السعودية أول دولة عربية يزورها هولاند و ايران تستمثر أربعين مليار دولار بالنفط و براءتها من رتباط سفنها بـ”اليرموك

في أول زيارة له لبلد عربي منذ وصوله إلى قصر الإليزيه في شهر ماي الماضي، اختار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن يتوجه يوم الأحد القادم 4 نوفمبر  إلى السعودية لإجراء مباحثات مع القيادة السعودية وفقا لما أعلنته مصادر الرئاسة الفرنسية.
وأفادت مصادر الإليزيه أن هولاند سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز وكبار المسؤولين السعوديين.
ويرافق الرئيس الفرنسي في زيارته إلى جدة وزير الخارجية لوران فابيوس، ووزيرة الدولة للتجارة الخارجية نيكول بريك، ومستشار هولاند الدبلوماسي بول جان اورتيز، فيما ينضم إلى الوفد السفير الفرنسي في السعودية برتراند بيزانسينو. وقالت هذه المصادر إن وفدا فرنسيا موجودا في الوقت الحاضر في جدة لوضع اللمسات الأولى على الزيارة. ومن جدة، يتوجه هولاند إلى لاوس للمشاركة في القمة الأوروبية – الآسيوية التي تعقد في فينيسيا يوم الاثنين 5 نوفمبر
وعلى المستوى السياسي، سيتركز البحث على الملفات الإقليمية الساخنة التي ذكرت منها المصادر الفرنسية ثلاثة هي؛ الملف النووي الإيراني وأمن الخليج والملف السوري وتأثيراته على دول الجيران وأولها لبنان، والملف الفلسطيني – الإسرائيلي الجامد منذ أشهر، علما أن هولاند سيستقبل اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا. وسيحتل الملف السوري من زاوية الوضع الميداني وتشعباته الإقليمية ومواقف الأطراف المختلفة من الأزمة موقعا بارزا في محادثات الجانبين. ووصفت المصادر الفرنسية مواقف باريس والرياض من الملف المذكور بأنها «متقاربة».
وأفادت مصادر الإليزيه أن هولاند «سيعرض ما آلت إليه المناقشات مع الجانب الإيراني في إطار مجموعة الـ«5 زائد 1» التي وصفتها بأنها «غير مشجعة بتاتا» كما سيعبر عن «عزم فرنسا» الاستمرار في سياسة الدفع إلى فرض عقوبات إضافية على إيران مع إبقاء اليد الممدودة للحوار في حال استجابت لما تريده الوكالة الدولية للطاقة النووية ومجلس الأمن الدولي.
وأرجعت المصادر الفرنسية اختيار السعودية وجهة أولى للرئيس هولاند إلى العالم العربي إلى «قدم العلاقة» بين باريس والرياض وإلى «صلابتها فضلا عن الثقل الوازن» للسعودية على الصعد السياسية والاقتصادية والدينية ولكونها عضوا في مجموعة العشرين وضيفا على مجموعة الثمانية وهما المنظمتان اللتان يظهر الرئيس هولاند تمسكا بهما وبدورهما في الاقتصاد العالمي ومواجهة أزماته المتلاحقة.
ووصفت مصادر الإليزيه السعودية بأنها «شريك استراتيجي» لفرنسا و«شريك اقتصادي بالمعنى الكامل للكلمة» بالنظر لكثافة العلاقات بين الطرفين وإلى حضور الشركات الفرنسية في السوق السعودية وللمشاريع التي تقوم بتنفيذها هناك، فضلا عن رغبة فرنسا أن «تواكب» المملكة في برامجها الإنشائية الضخمة. كما تريد باريس أن توثق علاقاتها الثنائية مع الرياض في الميدان الثقافي والتبادل الجامعي.
وفي العام الماضي، وصل عدد الطلاب السعوديين الحائزين على منح إلى 1200 طالب، الأمر الذي تعتبره المصادر الفرنسية يدل على اهتمام السعودية بإرسال طلابها إلى الجامعات والمعاهد الفرنسية.
وأشادت باريس بـ«السياسة النفطية الحكيمة» التي تنتهجها السعودية التي عبرت دائما عن رغبتها في استقرار السوق النفطية واستعدادها للتعويض عن النقص المتأتي عن وقف وصول إمدادات النفط الإيراني إلى الدول المقاطعة وتمسكها بسعر «مقبول» للنفط.
وشددت المصادر الفرنسية على رغبة باريس في الاستمرار في التعاون الدفاعي مع الرياض الذي أدرجته «في السياق العام» للتعاون بين الجانبين. لكن المصادر الرئاسية حرصت على القول إن الرئيس هولاند «لا يذهب إلى جدة لتوقيع عقود بل لإقامة أول اتصال مباشر مع العاهل السعودي» وأنه ينوي لاحقا العودة إليها في زيارات أطول.
وكانت القوات الخاصة الفرنسية والسعودية قد قامتا بتدريبات وتمارين مشتركة طيلة ثلاثة أسابيع في جزيرة كورسيكا وتحديدا في قاعدة سولانزارا الجوية القائمة على الشاطئ الشرقي الجنوبي للجزيرة في إطار مناورات .

و في خبر اخر قال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي إن من المتوقع أن يبلغ الاستثمار في قطاع النفط الإيراني أربعين مليار دولار في السنة الفارسية الحالية التي ستنتهي في 20 مارس 2013، رغم العقوبات الغربية على بلاده.
وأضاف أن القطاع النفطي قوي رغم العقوبات، مشيرا إلى أن قيمة الاستثمارات في قطاع النفط الإيراني بلغت ثلاثين مليار دولار في العام الإيراني الماضي الذي انتهى في مارس مقارنة بما بين 13 و15 مليار دولار في العام الذي سبقه.
وقال إن بلاده سوف تنتج 5.5 ملايين برميل يوميا من النفط و1.4 مليار متر مكعب يوميا من الغاز في نهاية الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية التي تنتهي مع نهاية مارس 2015، مؤكدا أن العقوبات على القطاع النفطي الإيراني فشلت في إبطاء مشاريع النفط الإيرانية.
في السياق، قالت اليابان إن وارداتها من النفط الخام الإيراني تراجعت بنسبة 36.1% على أساس سنوي في سبتمبر الماضي مع استمرار العقوبات الغربية في التضييق على صادرات طهران.
واستوردت اليابان -ثالث أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم- 186 ألف برميل يوميا من النفط الإيراني في الشهر الماضي.
كما نفى وزير الخارجية السوداني علي كرتي وجود رابط بين رسو السفن الحربية الإيرانية على ميناء بورتسودان السوداني على البحر الأحمر وما سماه القصف الإسرائيلي لمصنع 'اليرموك' للأسلحة في العاصمة الخرطوم الأربعاء الماضي.
وقال كرتي إن الفرقاطتين الإيرانيتين اللتين رستا في ميناء بورتسودان تقومان بزيارة عادية. وذكر أن تحرك السفينتين الإيرانيتين عادي وأن دخولهما إلى الميناء معروف جيدا وليس سرا.
من ناحيتها قالت إيران إن وصول قطع بحرية حربية إيرانية إلى ميناء بورتسودان يدخل في إطار مهام الدفاع عن أمن دول المنطقة ضد التهديدات الإسرائيلية. ونفت طهران أن تكون لها علاقة بالمصنع الحربي الذي قصفته إسرائيل جنوب الخرطوم.
وقد اتهم السودان إسرائيل بإطلاق ما سماها 'مزاعم مضللة' عن إمدادات أسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
وقال بيان لوزارة الخارجية السودانية إنها تؤكد ما يعرفه الجميع من أن إيران ليست بحاجة لسلاح تصنعه في السودان سواء لها أو لحلفائها.
وجاء في البيان أن 'دولة الكيان الإسرائيلي تحاول جاهدة أن تسرب معلومات مضللة عبر مصادر مختلفة ذات ارتباط معروف بها تحاول من خلالها إيجاد مبررات وذرائع لفعلتها الشنيعة، من بينها الحديث عن علاقة مزعومة بين إنتاج مجمع اليرموك وكل من دولتي إيران وسوريا وحركة حماس وحزب الله.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية قد ذكرت أمس أن حاملة الطائرات المروحية 'خارق' والمدمرة 'شهيد نقدي' رستا في السودان وأنهما تحملان 'رسالة سلام وصداقة'.
في غضون ذلك نقلت وسائل إعلام حكومية عن المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد أن السفينتين ستكونان مفتوحتين للزيارة للجمهور ليوم كامل أثناء بقائهما في الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول. وأشار إلى أنه سبق أن قامت بزيارات مشابهة سفن من باكستان ومصر والهند.
يشار إلى أن إسرائيل تعد منذ وقت طويل السودان ممرا لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر شبه جزيرة سيناء المصرية.
وقد قتل أربعة أشخاص بعد اندلاع حريق قبل أسبوع في مصنع اليرموك للأسلحة في جنوب الخرطوم، وقال السودان في اليوم التالي إن طائرات إسرائيلية قصفت المصنع, بينما لم يصدر تعليق من إسرائيل.
بدوره, رأى عاموس جلعاد المسؤول الكبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية أن السودان 'يجب أن يعد هدفا مشروعا للهجمات كعدو مثل حماس وإيران', وقال إن مصالح القاهرة مهددة أيضا. وأضاف في تصريح نقله راديو إسرائيل 'السودان يدعم تهريب الذخائر أو يساعد غزة، وفي الواقع تمر هذه الذخائر عبر مصر، وبالتالي فهي تهدد مصر الجارة الكبيرة له', على حد تعبيره
.