كانت بعض الأجهزة التي بحوزة السوريين تخضع للصيانة في مدينة فلورنسا الإيطالية، وكشفت الرسالة أن السوريين حذفوا المعلومات من هذه الأجهزة، "لأسباب أمنية".
وفي رسالة أخرى، دعا الجانب اليوناني السوريين للذهاب إلى روما "لأنه لا تتوفر لديهم التكنولوجيا اللازمة لعملية التطوير". ومؤخراً، وصلت رسالة مؤرخة في الثاني من فبراير عام 2012، تُعلن وصول فريق من مهندسين إيطاليين لتدريب التقنيين السوريين على طريقة استخدام مختلف مكونات برنامج "تيترا".