كل الذين يعرفون مليكة نعيمي، يؤكدون أنها تتجاوز الثلاثين بسنوات قليلة، إلا أنها لا تتذكر قصتها. لكن الذين يعرفونها عن قرب يقولون إنها ولدت في قرية سيدي جابر على بعد حوالي عشرة كيلومترات من بني ملال، من أب كفيف يبيع البيض، بعد طفولة صعبة رحلت إلى مدينة أكادير، وهناك تعرضت لاغتصاب نتج عنه حمل، وبعد إنجابها طفلها الأول تركته هناك وعادت إلى مسقط رأسها. وفي قرية سيدي جابر أصبحت حاملاً مرة أخرى، لكن الطفل سيفارق الحياة بعد ولادته، بيد أن قصتها لم تقف هنا، بل باتت حاملاً مجددًا، وانجبت تباعاً أربعة أبناء داخل خربة مهجورة. ويحكي بعض السكان، الذين يتعاطفون مع مأساتها، أن كل من أراد قضاء وطره يلتجئ إليها، منهم متسكعون وسكارى، يغتصبونها ليلاً ونهاراً.