– فضيحة مستشفى ابن طفيل تتبع فضيحة مستشفى الغساني
استنكر صباح هذا اليوم، العشرات من المواطنين الذين ساقهم حظهم العاثر ورمت بهم الاقدار في مكان كان من المفروض أن يكون ملاذا وملجأ لكل مصاب وجريح حيث الطبيب المداوي، ما تعرض له أحد المرضى (محمد الشنوفي) بقسم المستعجلات الطبية والجراحية بمستشفى ابن طفيل، الذي يعاني من داء السكري المزمن وارتفاع ضغط الدم، حيث قام أحد الأطباء الجراحين بطرده شر طردا من غرفة العمليات وهو شبه عار عندما استفسر الطبيب عن سبب اتخاذه قرار بثر ساقه بدلا من بثر أصبع واحد، لكن هذا الأخير كان مصرا على أن يوقع له المريض على الأوراق التي تخول له القيام بهذه العملية، ولما حاول الاستفسار ثانية، قام الطبيب بطرده من قاعة العمليات ومن القسم بأكمله، إذ قال له الطبيب "شغلي هاداك بغيتي تسني لي على الأوراق هو هداك ما بغيتيش خرج علي برا ودفعني"، فلم يجد المريض غير افتراش الرصيف وهو يرتدي فقط تبانا ما جعله محط استغراب المارة وكل من قصد قسم المستعجلات بابن طفيل خلال الفترة الصباحية.
عاين هذا المشهد الذي تأسف له الجميع العديد من المرضى،وأكد المريض محمد، الذي صرح بحرقة والدموع تنهمر من عينيه بأنه تعرض للسب والشتم من قبل الطبيب الجراح، من قبيل "انزل عند الموسخين لتحت"، "اخرج الموسخ اللي ولدك من السبيطار والله لا درتي شي عملية انت"، إضافة إلى كونه تعرض للإهمال وعدم تقديم الخدمات الطبية في وقتها، وهو ما عبر عنه بقوله "ملي ضربت الأنسولين في 7 ديال الصباح وأنا تنتسنى الطبيب باش يدير لي العملية، حتى للجوج وملي جا قال لي نزل، وملي نزلت بقيت مرمي عاودتني حتى جا".
إهمال وسوء معاملة وسب وقذف وغياب الأطر الطبية عن القسم الذي من المفروض أن يضم أكبر عدد منها بحكم الحالات غير المتوقعة والكم الهائل الذي يتقاطر عليه من كل حدب وصوب من الحالات الخطيرة طيلة الأربع والعشرين ساعة التي تستوجب التدخل الطبي السريع، يجعل القسم تعمه الفوضى والارتجالية، وهو ما عبر عنه أكثر من زائر للقسم، حيث اكد شاهد آخر أنه أتى على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات لإنقاذ حياة شقيقه الذي تعرض لحادثة سير أصيب على إثرها بكسور وجروح بليغة استدعت إجراء عملية جراحية، لكنه لازال ينتظر منذ ليلة أمس وإلى اليوم والطبيب لم يظهر له أثر، وشقيقه بين الحياة والموت "أنا جبت خويا من 9 ديال الليل البارح وخلصت باش يدخل يدير العملية وحتى لدابا باقي ما دراهاش حيث الطبيب باقي ماج، بالرغم من انني خلصت اكثر من خمسين الف ريال". فيما أكد أب لطفلة في ربيعها الخامس، أنه منذ أن قدم إلى المستشفى لم يجد إلى من يتحدث ومن يعالج ابنته التي تعاني جرحا غائرا على مستوى العين اليسرى ما يهددها بفقدان البصر إن لم تتلقى العلاجات الضرورية في الوقت حيث قال "ملي جينا في الصباح مازال ما لقينا مع من نهضرو واحنا من النواحي ديال مراكش".
وجدير بفاس نيوز أن تذكر بأن هذه الفضيحة أتت بعد الصور الصادمة التي انتشرت على موقع الفايسبوك لمستشفى الغساني، لتكون بذلك هذه الحالة خير دليل على تدهور المرافق الصحية بالمغرب التي أقل ما يمكن قوله عنها أنها تحتضر.