خطيب النرجس بأعلى صوته:ليلة القدر ليلة التبرج والسفور

سبعة وعشرين:عروسات قبل الأوان

انطلقت مساء الامس بمدينة فاس شرارة الاحتفالات بليلة القدر المجيدة أو كما يسميها أصحاب فاس ليلة "سبعة وعشرين"،أهازيج وزغاريد ومنصات للاحتفال تزوق جميع شوارع فاس،فلا يمكن أن تمر بشارع أو زقاق إلا وتجد فيه منصة تتكلف بإحياء العديد من العادات والتقاليد والطقوس الخاصة بليلة القدر المباركة.

طقوس روحية واجتماعية يفوح منها عبق العادات وأريج التقاليد واحتفالات فخمة تنظم على شرف الصغيرات اللواتي وضعن حجر الأساس في ركن الصيام،فأول يوم للصيام عند الفتاة هو بمثابة عرس بالنسبة للعائلة التي تحاول ما أمكن إدخال الغبطة والحبور على قلب عروستهن الصغيرة.

تزين أيدي الصغيرات بأحلى وأروع نقوش الحناء، وتتفنن مصففة الشعر في تشكيل قبة مبهرة بخصلات شعرهن الناعم،وتبرز "النكافة" مدى احترافها في التزيين والتنسيق بين الألوان لتجعل منهن عروسات صغيرات فاتنات لا ينقصهن إلا العريس،وبعد ذلك يأتي دور "عيساوة" ليصنعوا من المنصة مكان فرجة واحتفال ورقص يتماشى وحركات " زرزاية" التي تجعل من الصغيرة عروسة في عمر الزهور.

وفي تصريح لفاس نيوز أكدت جميع الأمهات عن مدى سعادتهم بإحياء هذه الليلة المباركة التي يحاولن فيها إدخال الغبطة والحبور في قلوب الفتيات الصغيرات اللواتي جمعت جملة "أنا فرحانة بزاف وعاجبني الحال"بين كل ارتساما تهن التي يبدينها وفرحة ملحوظة وابتسامة بريئة تعلو محياهن.

فرحة من هنا وفتوى من هناك،ففي الوقت الذي عبرت فيه الأمهات عن فرحتهن والصغيرات عن سعادتهن وأصحاب المنصات عن مدى انتعاش مهنتهن إبان هذه الليلة المباركة،ندد العديدة من أئمة المساجد بهذه الاحتفالات التي يعتبرونها مجرد بدع ورجس من عمل الشيطان،وعلى رأسهم إمام "مسجد الأبوين" بالنرجس الذي صرخ بأعلى صوته:" من العيب أن يذوي صوت الموسيقى في ليلة مباركة سميت بليلة القرآن،ومن العار أن تربي الأمهات بناتهن على حب التبرج و السفور الذي لا يمت للإسلام ولا العادات والتقاليد بصلة " مؤكدا بذلك غضبه الشديد عندما يسمع صوت الموسيقى عند المسجد وهو يرتل آيات القرآن الكريم نظرا للقرب الشديد بين هذه المنصات وبيوت الله.

وتجدر الإشارة إلى أنه في مثل هذه الليلة المباركة تنتعش تجارة البخور والشموع و الحناء والألبسة التقليدية وتقبل الأمهات على تحضير ما لذ وطاب من المأكولات وكذلك الحلويات استعدادا لعيد الفطر وتوديع شهر رمضان المبارك الذي صدحت فيه حناجر الأئمة في المساجد وفاح عبق الإيمان في قيامه وأريج التقوى في صيامه.

قد تختلف الآراء وتتعدد وجها النظر،ولكن لا يمكن لأحد أن ينكر أن لليلة "سبعة وعشرين"مكانتها الخاصة في قلوب الجميع خاصة بالنسبة للذين يصنعون من فلذات كبدهن"عروسات قبل الأوان".