قال الرئيس المصري محمد مرسي في كلمته التي وجهها للحشود من انصاره المجتمعين أمام القصر الرئاسي الجمعة 23 نوفمبر/تشرين الثاني أنه يوجه كلمته لكل المصريين المؤيدين والمعارضين وأنه لا يمكن ان ينحاز إلى احد.
وأضاف أن كل ما يسعى إليه في قراراته هو تحقيق الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي والسياسي في البلاد، إضافة لضمان تداول السلطة.
وجاء في خطاب مرسي:"ابدأ معكم كلمة إلى أهلي جميعا، الشعب المصري، كل أبناء الوطن الذين عانوا كثير في ظل الفساد والإستبداد والدكتاتورية وعدم وجود عدالة إجتماعية أو عدل"، وشدد مرسي:" لقد كنت واحدا منكم، من هذا الشعب نفسه أعاني مما تعانون منه وأعيش في ذات الأماكن التي تعيشون فيها".
وتابع مرسي:"لا أحد يستطيع أن يقول أنه كان صاحب القيادة لـ 20 مليونا من المصريين الذين خرجوا في 10 و 11 فبراير 2011، ولا أحد يستطيع القول أنه وحده صاحب الثورة أو صاحب الفضل فيها". مضيفا :"لقد كانت الثورة تحركها اهدافها وتقودها، وكان الجميع يسير وراء أهداف الثورة التي تحقق بعضها، وبقى البعض الأخر قيد التحقيق".
وشدد مرسي القول:"إن ما أتخذه من قرارات هو للمحافظة على الوطن والشعب والثورة، والوطن يضم أطيافا مختلفة، فهناك أغلبية ومؤيدون، وهناك معارضون، كما أن هناك أيضا من يعانون، ومسؤولية الوطن الآن هي حسم المواقف حتى تمضي ثورتكم إلى الأمام، نحن جميعا أصحاب أسهم متساوية في هذا الوطن".
وأكد مرسي أنه لن يغض الطرف عمن يحارب الثورة، وهم قليلون، وقال أنه ماض في طريق الثورة، مشددا:"سأمنع كل المعوقات التي تقف في طريق مضينا إلى الأمام وسأمنع كل معوقات الماضي البغيض".
وأضاف الرئيس المصري:"نحن نسير الآن في مسار واضح ولدينا هدف محدد وهو مصر الجديدة، التي تملك دواءها وغذائها وسلاحها وتنتجه بنفسها لتدافع به عن نفسها وأرضها، وقبل وبعد ذلك ثورتها المباركة".
وشدد مرسي القول:" لم أتخذ قرارا لأقف به ضد احد أو أن أعلن أنني أنحاز لأحد، وإنما كل ما أتخذه لإستكمال بناء مؤسسات الدولة وعلى رأسها مجلس الشعب المنتخب الذي تم حله، وأنتم تعلمون أنني لم أسعى للحصول على السلطة التشريعية".
وقال مرسي أن هناك من يحاول من داخل مؤسسات الدولة الإساءة لهذه المؤسسات والوطن، وأنه لن يسمح لهم بذلك، قائلا:"لا يمكن أن أسمح لمال فاسد جمع في ظل نظام مجرم أن يؤجر البلطجية للتعدي على مؤسسات الدولة، المعارضون المحترمون لهم كل الحق في التعبير عن رأيهم ووجهة نظرهم، ولكن بلا تعطيل للإنتاج أو المرور أو تعطيل مصالح الناس".
وأضاف:"القضاء مؤسسة لها قدرها وإحترامها برجالها المخلصين، أما من يريد الإختباء داخل المؤسسة والإفساد فأنا له بالمرصاد".
وقال مرسي أن القوانين والقرارات أو الإعلان الدستوري ليس المقصود به تخليص حساب من شخص وهذا لا يليق به. وشدد أنه لابد من محاسبة المنفلتين بين صفوف المؤسسة القضائية، إذ لا يعقل أن تُعرف الأحكام قبل صدورها ويجري الحديث عن المجالس النيابية المنتخبة. وشدد مرسي:"ما كنت أريد أن أتحمل مسؤولية التشريع وما كنت لأستخدمه ضد أحد وتدخلي هو لأجل الوطن لابد أن يحاسب كل من يحاول أن ينخر في عظام الأمة". مؤكدا:"سأقف بالمرصاد لمن يحاول تضييع الفرص على الشعب المصري، كنت قد وعدت بأن أتدخل لحماية الوطن إذا رأيت خطرا عليه وهذا ما فعله بالفعل".
وأردف:"الأعداء الخارجيون وبعض القلة المنتمية للنظام البائد يحاولون عرقلة مسيرة الوطن ويضمرون العداء للوطن وأنا لهم بالمرصاد ولن أسمح لهم". "لم أكن انا من هدم السلطة التشريعية، بل أسعى حتى يتحقق لمصر سلطات كاملة مستقلة ونزيهة، قضائية وتنفيذية وتشريعية".
وأكد مرسي:"الله هو الذي نصر هذه الثورة وهو الذي يرعى استمرار مسيرتها".
وشدد مرسي على ضرورة محاسبة من سرق أموال الشعب ولابد من محاسبة قتلة الثوار وتحقيق الإستقرار للوطن. وقال:"الذين يريدون عرقلة الثورة لن أترك لهم الفرصة لتحقيق ذلك".
وفي ختام كلمته ذكر مرسي الشعب السوري والفلسطيني قائلا:"أنا اعمل حتى يتحقق للشعب السوري ما يتمناه وحتى تنتصر ثورته، أما غزة واهلها فلهم منا كل التأييد وهم يحبون أرضهم ووطنهم ولن يغادروه".