أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما حالة "الكارثة الكبرى" في ولايتي نيويورك ونيوجرسي التي ضربتهما العاصفة ساندي فخلفت قتلى ودمرت ثلاث قرى، بعد انهيار حائط لصد الأمواج.
كما دمرت عشرات المنازل إثر حريق ضخم شب في أحد أحياء مدينة نيويورك. وأوضح البيت الأبيض في بيان أن هذا القرار يضع الأموال الاتحادية في تصرف الأشخاص المتضررين في مناطق برونكس وكينغز وناسو ونيويورك وريتشموند وسافولك وكوينز.
وأضاف أن إعلان هذه الحالة يتيح خصوصا مساعدة المتضررين في تأمين مساكن مؤقتة لهم، وإصلاح الأضرار الناجمة عن الكارثة التي تحدث خبراء عن أن كلفتها ستصل إلى أكثر من عشرين مليار دولار.
وسقط 16 قتيلا على الأقل في الولايات المتحدة، معظمهم قضوا بعد سقوط أشجار على سياراتهم.
كما قتلت امرأة في تورنتو بكندا بسبب تطاير الركام. وفي نيوجرسي أدى انهيار حائط لصد الأمواج إلى غرق قرى موناشي وليتل فيري وكارلستادستد حيث وصل منسوب الماء فيها إلى أكثر من متر ونصف، دون ورود تقارير عن ضحايا بين المدنيين.
وقال أحد المسؤولين عن الإنقاذ إن القرى الثلاث "دمرت" بفعل الفيضانات.
في السياق نفسه قال مسؤولون إن عشرات المنازل دمرت جراء حريق ضخم شب في واحد من أبعد الأحياء بمدينة نيويورك.
ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع إصابات، ويجري التحقيق في أسباب الحريق.
وغمرت مياه الأمواج حي بريزي بوينت في مقاطعة كوينز نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر التي أعاقت جهود مكافحة النيران.
وجاء في تغريدة على حساب إدارة الإطفاء بنيويورك على موقع تويتر، أن خمسين منزلا أو أكثر دمرت في الحريق.وساد الظلام قطاعات كبيرة من مدينة نيويورك، وقطعت الكهرباء عن نحو خمسمائة ألف منزل في الولاية، بينها 250 ألفا في مانهاتن.
كما انقطعت الكهرباء عن نحو 6.8 ملايين شخص في عدة ولايات.
وفي نيويورك أيضا كانت أغلب أجزاء المدينة مهجورة، وأغلقت شبكات قطار الأنفاق والجسور والمطارات وأوقفت الحافلات والقطارات، وستبقى مغلقة اليوم الثلاثاء وكذلك المدارس والمباني العامة.
وفاض نهرا إيست ريفر وهادسن ريفر، وغمرت المياه الأنفاق وخصوصا سبعة أنفاق مترو بينما ضربت المدينة رياح عنيفة وأمطار غزيرة، واجتاحت السيول شوارع جنوب مانهاتن وعددا من شوارع القطاع الشرقي. وقالت هيئة النقل في نيويورك إن إخراج المياه من أنفاق المترو قد يستغرق بين 14 ساعة وأربعة أيام.
وأعلنت حالة الإنذار في مفاعل أويستر غريك النووي بنيوجرسي بعد ارتفاع منسوب المياه وتهديدها نظام التبريد. من جهتها قالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إن عاصفة ساندي التي لم تشهد البلاد مثيلا لها بسبب الرياح التي تغطي نطاقا واسعا، تسببت في ارتفاع منسوب البحار أكثر من أربعة أمتار وسط مانهاتن، مقارنة مع الرقم القياسي السابق الذي بلغ ثلاثة أمتار خلال إعصار دونا عام 1960
وذكر المركز الوطني للأعاصير أن تأثير الرياح امتد من الحدود الكندية إلى ولاية كارولينا الشمالية ومن غرب فرجينيا إلى نقطة في المحيط الأطلسي عند منتصف المسافة بين الولايات المتحدة وبرمودا، وهذا يعني بوضوح أكبر مساحة على الإطلاق.
ورغم تخفيض تصنيفها من إعصار إلى عاصفة استوائية، فإن ساندي تحمل القدرة التدميرية نفسها للإعصار. وتجاهل عشرات آلاف الأشخاص نداءات رئيس بلدية نيويورك لمغادرة المناطق التي تعتبر خطرة، بينما جابت الشرطة الشوارع داعية السكان إلى أن يستقلوا باصات خاصة من أجل سلامتهم. وأصدرت السلطات أوامر إجلاء إلزامية لـ375 ألف شخص يواجهون مخاطر، لكن غالبيتهم قرروا البقاء في منازلهم. وأغلقت أسواق الأوراق المالية الأميركية لأول مرة منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وقالت شركة يورونكست التي تدير بورصة نيويورك إنه لم تلحق تلفيات مقر البورصة بشكل يعوق عمليات التداول.
وستقفل البورصة الأميركية اليوم الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي، وهي المرة الأولى التي تقفل فيها بورصة نيويورك ليومين متتاليين بسبب الطقس منذ العام 1888 حين ضربت المدينة عاصفة ثلجية. وقبل ثمانية أيام من الانتخابات ألغى أوباما ومنافسه الجمهوري مت رومني التجمعات الانتخابية المقررة، وتصرفا كلاهما بحذر حتى لا ينظر لأي منهما على أنه يستغل الحدث سياسيا بينما يعاني ملايين الأميركيين.