كيف نهيئ الجهاز الهضمي للتغيرات الغذائية في أيام عيد الفطر؟

كيف نهيئ الجهاز الهضمي للتغيرات الغذائية في أيام عيد الفطر؟

ها نحن نودع الشهر الفضيل، فماذا بعد رحيل رمضان؟ هل سنترك كل الإيجابيات والفوائد الصحية التي اكتسبناها ترحل معه، أم سنحافظ عليها ونجعلها ديدننا في بقية شهور السنة؟
لقد ازداد السليم منا قوة ومناعة ومقاومة للكثير من الأمراض، إضافة إلى تحليه بالأخلاق والسلوكيات الصحية التي عادت إليه بالمردود الإيجابي على صحته البدنية والنفسية. أما المريض بالأمراض المزمنة فقد كانت استفادته عظيمة، فكم من مريض بالسكري اعتدلت نسبة السكر في دمه، وكم من مريض بالضغط اكتشف عودة معدل الضغط لديه إلى الوضع الطبيعي، وكم من مريض بالقلب كشفت أجهزة الفحص سلامة وقوة قلبه من حيث أداء الوظائف المطلوبة للقلب وضخ الدم إلى كل أجهزة الجسم الحيوية
ولكي تستعد المعدة لأيام الفطر يجب أن نهيئها تدريجيا. وعطلة العيد تعتبر كافية لتهيئة المعدة لهذا الأمر، ويتم ذلك باتباع أسلوب غذائي صحيح. فيجب أن يكون الفطور في أول أيام العيد مبكرا قدر الإمكان أي أن الوقت بينه وبين السحور (سابقا) يكون قصيرا، ويفضل تناول القليل من الحلوى والقهوة والمكسرات التي تقدم للضيوف أثناء المعايدة.
* أغذية العيد
* ومن أفضل الأغذية التي يمكن أن نتناولها في الصباح هي الفاكهة وعصائرها. وينصح بالإقلال من المكسرات والحلويات الدسمة كالبقلاوة وغيرها. ويمكن تناول وجبة غداء العيد في وقت العصر وليس في وقت مبكر كما هو شائع عند الكثيرين، حيث إن هذه الوجبة يجب أن تعادل وجبة الإفطار (في أيام رمضان)، وكلما كانت محتويات الوجبة خفيفة سهلة الهضم كان ذلك أحسن للمعدة. أما العشاء فيمكن تناوله في ساعة متأخرة من الليل.
وعن النظام الغذائي في اليوم التالي، ينصح بتأخير الفطور وتقديم العشاء حتى نصل في اليوم الثالث إلى المواعيد العادية السابقة (قبل رمضان) للوجبات اليومية. وبهذه الطريقة نتجنب عسر الهضم الذي يحدث أثناء العيد نتيجة الإكثار من تناول الأغذية بأنواعها ودون مواعيد محددة. كما يمكن اتباع نظام آخر لتنظيم تناول الطعام بعد رمضان، وهو صوم الأيام الست خلال شهر شوال، كمرحلة انتقالية تدريجية من الصوم إلى الإفطار خلال شهر شوال.
اعتاد الناس في جميع بلدان العالم تناول الأغذية الجاهزة في الشوارع، وشهدت بلدان كثيرة انتشارا سريعا لهذه العادة بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، ويقبل الناس عادة على هذه الأغذية بسبب مذاقها الفريد وسهولة الحصول عليها.
ويزيد تناول الناس لهذه الأطعمة في المناسبات والأعياد مثل موسم عيد الفطر، خصوصا من قبل الأطفال. إلا أن هذه الظاهرة تمثل خطرا محتملا على الصحة نظرا لإمكانية حدوث تلوث جرثومي وكيميائي.
في حديثه إلى «صحتك» ذكر الدكتور أحمد عبد الله محمد عثمان استشاري في طب المجتمع والصحة العامة منسق برنامج السلامة الغذائية بإدارة صحة البيئة والصحة المهنية بالصحة العامة بصحة جدة، أن منظمة الصحة العالمية قد عرفت الأغذية الجاهزة المباعة بالشوارع بأنها المأكولات والمشروبات التي يتولى الباعة إعدادها أو بيعها في الشوارع والأماكن العامة بحيث تكون جاهزة للتناول. وتشمل هذه الأغذية مجموعة كبيرة من الأصناف التي يحتمل أن تنجم عنها الأمراض بدرجات متفاوتة.
وهناك على سبيل المثال من الأصناف مثل الحبوب المجففة أو منتجات المخابز الجافة، أو الأغذية المسكرة أو المملحة أو المحمضة، والأغذية التي تكون قد طهيت في وقت سابق مثل الأرز، خصوصا إذا بقيت في درجات الحرارة العادية (15 – 40 درجة مئوية) وتحت الشمس لمدة تزيد على أربع إلى خمس ساعات، وتزيد هذه الاحتمالات بوجود المضافات غير المسموح بها في المأكولات والمشروبات التي تباع في الشوارع