قابلة تحتجز وهي حامل وزوجها يتوجه برسالة إلى وزارة الصحة المريضة

 

   هن الملقبات بملائكة الرحمة، وهن من يقدمن خدمات ترسم بسمة الأمل على سحنة المرضى، وهن الجنديات اللواتي يساعدن الطبيب في تقديم عمل إنساني ورسالة نبيلة، هن الممرضات اللواتي وجب على الدولة توفير لهم شروط العمل الصحي للتمكن من إنقاذ أرواح الناس، ولكن هن من ينقذ روحهن وينشل حياتهن من حفرة الموت في دولة كالمغرب؟

  في يوم مشؤوم من أيام شهر رمضان القابلة  فدوى أسريد رمى بها القدر إلى  مستشفى "سوق الأربعاء" بضواحي مدينة القنيطرة، لتمارس عملها النبيل وهي تخرج أرواح العشرات من الأطفال إلى الحياة كعادتها بنفس الستشفى، ولكن خيوط القدر نسجت بحبكة في ذاك اليوم وكادت الصدفة أن تفقدها جنينها وهي حامل في الشهر الخامس بسبب الإهمال واحتجازها في مقر عملها بيد أنها كانت في حالة يرثى لها.

  وبعد تعرض المسماة فدوى إلى كل أشكال الضغط والإصرار على عدم امكانية السماح لها باستشارة اخصائي أمراض النساء والولادة بسبب  في مقر العمل من طرف مدير المستشفى بتزكية من مندوب وزارة الصحة بدون أكل أو شرب لم يكن هناك حل أمام زوجها الذي كاد أن يفقد فلذة كبده التي لم تر النور بعد، إلا أن يتوجه برسالة تظلم إلى وزارة الصحة المريضة التي وصف الأطباء حالة سمعها بالمستعصية فآخر ما قد يشغل بالها في هذه البلاد هو الاستماع إلى هموم المواطنين ولم تعر اي اهتمام الى رسالة التظلم التي قدمها لها، وفي ما يلي نص الرسالة:

إلى السيد المندوب وزير الصحة بإقليم القنيطرة

  الموضوع: رسالة تظلم

  يؤسفني سيدي المندوب المحترم أن أخبركم عن بعض الممارسات التي تعرضت لها زوجتي في مكان عملها، الخاضع لإشرافكم و تحت مسؤوليتكم، و هي حامل في شهرها الخامس حيث لحق بها الم شديد و مباغت على مستوى خسرها على الساعة 7h50 ليلة 15 غشت ( ليلة القدر)، و هذا الألم كان يأتيها على شكل نوبات و انقباضات لعضلة الرحم. فتم منعها من الذهاب إلى طبيب مختص من طرف مدير المستشفى عبر الهاتف و الذي كان غائبا ليلتها، و بعد أربع ساعات من الألم المتواصل سمح لها بذلك اثر متابعة و دعم من السيد الكاتب العام المحلي (ك.د. ش)، و بأمر منكم، ثم أجبرت بعدها على المكوث في مكان عملها دون علاج، بل بدون مأكل أو مشرب، رغم إشارة التقرير الطبي على وجود خطر بالإجهاض.

و الغريب في الأمر أنها احتجزت لأربع ساعات فوق مدة مداومتها إلى الساعة 12ا20 زوالا من اجل إيفادها لمستشفى القنيطرة. ثم اضطررت أنا و أب زوجتي لحملها إلى إحدى مصحات الرباط، حيث ثم إخضاعها للعناية المركزة لمدة 24 ساعة و تحديدا 20 يوما كمدة عجز .

و كما جاء تقرير الطبيب المختص مؤكدا على وجود خطر الإجهاض الذي أقره الطبيب المختص بسوق الأربعاء، بل أشار إلى وجود انقباضات بعضلة الرحم.و في خضم هذه المحنة، مافتئ أحد الموظفين و الذي حضر إلى المستشفى خارج مدة مداومته، يعمد على تضييق الخناق على زوجتي و ممارسة المزيد من الضغط النفسي، بصراخه المتواصل، و حملنا على أداء ثمن البنزين لسيارة الإسعاف تابعة لوزارة الصحة، ثم منعها من تحقين المصل، الذي كان ضروريا عندما أصاب زوجتي دوار شديد و غيرها من الأعراض.إني أحمل مدير المستشفى الدكتور فؤاد عرشان تبعات قراره بمنع زوجتي من التطبيب و العلاج لمدة 16 ساعة الشيء الذي عرضها للخطر، و كما أحمله مسؤولية أي مشكل صحي لحق بالجنين حاضرا و مستقبلا أو بعد الولادة.

كما أبلغكم سيدي المندوب أنني سألجأ إلى جميع الوسائل القانونية و منها القضائية إذا لم يتم إنصافي، لرد الاعتبار و جبر الضرر.

نطالبكم سيدي المندوب بان تتبينوا الواقعة و إن أردتم أن نمدكم بدلائل و قرائن دامغة ممدناكم، لكي تتخذوا الإجراءات القانونية اللازمة في حق كل المخالفين أيا كانت رتبتهم.و تقبلوا سيدي المندوب فائق الاحترام و التقدير.

يونس ازمور

 ترسل نظائر إلى:

– السيد وزير الصحة.

– السيد مدير مؤسسة الوسيط– السيد مدير المجلس الوطني لحقوق الإنسان

– السيد مندوب وزارة الصحة بإقليم القنيطرة.

– المكتب الجهوي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.

– الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

– الجمعية المغربية لحقوق المرأة

– الجمعية المغربية للقابلات.