أظهرت نتائج جزئية كشفت عنها المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا يوم الخميس 12 يوليوز أن تحالف القوى الوطنية بزعامة رئيس الوزراء السابق محمود جبريل حقق انتصارا ساحقا على الأحزاب الإسلامية المنافسة في أول انتخابات تجري في البلاد بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.
وتشير نتائج فرز الأصوات في شتى انحاء البلاد الى هزيمة كبيرة لحزب "العدالة والبناء" الجناح السياسي للإخوان المسلمين في ليبيا.
ولم تحقق جماعة اسلامية أخرى هي حزب الوطن بزعامة المقاتل الاسلامي السابق عبد الحكيم بلحاج نتائج يعتد بها، بل ويتوقع ان يخسر بلحاج في دائرته بطرابلس.
وفي دائرة وسط طرابلس حصل التحالف الوطني الذي يضم زهاء 60 حزبا ليبيراليا على 46 ألف صوت مقابل أربعة آلاف فقط لحزب العدالة والبناء وهو الجناح السياسي للاخوان المسلمين في ليبيا.
وكانت اللجنة قد أعلنت يوم الأربعاء النتائج الاولية للانتخابات في بنغازي، حيث أحرز تحالف القوى الوطنية 95733 صوتا متقدما بفارق شاسع على حزب العدالة والبناء الذي حصل على 16143 صوتا.
وفي شرق البلاد أيضا في دائرة انتخابية أخرى تضم أربع مدن إحداها البيضاء أحرز التحالف 47551 صوتا، متقدما بفارق هائل على حزب العدالة والبناء الذي حصل على 6424 صوتا فقط.
وكانت نتائج أولية نشرت الثلاثاء اظهرت ان الاسلاميين حصلوا على سدس كمية الاصوات التي فاز بها الليبراليون في منطقة اخرى من شرق البلاد تجمع كلا من طبرق والقبة ودرنة.
وليس من المتوقع إعلان النتائج الرسمية الكاملة قبل الاسبوع المقبل. لكن مع الانتهاء من فرز معظم الاصوات تأكد تقدم تحالف جبريل بشكل لا يمكن تغييره في طرابلس والجنوب وبنغازي.
وأمام المنافسين الآن فرصة للطعن في نتائج التصويت قبل إعلان النتائج النهائية. وفضلا عن ذلك فإن تقدم التحالف الوطني على المستوى الوطني لا يعني بشكل تلقائي حصوله على الاغلبية في المؤتمر الوطني المؤلف من 200 مقعد لأن معظم المقاعد خصص للمرشحين المستقلين الذين يصعب تحديد انتماءاتهم السياسية.
ودعا جبريل الذي كان رئيسا للوزراء وقت الانتفاضة التي اطاحت بالقذافي الاحزاب من كل الأطياف السياسية في ليبيا الى إجراء محادثات لتشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية تمنح الاولوية لإعادة بناء البلاد.