تستمر معاناة شعبنا الكادح وتتعمق يوما بعد يوم، في ظل الهجوم الكاسح الذي يشنه النظام لضرب ما تبقى من مكتسبات الشعب المغربي التاريخية التي حصنها بدماء أبنائه الأبرار، وهو الهجوم الذي لم يستثني أي قطاع، ومن بين القطاعات الأكثر استهدافا يأتي قطاع التعليم، خصوصا مع وصول "المخطط الاستعجالي" إلى النفق المسدود وإعلان فشله الذريع حتى طرف اشد المدافعين عنه (بيادق النظام ومؤسساته الرسمية)، وقد اتضحت معالم هذا الهجوم بشكل جلي خصوصا مع تصريح " وزير التعليم العالي" حول "إلغاء مجانية التعليم"، وما سمي ب"الاجتماع الثلاثي " الذي أوكل بشكل رسمي مهمة الإشراف على الدخول الجامعي ل"وزارة الداخلية"، في إشارة واضحة إلى اعتماد أسلوب القمع وإنزال "جهاز الاواكس" بالجامعات، وهو أسلوب معهود في تعاطي النظام مع الحركة الطلابية، ويبقى الهدف من هذه الإشارة هو الترهيب من جهة، ومن جهة أخرى إعطاء الشرعية والضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم في حق الجماهير الطلابية ومناضليها الشرفاء.
وتؤكد هذه المعطيات مرة أخرى إجرام النظام وهمجيته في التعاطي مع قضايا الشعب المغربي، وبعيدا عن تقديم "بديل حقيقي" يجيب عن وضع الأزمة الخانقة التي بلغها قطاع التعليم بالمغرب، وبدل محاسبة المتورطين في إنتاج هذه الوضعية، فالنظام متشبث بإعادة إنتاج نفس الأوضاع، وقد كان خطاب 20 غشت واضحا بهذا الصدد، حيث أنه لم يخرج عن نطاق إعادة اجترار نفس العبارات الجوفاء التي أرهقت مسامع الشعب المغربي حول "النهوض بقطاع التعليم " و تطبيق " نظام الكفايات" و "حفز الذكاء " و…الخ، مقابل تشجيع "العرض الخصوصي" في أفق الوصول إلى الخوصصة المطلقة للتعليم وهذا هو ما يصبو إليه النظام القائم طبعا.
وبعد الوعيد والتهديدات النارية انطلق الموسم الجامعي على إيقاع الهجوم الكاسح بالإعلان عن فرض رسوم التسجيل بجامعة سلوان بالناضور وجامعة الحسن الأول بوجدة، غير أن يقظة الجماهير الطلابية بمعية مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ووقوفها أمام هذه المحاولة حال دون ذلك وفرض على إدارة الكلية إلغائها، ومع بداية الموسم كذلك تم إنزال جهاز الأواكس بالعديد من المواقع الجامعية كما تمت عسكرة العديد منها ( الرباط، الدار البيضاء، تازة، مراكش مع التدخل واقتحام الحي الجامعي، سايس بفاس مع اقتحام الحي الجامعي، …)
ولم تسلم جامعة ظهر المهراز من هذا الهجوم الذي يشنه النظام لضرب الحركة الطلابية وخطها الكفاحي النهج الديمقراطي القاعدي، حيث يقبع 5 رفاق بزنازن عين قادوس بعدما تعرضوا للاختطاف خلال العطلة الصيفية لنضافوا إلى باقي الرفاق المعتقلين بمختلف سجون النظام الرجعي، وقد كانت هذه مجرد مقدمة أولية للهجوم الذي لا زال مستمرا بأشكال متعددة، منها زرع الكاميرات بالساحة الجامعية، عدم فتح المطعم الجامعي لحدود الساعة، تفويت وكالة النقل للقطاع الخاص …
و قبل تقديم هذا التقرير حول الدخول الجامعي بجامعة ظهر المهراز بفاس، نناشد كافة المناضلين والمناضلات إنجاز تقارير تهم مختلف المواقع الجامعية التي يتواجدون بها. وفيما يلي تقرير حول الدخول الجامعي بظهرالمهراز بفاس:
مع بداية الموسم الجامعي التحق مناضلوا ومناضلات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بمختلف كليات الجامعة، قصد استقبال الطلبة الجدد وتوجيههم والوقوف أمام كل المحاولات الهادفة إلى إقصائهم.
– كلية العلوم:
إنطلقت عملية تسجيل الطلبة الجدد حاملي باكالوريا 2012 و2011 على غرار باقي الكليات من 4 إلى 14 شتنبر 2012 , حيث تم تسجيل أزيد من 3000 طالب(ة) جديد(ة), وتبقى أكبر النسب المسجلة من نصيب شعبتي الفيزياء ب 1354 طالب وشعبة البيولوجيا ب 1062 طالب. وتتوفر الكلية على 6 شعب في الإجازة الأساسية: فيزياء SMP ، كيمياء SMC ، الرياضيات SMA، الإعلاميات SMI، البيولوجيا SVI، الجيولوجيا STU، وشعبتين في الإجازة المهنية " DBA وRT"، وقد تميزت بداية هذا الموسم بالكلية بمحاولة إدارة الكلية إقصاء أوسع قاعدة من الطلاب باعتمادها على العديد من الأساليب منها:
– قصر فترة التسجيل ( من 04/09 الى 14/09)، الاقتصار على الفترة الصباحية في التسجيل، فرض مجموعة من الشروط لولوج شعبتي الإعلاميات والرياضيات ( الإعلاميات مثلا: يسجل بالشعبة الطلبة الحاصلين على باكالوريا علوم رياضية بميزة مستحسن ونقطة تفوق 12/20 في مادتي الرياضيات والفيزياء، وكذلك الطلبة الحاصلين على باكالوريا علوم تجريبية أو التكنولوجيا بميزة حسن ونقطة لا تقل عن 18/20 في الرياضيات و17/20 في الفيزياء)
– إقصاء حاملي الشواهد المهنية ( ISTA و BTS)، إقصاء حاملي باكالوريا ما قبل 2011
– مطالبة الطلبة القادمين من خارج جهة فاس بولمان الإدلاء بشهادة الإقامة الخاصة بهم وبأولياء أمورهم تثبت سكنهم بالمدينة الجامعية.
وتعاني الكلية من اكتظاظ مهول ونقص فظيع في البنيات التحتية والأطر وعوض أن تقدم الإدارة حلولا لهاته المشاكل قامت بإجراءات بعيدة كل البعد عن تحقيق مضمون تطوير البحث العلمي، من قبيل برمجة 6 حصص دراسية يومية ( تنطلق من الساعة h8 صباحا إلى حدود 13 h في الحصة الصباحية، ومن 14h إلى 19h بالمساء، بمعدل ساعة ونصف لكل حصة)، عوض 4 حصص التي كان معمولا بها سابقا، وزيادة عدد الأفواج في مجموعة من الشعب دون تخفيض عدد الطلاب في كل فوج كلية الآداب تم تسجيل حوالي 3900 طالب جديد من جاملي باكالوريا 2011 و2012، ورفض تسجيل باقي الباكالوريات، وقد توزع عدد الطلبة المسجلين على الشعب التالية: علم النفس، علو الاجتماع، فلسفة عامة، الدراسات العربية، الدراسات الفرنسية، الدراسات الانجليزية، الدراسات الاسبانية، الدراسات الإسلامية، الدراسات الألمانية، التاريخ، الجغرافيا، أما فيما يخص عملية إعادة التسجيل، فقد وصل عدد الطلبة القدامى 10765 طالب بسلك الإجازة، وعلى مستوى الإجازة المهنية فقد تم فتح ثلاث شعب لحد الآن: "المساعد الاجتماعي"، " المربي المتخصص" ،" "، مع إقصاء طلبة الفلسفة العامة وكذا حرمان الطلبة الحاصلين على معدل يقل عن 12/20 بالسداسيتين الأولى والثانية.
وقد تم كذلك فتح ماستر بشعبة الدراسات الإسلامية وشعبة التاريخ فيما يدور الحديث عن غلق باقي الشعب. وقد عرفت عملية التسجيل بالكلية مجموعة من الخروق والعراقيل التي وضعت أمام الطلبة من طرف إدارة الكلية نذكر منها:
– النقص المهول في عدد الموظفين (موظفة واحدة بمسلك علم النفس الذي استقبل حوالي 1500 طالب)
– قصر فترة التسجيل ( من 04 الى 14 شتنبر)، دون احتساب السبت والأحد وفترات التأخر اليومية التي كانت تتجاوز الساعة في بعض الأحيان
– عدم توزيع شهادات وضع الملف على الطلبة في حينها، مما يؤدي إلى حرمانهم من مجموعة من المرافق الجامعية (الحي الجامعي، النقل الجامعي،…)، ولحدود الآن فأغلب الطلاب لم يستلموها.
– حرمان الطلبة القاطنين خارج مدينة فاس من التسجيل بمجموعة من الشعب ( علم الاجتماع، العربية، التاريخ والجغرافيا…) كما تعرف الكلية إجراء امتحانات الدورة الاستدراكية للسداسية الثانية والرابعة والسادسة للموسم الفارط، انطلقت يوم الثلاثاء 25 شتنبر 2012، فيما لا زالت الدراسة لم تنطلق بعد رغم إعلان إدارة الكلية عن انطلاقها في: 24 شتنبر كلية الحقوق: عرف هذا الموسم تسجيل 6409 طالب جديد بالكلية من حاملي باكالوريا 2011 و2012 يتوزعون على شعب القانون عربية والقانون فرنسية وعلوم الاقتصاد والتدبير. وعلى غرار باقي الكليات تم رفض تسجيل باقي الباكالوريات بذريعة وجود تعليمات صارمة من "جهات عليا" تنص على عدم تسجيلهم. وأبرز ما ميز عملية التسجيل لهذا الموسم هو إقصاء العديد من الطلبة والطالبات عبر وضع مجموعة من العراقيل في وجههم:
– عدم الإعلان بالكيفية المطلوبة عن موعد فتح أبواب التسجيل.
– قصر المدة التي تم تحديدها (من 4 إلى 14 شتنبر)، مع حذف السبت والأحد، على أن فترة التسجيل اليومي تمتد من التاسعة صباحا إلى الواحدة والنصف زوالا.
– إقصاء العديد من الطلبة الذين لا يتوفرون على شهادة عدم العمل بالنسبة لمن يتجاوز وحتى من يبلغ سنهم 21 سنة. وقد شمل هذا الإقصاء طلبة حاصلين على باكالوريا 2012، وإقصاء عدد آخر بسبب عدم توفرهم على نسخة من بطاقة التعريف مصادق عليها أو شهادة السكنى للحاصلين على باكالوريا خارج جهة فاس، رغم التزام هؤلاء الطلبة بإحضار الوثائق المطلوبة في وقت لاحق. ومن جهة أخرى تم الوقوف على عدة محاولات لتسجيل طلبة لا يتوفرون على أدنى المعايير المحددة من طرف الادارة، لكن لديهم ما يكفي من علاقات الزبونية والمحسوبية مع مسؤولين بإدارة الكلية، وهؤلاء تمنح لهم كل التسهيلات وحق الأسبقية دون سائر الطلبة. كما إنطلقت عملية إعادة التسجيل إبتداءا من 10 شتنبر وتستمر إلى غاية 30 أكتوبر. وهذا ما أعلنت عنه إدارة الكلية بعد إقدام الطلبة على الاعتصام داخل"مصلحة شؤون الطلبة"، خصوصا أمام النقص المهول في عدد الموظفين بمختلف الشبابيك، حيث يضطر الطلبة إلى الوقوف ساعات طويلة أمام مختلف الشبابيك من أجل غرض بسيط، وقد فرض على إدارة الكلية إضافة بعض الموظفين بعد أن التزمت بذلك أثناء الحوار، إلا أن ذلك يبقى غير كاف لتغطية الكم الهائل للطلبة المسجلين بالكلية.
فيما لم يتم تسجيل الطلبة الذين سيجتازون الوحدة للمرة الرابعة فما فوق بدعوى استنفاذ المعايير المحددة داخل "المخطط الإستعجالي" رغم اعتراف النظام بفشل هذا الأخير. وقد عرفت هذه السنة حرمان الطلبة الحاصلين على دبلوم (ISTA) من التسجيل بالإجازة المهنية حيث تم فتح 5 وحدات ، تضم 4 وحدات خاصة بشعبة الاقتصاد، وواحدة خاصة بشعبة القانون وهي:
– Back office bancaire -Management et E- Commerce – Agent commercial et chargé de la clientèlle -Technique d’assurance – الفاعل في التنمية الاجتماعية
ولم يتم الإعلان لحدود الساعة عن وحدات الماستر التي سيتم فتحها أو تاريخ انطلاق التسجيل بها، كما أن الطلبة الحاصلين على شواهد الماستر لم يتوصلوا بعد بشواهدهم كما يعرف سلك الماستر العديد من الخروقات والتلاعبات وهذا موضوع سنتطرق له لاحقا.
وأمام استمرار تعنت إداراة الكليات، وبعد مجموعة من النقاشات والدردشات، تم الدخول في اعتصام مفتوح بمختلف كليات المركب الجامعي ظهر المهراز على أرضية تسجيل حاملي شواهد الباكالوريا كيفما كانت، وإعادة تسجيل الطلبة المطرودين وإلغاء هذا البند، بالإضافة إلى مطالب أخرى تهم تواجد الطلبة بالجامعة وتضمن استفادتهم من تعليم في مستوى التطلعات…
المصدر : الاتحاد الوطني لطلبة المغرب جامعة ظهر المهراز – فاس