قبل قليل علم ان شباط اصبح الامين العام لحزب الاستقلال
قناة العربية : يشهد حزب الاستقلال، أحد أكبر وأعرق الأحزاب السياسية بالمغرب، تنافساً حاداً اليوم الأحد 23 سبتمبر/أيلول بمناسبة انعقاد المؤتمر الـ16، الذي سيتم التصويت من خلاله على الأمين العام الجديد للحزب، خلفاً لعباس الفاسي الوزير الأول السابق، بين مرشحين اثنين يمثلان تيارين متنافسين بقوة داخل حزب الاستقلال.
المرشح الأول حميد شباط، عمدة مدينة فاس، يمثل التيار "العروبي"، الذي يجد سنده في كونه لم ينشأ وفي فمه ملعقة ذهب، بينما يمثل المرشح الثاني عبدالواحد الفاسي، نجل الزعيم التاريخي الراحل علال الفاسي، تيار "آل الفاسي" الذين يهيمنون على مناصب عليا في دواليب السلطة والحكم بالبلاد.
وعبّر شباط، في تصريحات مقتضبة لـ"العربية.نت" – بسبب انشغاله بمؤتمر الحزب – عن فخره بمساره الحياتي الذي بدأه بمهن بسيطة كان من خلالها قريبا جدا من أبناء الشعب، الأمر الذي بوأه تعاطف قطاعات عريضة من المغاربة، ليتدرج شيئا فشيئا بالجهد والنضال إلى أن صار عمدة للعاصمة العلمية للبلاد، وزعيما لأحد أكبر النقابات العمالية في المغرب.
دخولي للحزب يشبه دخول الثوار لـ"باب العزيزية"
وينعت البعض حميد شباط، 59 عاما، بـ"الميكانيكي" نسبة إلى مهنته الأولى في بدايات حياته، ويلقبونه أيضا بـ"ليش فاليسا" الرئيس البولندي الأسبق، الذي كان كهربائيا، بينما تشير سيرته الذاتية الرسمية إلى كونه قد التحق بمعهد التكنولوجيا التطبيقية بفاس وعمره 11 سنة، وعمل تقنيا في الخراطة العصرية، كما اشتغل في إحدى شركات المدنية تقنيا.
وبخصوص ترشحه لقيادة أعرق الأحزاب السياسية بالمغرب رغم أنه ليس سليل العائلة الفاسية الشهيرة بالبلاد، قال شباط لـ"العربية.نت" إن الديمقراطية لا تعترف بالنسب والحسب، مُشبهاً فوزه بمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال ودخوله إلى المقر العام للحزب الكائن وسط الرباط بيوم دخول ثوار ليبيا إلى باب "العزيزية" لتنتهي مرحلة القذافي.
ويلمح شباط بتصريحه إلى رغبته، والتيار السياسي الذي يمثله داخل حزب الاستقلال، في إنهاء حقبة "سيطرة" آل الفاسي على الحزب تسييرا وحضورا وملكية، حيث هيمنت وجوه من عائلة الفاسي على تدبير شؤون الحزب مدة طويلة من الزمن، كان آخرها ولاية عباس الفاسي، الوزير الأول في الحكومة السابقة.
عبدالواحد.. سليل "آل الفاسي"
ويمثل عبدالواحد الفاسي، نجل الزعيم الروحي للحزب علال الفاسي، تيار الفاسيين داخل الحزب والطبقة الميسورة خاصة التي تسانده في معركة انتخابات قيادة الأمانة العامة، دون نسيان دعم وزراء سابقين وحاليين له، من قبيل سعد العلمي وأحمد توفيق احجيرة وعبدالكبير زاهود، ونزار بركة، وياسمينة بادو.
ويعيب عبدالواحد الفاسي، الذي كان وزيراً للصحة في حكومة سابقة، على منافسه شباط بكونه "غير مؤدب" و"عدوانيا" و"انقلابيا"، وبأن الحزب يتحمل مسؤولية كبيرة في صناعته، غير أنه يتحفظ في دخول معركة التصريحات مع شباط.
وإذا كانت الأنظار تتوجه إلى معرفة من سيكون قائد أعرق أحزاب المغرب، فإن الجميع متفقون على أن فوز شباط أو الفاسي قد تكون مناسبة لتجديد دماء الحزب، خاصة في حالة تفوق تيار "العروبية" بالحزب، حيث ستكون سابقة أن يقود حزب عائلة الفاسي العريقة أحد من خارج أعيان الحزب وأثريائه.