تنظم تعاونية طاكسي كوم فاس لقطاع سيارات الأجرة الصغيرة ندوة فكرية حول موضوعة :" من أجل إدماج السائق المهني في رفع الوعي المروري" وذاك يومه الجمعة23 نونبر2012 على الساعة التالتة بعد الزوال .(Barcelo)بفندق بارسلو فاس مدينة
و تعود اسباب النودة نظرا لكون الظاهرة " حرب الطرق " من الناحية السوسيولوجية أصبحت تشكل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة وعنصر ثقل وإعاقة لمسلسل التنمية السوسيو اقتصادية والسوسيو ثقافية وكدا ارتفاع وتيرتها في السنوات الأخيرة والنتائج الكارثية التي تخلفها سواء على المستوى المادي والاجتماعي ,أرادت طاكسي كوم فاس أن تسهم بدورها محليا ووطنيا في اغناء النقاش الدائر حول أسباب ونتائج هذه الكارثة وكدا الكشف عن الأشكال السوسيوثقافية المقاومة ,على اعتبار أننا نعتبر في طاكسي كوم فاس كإطار تعاوني خدماتي مشغول بقضايا الوعي المروري أن المقاربة القانونية والمؤسساتية رغم أهميتها وأولويتها تبقى غير كافية لإماطة اللثام عن بعض الجوانب السيكولوجية والسوسيوثقافية الخفية الممانعة لترسيخ ثقافة طرقية مبنية على الاحترام والتسامح ,فالأفراد والمجموعات الاجتماعية المستعملة للطريق هي منتوج اجتماعي وحاملة لقيم وانساق ثقافية فردا نية لازالت ترتهن إلى فلسفة الدولة المعادية ,فإدراك الناس لفلسفة النفع العام لازال محكوما بمعوقات ثقافية تعرقل كل المجهودات المبذولة .
فإدماج مستعملي الطريق في مسلسل الحد من النتائج الكارثية لحرب الطرق رهين بثقافة طرقية ترتكز
على مبدأ المواطنة المسؤولة المبنية على فلسفة الحق والواجب ,فاستجابة الناس لمنظومة القيم المواطنتية المفترض ترسيخها سوسيولوجيا رهين بمدى وعيهم وإدراكهم لعلاقة بعضهم في استعمال الطريق العام ويكفينا الرجوع إلى التقارير والدراسات المنجزة سنتي 2010,2011 لمعرفة الفاتورة الكارثية ماديا وسوسيولوجيا على ميزانية الإنفاق العام ,فعدد القتلى والمعطوبين المرتفع في حرب الطرق يفوق كل الحروب وينتج عنه ظواهر اجتماعية باطولوجية ترهق المجتمع والدولة على حد سواء ,حيث تكثر الفاقة والعجز الاجتماعي مما يعرقل مسلسل التنمية البشرية والاجتماعية المستدامة
خطورة الظاهرة : باتت حوادث السير واحدة من المعضلات التي تؤرق وتستنزف المجتمع المغربي في مقوماته ومكوناته الفاعلة
ويصنف المغرب في المرتبة الأولى عربيا والسادسة عالميا من حيث عدد حوادث السير التي تسفرعن إصابات أو حالات وفاة فضلا عن الخسائر الاقتصادية التي تقدر بأكثر من 11 مليار درهم سنويا,حيث
كشفت أرقام المديرية العامة للأمن الوطني حصيلة الأسبوع الممتد من 31 ماي الماضي إلى 6 يونيو لحوادث المرور التي بلغت أزيد من 1035 حادثة بالمناطق الحضرية, أما عدد الوفيات فقد لقي 19 شخصا مصرعهم وأصيب 1298 آخرون بجروح, 75 منهم إصاباتهم بليغة. وتبين إحصائيات ذات المصالح أن واقع حوادث المرور في المغرب خطير جدا, حيث سجلت 16 ألف و711 مخالفة, وأنجزت 7851 محضرا أحيلت على النيابة العامة. و بخصوص الغرامات التي تم استخلاصها فقد بلغ 8860 غرامة, وذكر بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني أن المبلغ المتحصل عليه تجاوز مليون و891 ألف و600 درهم, في حين بلغ عدد العربات الموضوعة بالمحجز البلدي 5138 عربة, وعدد رخص السياقة المسحوبة 2092 رخصة
ويرجع المختصون كثرة الحوادث المرورية في المغرب إلى عدم التحكم في القيادة، وعدم انتباه الراجلين، وعدم احترام أسبقية اليمين، والإفراط في السرعة، والأمية المتفشية في أوساط كثير من السائقين، وعدم الوقوف الإجباري عند علامة قف بالإضافة إلى ضعف شبكة الطرقات الوطنية موازاة مع تشبع الحظيرة الوطنية بأكثر من مليون ومائة ألف سيارة الشيء الذي يفترض نظريا وعمليا القيام بحملات تحسيسية وتوعوية من اجل إدراك مخاطر ونتائج حرب الطرق على الأفراد والمجتمع وتقوية قدرات الناس بتمكينهم من الوسائل النظرية والواقعية لإدراك الميكانيزمات الإجرائية لاستعمال الطريق ,فالطريق في اعتقادنا ليس مجالا للعبور فقط بل فضاء سوسيولوجي يتبين من خلال العلاقات المنتجة والقيم المتداولة