بنكيران يصنع المعجزات ويطارد الدجال

مهزلة:سولوا بنكيران

 

  منذ انطلاق حملته للانتخابات التشريعية،وبعد ظفره بمنصب رئيس الحكومة المغربية،وكذلك إبان فترة قيادته للحكومة الإسلامية المغربية،دأب بنكيران على مجرى عادته على إبهارنا بمواقفه الساخرة وتصريحاته التي تبعث على الفرح والسرور،ولكن للأسف ففترة الفرحة هي مؤقتة وليست بدائمة،لان الغبطة أصابها الشجن والابتسامة يغلب عليها طابع الحزن والأسى،تطبيقا للمقولة الشعبية: "كثرة الهم كضحك".
 
  وبناء عليه،طالب ناشطون فايسبوكيون حسب مصادر لفاس نيوز بتصدر السيد بنكيران لائحة البرامج الترفيهية في رمضان،نظرا لمواقفه الهزلية التي يغطيها ستار العفوية والشعبية.بنكيران،الشعب المغربي لا يهمه ان كنت ترتدي ربطة عنق أو لا،فالربطة الحقيقية هي التي جعلت المغاربة يغرقون في بحرا لطموحات الوردية والأحلام المزيفة.
 
  لا أحد ينكر أن حزب العدالة والتنمية حصد أعلى نسبة من الأصوات،ولكن ما يجب على رئيسنا المحترم أن يعلمه هو أن شعبيته تلاشت مع السراب،خاصة أن الأصوات التي حصل عليها لم يصوت عليه أصحابها حبا فيه أو اقتناعا ببرنامجه الانتخابي،بل انتقاما من أحزاب أخرى حرقت أوراق لعبتها السياسية،أو باعتباره كبصيص أمل فتح أعين المغاربة الذين وجدوا في الحزب ورقة بيضاء ملغومة لم يلعبوا بها قط،فبعد استنفاذ كل أوراق اللعبة لم يعد أمام المغاربة إلا الخضوع لانتخابات كان فيها الاضطرار هو سيد الموقف وحذفت فيها كلمة اختيار،تماشيا مع مقولة "نوصلوا الكذاب حتى لباب الدار".
 
  وبعد انتظار طويل ولهفة وشوق للغد الأفضل،تربع بنكيران على عرش منصب رئيس الحكومة المغربية التي لا تحمل من الائتلاف إلا الاسم،ووصل إلى قبة البرلمان وتسلم زمام الأمور،واعين المغاربة اجمعهم مسمرة عليه تنتظر حلقاته الفكاهية التي تلقي إعجاب الكثيرين،وكلهم أمل ورغبة في تحقيق العدالة ومحاسبة اخطر المجرمين الذين تغطوا برداء الحصانة،إلا أن عالم ينكيران فهو عالم جديد يناديكم شعاره هو"كلشي ممكن" وسيجعلكم بإذن الله بالغد متصلين  !!!
 
  وجدير بالذكر أن بنكيران قام بالعديد من الإصلاحات التي جعلته يصنع المعجزات،فقد تمكن من وضع ربطة عنق و أكد بعظمة لسانه أن الأسعار في ثبات مستمر خاصة "لي بنان" و أن معدل النمو يسير في طريق الارتفاع،كما تجدر الإشارة انه تمكن من تخفيض ثمن المحروقات وأعلن عن سيره في طريق إلغاء صندوق المقاصة،متخذا بذلك جملتي " فهمتيني ولالا؟" و " عفا الله عما سلف" عنوانين رئيسين للحلقات التي طالب الفايسبوكيون إدراجها ضمن برامج رمضان،لعلها تفلح في إزالة القليل من "الحموضة" التي تميز هذه البرامج والتي تم صرف عليها ستة مليارات و 200 مليون هذا العام.
 
  سولوا بنكيران هو برنامج المغاربة المفضل بيد انه لا يبث على موجات قناتي الأولى والثانية نظرا لحقوق البث،إلا انه القي إقبالا كبيرا خاصة أن البطل هو الرئيس وأصحاب الأدوار الثانوية هم الشعب المغربي المغلوب على أمره.
 
  متى سيتم تنزيل الدستور بشكل جذري وتشكيل حكومة تشمل كافة أطياف الشعب المغربي؟متى سيتم وضع قانون محاسبة المسؤولين في الحكومة و البرلمان و جميع مؤسسات الدولة بشكل صارم و جرد للممتلكات و محاسبة كل المسئولين عن الفساد و التهرب الضريبي؟متى سيتم استقلالية القضاء و تفعيل المجلس الأعلى للحسابات بشكل مستقل عن أية سلطة؟متى سيتم احترام حرية الصحافة في كشف جميع المسؤولين و تكليف لجان خاصة بالتحقيق و التابعة فيما تكتبه وسائل الإعلام؟متى سيتم إعادة النظر في مناهج التعليم بشكل يخدم تحسين المستوى و الجودة خصوصا بعد فشل البرنامج الاستعجالي؟ متى سيتم تقليص الأسعار بشكل يتلاءم مع رواتب الموظف البسيط خصوصا المواد الاستهلاكية؟متى سيتم توفير كل سنة مالية مناصب شغل خاصة في جميع المؤسسات العمومية و شبه العمومية و الخاصة حسب تخصصات الأفراد؟متى سيتم  بناء بنية تحتية للدولة ذات النفع العام والتي لا تخدم مصالح جهة معينة فقط (الطرق،الصرف الصحي،القناطر)؟ومتى سيتم حق السكن و محاسبة المسؤولين في استغلال الأسعار بما فيها العقار حيث يتم تفويت الأراضي لها بأثمان زهيدة؟…
 
  أسئلة كثيرة قد تتبادرالى الذهن ولكن لا أجوبة ولا تصريحات تشفي الغليل وتبعث الأمل في الصدر.تجدر الإشارة إلى أن الفساد عند بنكيران يحارب فقط إبان المرحلة الانتخابية أما بعد تسلم الحقائب الوزارية فتتم محاربة العفاريت والتماسيح،مما أدى إلى تصدر المغرب المرتبة الأولى  في مصارعة الفساد الحرة ورياضة التنمية البشرية حتى وان كان اخذ قرضا خياليا من صندوق النقد الدولي،ومنح مليون اورو للبارصا وعمل على دعم موازين،وبعد هذا وذاك قام بخطوة طرحته في موقف محرج وهي انه شغل باله وحكومته بمطاردة الشوافات والدجالين متناسيا أن الدجال الحقيقي هو الذي ينهب اموال المواطنين ويأكل في بطنه النار الهشيم لان سرقة اموال الشعب والتسامح مع لصوص اموال المساكين جريمة لا تغتفر،الشيء الذي أدى بالتأكيد إلى تصويب فوهة مسدس الانتقادات اللاذعة صوبه،وجعل الشعب المغربي يصرخ بأعلى صوته:"نسولوا بنكيران" بيد أنهم يعلمون جيدا أنه لا يملك عصا سحرية كي يغير الأوضاع في ليلة وضحاها ولكن:" راه يمارة الدار على باب الدار، والنهار كيبان من صباحو".