ندد طلاب جامعة فاس في المغرب بنصب مصالح الأمن بالمدينة، منذ بداية الدخول الجامعي الحالي، كاميرات وأجهزة متطورة لمراقبة تحركات الطلاب بالحي والساحة الجامعيين.
وذكرت مصادر طلابية نشيطة بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أن السلطات الأمنية بفاس قامت، بتعاون مع إدارات الحي الجامعي وكليات الحقوق والعلوم والآداب، بقطع الأشجار التي كانت تملأ الساحة الجامعية، وزرع محلها أجهزة تجسس مزودة بكاميرات قبالة الحي السكني للطلاب وفي مختلف أرجاء ساحة 20 يناير وسط الجامعة.
وندد طلبة "النهج الديمقراطي القاعدي" الذي يعد من الفصائل اليسارية الماركسية داخل الجامعة، بنصب هذه الأجهزة التي وصفوها بـ "الجواسيس الآلية"، واعتبروها بمثابة هدية من "النظام وحكومته الملتحية لطلبة ظهر المهراز بعد إسهامهم البارز في إفشال المخططات التصفوية للحق في التعليم المجاني".
واشتهرت جامعة فاس باحتضانها لطلاب الجهات المهمشة والفقيرة في الشمال والوسط بالمغرب، ما جعلها معقلا للنضال الطلابي والسياسي. وعرفت ساحة 20 يناير بالجامعة باحتضانها لحلقات النقاش السياسي والفكري والتظاهرات الاحتجاجية والتعبوية للطلاب.
وجاء في بلاغ الفصيل القاعدي أن إغراق المركب الجامعي ظهر المهراز بهذه "الجواسيس الآلية"، يمكن اعتباره من " آخر إبداعات النظام في عالم عصرنة القمع والحظر والتجسس، بالنظر إلى درجة التطورالذي تعرفه الحركة الجماهيرية بشكل عام والحركة الطلابية بشكل خاص".
واعتبر بيان الفصيل المعارض لسياسة الحكومة والحكم في المغرب، تثبيت هذه الكاميرات بعد عجز وزارة الداخلية في "إدخال الأجهزة البوليسية العلنية والسرية بشكل مباشر إلى الحرم الجامعي".
وفي السياق ذكرت مصادر أمنية، أن هذه الأجهزة تنقل بالصوت والصورة مباشرة وبشكل مستمر طيلة أيام الأسبوع جميع التحركات الطلابية داخل الساحة والحي الجامعي والكليات الثلاث، وتحدث عن وجود قاعة للاتصالات داخل مقر ولاية الأمن لتلقي هذه الصور، بحيث تسهر خلية تابعة للاستعلامات العامة بتتبع ما يحدث داخل المرافق الجامعية بالمدينة.
ويأتي هذا الإجراء تفعيلا للاتفاق الذي وقعه لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المنتمي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، وامحند العنصر وزير الداخلية بخصوص تتبع ومراقبة الأنشطة الطلابية بالجامعات المغربية.