يندرج مشروع الملتقى الجهوي الأول للإعلام الالكتروني في سياق توجيه حركية الصحافة المحلية والجهوية نحو ضرورة قيامها بالانخراط الكثيف في تعبئة المجتمع أفرادا وجماعات ومؤسسات بأهمية مشروع الجهوية الموسعة ودعوته – أي المجتمع- للمشاركة الفعلية والإيجابية في إرساء أسسها والمساهمة في إنجاحها بالشكل الذي يساهم في استتباب دعاماتها ولبناتها وترسيخها كثقافة يومية في سلوك المواطن.
ويأتي هذا الملتقى أيضا في إطار حركية المساهمة في إنجاح مشروع الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، الذي أقرته الفرق البرلمانية المشكلة لمجلس النواب في وقت سابق، ولكن في صيغته الجهوية على اعتبار أن الجهوية الموسعة ركن أساسي من أركان بناء التنمية الوطنية وآلية أساسية لتدبير الديمقراطية وإنجاح العملية السياسية والتنموية على أساس الضوابط والقوانين ذات الصلة.
ويسعى الملتقى إلى إبراز دور الصحافة المحلية والجهوية الالكترونية كعامل لا غنى عنه في تعبئة وتأطير مكونات النسيج المجتمعي الجهوي وكحاجة ملحة للتوعية والتحسيس وتغذية شعور المواطن بالحس الوطني والمواطناتي لكي يقتنع بأهمية مشاركته في بناء التنمية الوطنية من خلال مشاركته في تشييد قاطرة التنمية الجهوية.
كما يسعى الملتقى إلى الخوض في المسائل والآليات القانونية التي من شأنها أن تسهم في تعزيز وتطوير جسم الصحافة الجهوية الاكترونية وجعلها في مستوى تطلعات وطموحات الفاعلين في حقلها من جهة ، ومن جهة ثانية، جعلها في مستوى انتظارات شرائحها المستهدفة ، ثم كذلك البحث في إمكانية وكيفية تأهيلها وتذليل العقبات والإكراهات التي تحول دون تطورها ودون مواكبتها للأوراش الوطنية الكبرى، حتى يتسنى لها القيام بمهمتها الإعلامية بشكل صحيح وإيصال رسالتها النبيلة بشكل مؤثر وهادف.
وفي السياق ذاته يسعى الملتقى إلى إبراز مشروع الجهوية الموسعة كخيار استراتيجي لا رجعة فيه ، وأن هذا الخيار هو السبيل الوحيد الذي سيتيح فرصة أوسع للمواطنين والمواطنات للمشاركة في تدبير شؤونهم العامة في إطار رؤية تستجيب لطموحاتهم وتطلعاتهم واحتياجات جهتم، الشيء الذي سيؤدي بدون شك إلى التأمل في كيفية ابتكار وخلق المزيد من الثروات، وهذا الأمر بدوره يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وإشاعة العدالة الاجتماعية والديمقراطية الصحيحة.
كما يسعى الملتقى إلى فتح نقاش مسؤول حول جدلية العلاقة القائمة بين الصحافة الجهوية الالكترونية وخيار الجهوية الموسعة من خلال التفاعل بين المشاركين والعروض التي سيقدمها أهل الاختصاص والخبرة،وفي السياق ذاته يشكل الملتقى فرصة مهمة بالنسبة للفاعلين في حقل الإعلام والصحافة الالكترونية لطرح مختلف الأسئلة الشائكة التي تقف عائقا أمام طموحاتهم المشروعة ، ومقاربتها من مختلف الزوايا التي من شأنها أن تؤدي إلى إيجاد السبل الكفيلة بمعالجة مختلف المسائل ذات الصلة بمعوقات الصحافة المحلية والجهوية.