عمد مجهولون إلى تحطيم كاميرات مراقبة زرعت في عدة زوايا من المركب الجامعي ظهر المهراز بفاس، نهاية الأسبوع الماضي. وعمد منفذو «العملية» إلى «اقتلاع» الكاميرات من جذورها، وتم تحويل اتجاهها إلى وجهة مجهولة.
ولم تعلن ولاية أمن فاس عن اعتقال أي متهم بالتورط في هذه «الجريمة»، طبقا لقاموس الشرطة.
وأثار زرع هذه الكاميرات بالمركب الجامعي، الذي لا يعرف الهدوء طيلة السنة الدراسية، موجة غضب في صفوف الطلبة. وتزامن تثبيت هذه الكاميرات مع إعلان المجلس الجماعي للمدينة، الذي يقوده الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال، مع إدارة الأمن الوطني، عن «مشروع» تزويد «بؤر التوتر» في المدينة بكاميرات المراقبة. وقال مسؤولون أمنيون، إبان إطلاق المشروع، إن الغرض من اعتماد نظام الكاميرات بالمدينة هو التحكم في الإجرام في البؤر السوداء، وتنظيم حركة السير والجولان.
وربط الطلبة القاعديون، وهم أقوى فصيل بجامعة فاس، بين زرع هذه الكاميرات في المركب الذي يسيطرون عليه، وبين محاولات «التجسس» عليهم، عبر التقاط صور حية لحلقيات النقاش ومسيرات الاحتجاج التي ينظمونها في ساحة «الحرم الجامعي». وعمد المجلس الجماعي، قبل موسم الدخول الجامعي، إلى إعلان موسم اقتلاع الأشجار في هذه الساحة، وتعويضها بأعمدة كاميرات المراقبة. ورأى الطلبة أن الغرض من اقتلاع الأشجار هو تمكين الكاميرات من التقاط صور واضحة غير مشوشة.
وتزامن تنصيب كاميرات المراقبة في الساحة الجامعية مع لقاء «تاريخي» جمع كلا من وزير التعليم العالي ووزير الداخلية خصص للتنسيق لضمان نجاح عملية الدخول الجامعي، ومواجهة أي أعمال عنف في الجامعة. وتقرر اتخاذ إجراءات الطرد في حق كل طالب وجهت إليه تهمة حمل أسلحة بيضاء في الجامعة. وقال تقرير سابق للطلبة القاعديين إن «هدية الكاميرات» هي أيضا ثمرة اللقاء بين وزير التعليم العالي ووزير الداخلية، ووصف الكاميرات بـ«جهاز الأواكس» في صيغة جديدة. ويرتقب أن يبلغ عدد الكاميرات المثبتة بعدد من نقط التوتر بالعاصمة العلمية ما يقرب من 600 كاميرا.