تجددت في مختلف الدول الإسلامية وحتى في بعض الدول الغربية المظاهرات المنددة بالفيلم وبالرسومات المسيئة للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم. وحاولت فلسطينية صباح اليوم الأحد طعن شرطي إسرائيلي في القدس الشرقية بسكين احتجاجا على الفيلم المسيء، حسب المصادر الإسرائيلية.
فقد أغلقت معظم المدارس والمحال في بنغلاديش أبوابها اليوم الأحد بعدما دعت الأحزاب المعارضة إلى تنظيم مظاهرة كبرى تنديدا بفيلم "براءة المسلمين" المنتج بالولايات المتحدة، وبالرسومات التي نشرتها بعد ذلك المجلة الفرنسية الساخرة شارلي إيدبو.
يأتي ذلك بينما قالت الشرطة إن حوالي عشرة آلاف من قواتها انتشرت في عاصمة بنغلاديش تحسبا للمظاهرات التي جاءت بعد يوم واحد من احتجاجات مشابهة عرفها نفس البلد الذي يبلغ عدد سكانه -بحسب وكالة الأنباء الفرنسية- 153 مليون نسمة، 90% منهم يدينون بالإسلام.
وكانت الشرطة قد اعتقلت حوالي أربعين من النشطاء الإسلاميين عندما حاولوا التظاهر في وقت سابق.
وأعلنت السلطات البنغالية على المستوى الرسمي حجب موقع يوتيوب الذي يعرض مقاطع من فيلم "براءة المسلمين" المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، حاولت فلسطينية صباح الأحد طعن شرطي إسرائيلي في القدس الشرقية بسكين احتجاجا على الفيلم المسيء، وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد "حاولت امرأة عربية مهاجمة شرطي إسرائيلي نجح في السيطرة عليها ولم تقع أي إصابة".
وأضاف "وقع الحادث قرب شارع صلاح الدين في القدس الشرقية المحتلة واعتقلت المرأة (32 عاما) وأصلها من حي سلوان العربي وتمت مصادرة سكينها". وقال إن التحقيق الأولي كشف أنها قامت بذلك للاحتجاج على الفيلم الأميركي المعادي للإسلام.
وتظاهر مئات الفلسطينيين أمس السبت في مدينة القدس المحتلة للاحتجاج على الفيلم المسيء للإسلام، ورفع المشاركون لافتات تندد بالفيلم ورددوا شعارات ترفض الإساءة للرسول الكريم. كما رفعوا علمي حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) ولافتات كتب عليها "نحن جميعا أوفياء لمحمد صلى الله عليه وسلم".
وفي بنت جبيل بجنوبي لبنان القريبة من الحدود مع إسرائيل شارك الآلاف في مظاهرة سلمية للتنديد بنفس الأعمال المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
من جهة أخرى، أعلن الأردن على لسان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عاطف التل أمس السبت أن بلاده طلبت من محرك البحث غوغل إلغاء كافة الروابط الموصلة إلى فيلم "براءة المسلمين." ونقلت صحيفة الدستور اليومية شبه الحكومية عن الوزير قوله إن غوغل حجبت جميع روابط موقع يوتيوب، وذلك استجابة لطلب الحكومة الأردنية.
وحجب يوتيوب خلال الأسبوع الماضي مشاهدة الفيلم بمصر وليبيا، وقامت دول أخرى بنفسها مثل باكستان وأفغانستان والسودان بحجب مشاهدة الفيلم، كما أمرت السعودية والإمارات والبحرين واليمن بمنع الدخول إلى كل المواقع التي تعرض الفيديو.
معارضة ألمانية
وخارج الدول الإسلامية، تجمع الآلاف من المتظاهرين خارج السفارة الأميركية في مدينة تورونتو الكندية للاحتجاج على الفيلم المسيء للإسلام. وحاصر ما يقدر بنحو ألفي شخص السفارة لمطالبة حكومة واشنطن بمحاكمة صانع الفيلم وهو مسيحي مصري يقيم في لوس أنجلوس الأميركية.
وقال المتظاهرون إنه لا ينبغي قبول أو السكوت على خطاب الكراهية ضد الإسلام أو أي دين آخر.
وصرح أحد المتظاهرين لقناة سي تي في تورونتو الإخبارية المحلية ويدعى محمد بأن "حرية التعبير لا تعطيك الحق في مهاجمة دين شخص ما"، وأضاف "إذا هاجم أي شخص العقيدة اليهودية أو المسيحية، فإن المسلمين سيكونون بجانبهم للتنديد بذلك. ونفس الشيء ينطبق على الدين الإسلامي".
واتخذت المظاهرة طابعا سلميا في ظل وجود مكثف للشرطة في المنطقة.
وفي ألمانيا، أعلن وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش معارضته للمطالب المنادية بتشديد فقرات القانون المتعلقة بإهانة الرموز الدينية على خلفية نشر الفيلم المسيء وكذلك الرسومات الكاريكاتيرية.
وحذر فريدريش في برنامج "لقاء الأسبوع" بالإذاعة الألمانية "دويتشلاند فونك" من مواجهة كل موقف "بتشديد العقوبات الجنائية وتعديل القوانين" وأشار إلى أنه بدلا من ذلك فالنقاش الاجتماعي يعتبر أكثر فائدة حيث يشارك فيه السياسيون والرأي العام والمؤسسات والجمعيات الدينية.
ونقلت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه سونتاجستسايتونج" في عددها الصادر اليوم الأحد عن فريدريش قوله "الفيلم المسيء للإسلام يتضمن بلا ريب سبابا وإهانات وإساءات من شأنها الإضرار بالسلم العام". أما في حديثه الإذاعي فقال الوزير "إنه ليس هناك دلائل حقيقية على وجود مشاكل أمنية في ألمانيا" بسبب الفيديو المسيء أو الصور الكاريكاتيرية التي نشرت.
ويذكر أن المظاهرات المنددة بالأعمال المسيئة للمسلمين وللنبي عليه الصلاة والإسلام امتدت إلى مختلف قارات العالم وبينها أفريقيا.
وكان وزير باكستاني عرض أمس السبت مكافأة بقيمة مائة ألف دولار لمن يقتل مخرج فيلم "براءة المسلمين"، وقال وزير السكة الحديد غلام أحمد بيلور في بيشاور، شمالي غربي البلاد "أعلن منح مائة ألف دولار لمن يقتل هذا الزنديق الذي أهان الرسول الكريم".
وأضاف الوزير "أدعو أيضا حركة طالبان والإخوان في تنظيم القاعدة إلى المشاركة في هذا العمل النبيل"، مؤكدا أنه لكان قتل المخرج بيديه لو أتيحت له الفرصة. وأضاف "وبعدها يمكنهم أن يقبضوا علي".