وصلت العاصمة الرباط مبكرا وتوجهت مباشرة الى "باب الحد" حيث انطلاقة المسيرة التي دعى اليها السفياني.
سرت قليلا الى ان وصلت الى مقدمة المسيرة، كان من بين اول الحاضرين قيادات نقابية وحزبية من اهمهم وزير السكنى والتعمير على مسافة بعيدة من المشاركين يلتقطون الصور والتصريحات الرسمية، فجأة لفت انتباهي حضور اسامة الخليفي المطرود من حركة 20 فبراير والاسئلة تتقاطر عليه من الصحافيين اين نزلت الحركة هنا ام بالدار البيضاء؟ فأجاب: نزلت فيهما معا.
المثير هو ان احدى الفاعلات السياسيات المحسوبة على التيار اليساري حيث اتضح هذا من خلال كلامها بدت كآنها تعاتب الخليفي بنبرة من المزاح "نحن من صنعناك ووصلناك لهذا المستوى"
فجأة بدا التدافع حول من يستولي على مقدمة المسيرة الى ان اقتربنا من ساحة البريد فإذا بعدد كبير من الشباب ذوي البنية القوية يرتدون صدريات برتقالية تخترق المسيرة من الخلف متوجهة الى المقدمة و يتوسطهم شباط عمدة فاس حيث اصيب المشاركون بالدهشة للأمر في الاول، سرعان ما تحولت الدهشة الى قهقهة خاصة بالمسؤولين الذين أزيحوا من مكانهم او اضطروا الى تركه لشباط لينال حضه من الصور.
استمر التدافع "وزطم علي نزطم عليك" في مقدمة المسيرة الامر الذي جعلني افكر في الرجوع الى باقي اركان المسيرة، فإذا بي اكتشف ان اناس وجمعيات ترفع اصواتها بكل حرقة وغيرة نصرة للقضية ودعما للشعب في فلسطين غير ابهة لأخد الصور او للتعليق في المنابر.
حين التفتت فوجئت برئيس الحكومة يدخل الى المسيرة تحديدا في الوسط رافضا التوجه الى المقدمة رفقة عنصرين من الامن فأثارني المشهد واقتربت قليلا، توقف المشاركون عن رفع الشعارات وبدأت اسمع من احد المشاركين يقول انها "الشعبوية الخاوية" والاخر يقول حملة انتخابية، فعمد احد المشاركين الى جمع منخرطيه من الاطفال التي تتراوح اعمارهم من 14 الى 16 سنة، فالّذي لم يعلمه رئيس الحكومة انه نزل وسط جمعية محسوبة على تيار المعارضة، حيث طلب منهم رفع شعارات ضده فبدا الفتية في ترديد ما قاله لهم الرفيق "هدي مسيرة تضامنية ماشي حملة انتخابية، واشعلها نار نار في صفوف الخوانجية" فالتفت اليهم بنكيران مصرا عدم مغادرة المكان بعد ما طلب منه احد مرافقيه ذلك فاذا به يجدهم مجموعة فتية يلبسون لباسا غريبا واضعين حلقات في انفهم واوشام غريبة في ايديهم علمت فيما بعد انهم مجموعة يدعون ب"الساطانيك" سرعان ما دابو في المسيرة حين التحق اخوة بنكيران ورافقوه في" باب الرواح" .
عند العودة فوجئت بحافلات النقل العمومي بمدينة فاس سيتي باص في الطريق السيار الرباط فاس هي الاخرى مشاركة في نقل الراغبين في المشاركة في المسيرة .