أعلنت السلطات الأمريكية فجر الأربعاء أن الإعصار "ساندي" حصد لغاية الآن 101 قتيل، منذ أن ضرب السواحل الشرقية للبلاد قبل أيام، بالإضافة إلى قطع الكهرباء عن 6.5 مليون شخص.
وفي هذه الأثناء، تعاود مطارات نيويورك ونيوجرسي حركة الملاحة اليوم بعد إلغاء ثمانية عشر ألف رحلة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مطار جون كينيدي من المفترض أن يعاد فتحه الأربعاء، إلا أن المطارات الكبرى الأخرى تعاني من فيضانات أو من أضرار. كما سيعاد فتح بورصة نيويورك الأربعاء بعد أن أغلقت بشكل طارئ بسبب العاصفة. وأظهر شريط فيديو مشاهد لمترو الأنفاق في حي مانهاتن وسط مدينة نيويورك وقد غمرته المياه .
وواجهت نيويورك، الثلاثاء، الدمار الذي خلفه إعصار ساندي، وهو دمار ستستمر تداعياته لفترة طويلة. وأعلن رئيس بلدية مدينة نيويورك، مايكل بلومبرغ، أن 18 شخصاً على الأقل قتلوا في المدينة وحدها.
وذكر بلومبورغ أن "تبعات الدمار الذي خلفته العاصفة سيستمر لفترة من الزمن"، مضيفاً "أنها عاصفة مدمرة، وربما الأسوأ في تاريخنا".
وحاول رجال الإطفاء في نيويورك القضاء على حرائق والمساعدة في عمليات الإغاثة من منازل غمرتها الفيضانات غداة انفجار تسبب به الإعصار في إحدى محطات الطاقة. ودمر العديد من المباني سواء من جراء الحرائق أو من الرياح المصاحبة للإعصار.
ولاتزال قطارات المترو والباصات متوقفة لليوم الثالث على التوالي، بينما تواجه مئات الآلاف من المنازل إمكان البقاء من دون تيار كهربائي لمدة قد تصل إلى أسبوع، بحسب شركة الكهرباء.
وفي نيويورك، قتل رجل سحقاً إثر سقوط شجرة في كوينز. وأشار بلومبورغ الى أن شخصاً آخر صُعق في بركة متصلة بسلك كهربائي، بينما عثر على شخصين آخرين وقد ماتا غرقاً داخل منزل غمرته الفيضانات.
وصرّح حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، بأن عناصر الشرطة والحرس الوطني "أنقذوا مئات الأرواح" في عملية الإغاثة التي تلت مرور العاصفة.
وواجه رجال الإطفاء 23 حريقاً خطيراً في مختلف أنحاء المدينة بعضهم لا يزال مشتعلاً.
وأدى انفجار كبير في محطة فرعية للطاقة الكهربائية في مانهاتن الى انقطاع التيار عن قرابة 200 ألف منزل في الجزيرة. كما انقطع التيار عن 300 ألف منزل آخر في نيويورك بعد أن أدى الإعصار الى اقتلاع أشجار وتعرضت بعض المحطات للفيضانات.
وفي بعض محطات المترو كان مستوى المياه أعلى من الأرصفة، ومن غير المتوقع أن يستأنف العمل في القطارات قبل أيام عدة. كما حرم انقطاع التيار العديد من المباني الضخمة من المصاعد.
واضطر مستشفى تيش التابع لجامعة نيويورك الى إجلاء أكثر من 200 مريض، من بينهم 20 رضيعاً عندما انقطع التيار وتعطل مولد الكهرباء. وكانت طوابير سيارات الإسعاف لاتزال تنقل المرضى من المستشفى، الثلاثاء.
ووقف خبراء السلامة وهم يراقبون بتوتر رافعة فوق مبنى من 90 طابقاً انهار من جراء العاصفة. وراحت الرافعة تتمايل بتأثير الرياح العنيفة فوق الشوارع بالقرب من سنترال بارك، التي قامت الشرطة والإطفاء بإخلائها تخوفاً من سقوط الرافعة.وسط جدل أثارته تغريدات تدعو على أمريكا في ظل الآثار المدمرة لإعصار "ساندي"، حذّر المفتي العام للمملكة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من الدعاء على العموم وقت حصول الكوارث الطبيعية، مؤكداً أن هذا الدعاء "غير مشروع، ولا تظهر فيه وجاهة".
وقال لصحيفة "الحياة" اللندنية "إن الدعاء العام على هؤلاء الذين أصابهم إعصار ساندي لا يليق، لأن منهم فئة مسلمة كبيرة، فلا ينبغي الدعاء عليهم، إنما ندعوا للمسلمين بالتمكين، وأن يعينهم الله على الطاعة".
وأضاف: "يجب على المسلمين الاعتبار بما يحصل من الكوارث، وغير ممكن الدعاء عليهم بالعموم، وهذا الدعاء ليست فيه مصلحة للمسلمين، بل ينبغي تركه".
وكان مغردون أطلقوا تغريدات يدعون فيها على أمريكا بالهلاك، وإن كان آخرون أطلقوا "هاشتاق" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لمتابعة أنباء الإعصار ساندي، والاطمئنان على أقاربهم في الولايات الأمريكية المتضررة.
وسارع الشيخ سلمان العودة إلى إطلاق تغريدة خاطب فيها الداعين إلى أن يكون "ساندي" كارثة لأمريكا قائلاً: "أسوق لهم قول المصطفى لوثنيي مكة: بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبده".
في حين أطلق أستاذ للعقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود تغريدة رداً على العودة، قائلا "بل نسأل الله أن يهلكهم بدداً ولا يبقي منهم أحداً". وأضاف أن هناك "فرقاً بين دولة تتقوى على حرب المسلمين والتعدي عليهم في بلدانهم وبين تلك الحال"، في إشارة إلى الدعاء على مشركي مكة.
وبدأت جدلية الدعاء على أمريكا بـ"هاشتاق" قال من أطلقه: "اللهم اجعل ساندي كريح قوم عاد". وتلقى مطلقه عدداً كبيراً من التغريدات الرافضة لتوجهه.
ويبدو أن عدوى الدعاء و"الشماتة" ملأت أيضاً أثير مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إذ إن مغردين مصريين كثر عتبوا على المنادين بالدعاء على أمريكا.