بسقوط ضحيتين جديدتين خلال الأسبوع الأخير بحيي الرصيف و عوينة الحجاج بفاس باستعمال أسلحة بيضاء، يكون شبح الجرائم قد عاد من جديد إلى بعض الأحياء الهامشية بالمدينة التي شهـدت قبـل و خلال صيف السنة الجارية عدة مسيرات و وقفات احتجاجية للمطالبة بالحماية الأمنية وتقوية الوجود الأمني القار والمتنقل من أجل لإعادة الطمأنينة إلى ساكنة المدينة القديمة.
و إذا كانت الحملة التي قامت بها ولاية أمن فاس خلال الشهور الأخيرة، وأسفرت عن إيقاف أعداد كثيرة من الأشخاص ذوي السوابق و المبحوث عنهم في عدة قضايا، بعد أن تعززت الولاية بعدة عناصر من فرقة الدراجين المتنقلة، و أزيد من (60) مفتشا للشرطة و (10) ضباط للشرطة القضائية، إضافـة إلـى (60) عنصـرا مـن الفرقـة الوطنيـة للشرطـة القضائيـة التـي مكثـت بفـاس مدة عشرة أيام و شاركـت في عمليات تمشيط العديد من الأحياء الهامشية التي تعتبر نقطا سوداء، وأوكارا للصوص و النشالين و ذوي السوابق و مروجي المخدرات، و رغم أنها خفت نسبيا، فإن نشاط الجريمة وترويع المواطنين لم يقطع.
وعبر بعض المواطنين الذين يقطنون بحي المرجة في اتصالهم بالجريدة عن استيائها مما يعانونه جراء التهديدات التي يتعرضون لها من طرف بعض الأشخاص من ذوي السوابق الذين يغتنمون حلول الليل حيث يباشرون عمليات استفزاز المواطنين و تهديدهم بالسيوف و الأسلحة البيضاء و تجريدهم من كل ما هو متوفر لديهم من مال و حلي و أغراض شخصية قابلة للبيع، الأمر الذي جعل معظم المواطنين لا يستطيعون الخروج من دورهم ليلا، وحتى إن كانوا مضطرين لذلك مخافة تعرضهم لما هو أسوأ من التهديد، فلا يستطيعون تبليغ معاناتهم إلى السلطات الأمنية أو مسؤولي الإدارة الترابية مخافة الانتقام منهم أو أبنائهم.
من جهتها أفادت مصادر مسؤولة بولاية أمن فاس، أنها لم تتوصل بأية شكاية فردية أو جماعية من طرف قاطني حي المرجة بواد فاس الذي ينقسم إلى جزء بناياته حديثة والأخر يتميز بدوره العتيقة شبه القروية، حيث تنعدم فيه الإنارة العمومية أو غيرها من التجهيزات الأساسية.
وأضافت ذات المصادر، أنها لم تستثني الحي من دوريات الأمن، بما فيها دوريات فرقة الدراجين المتنقلة، وأكدت أن ولاية الأمن تسعى إلى إحداث مقاطعات أمنية جديدة من أجل تقريب الأمن من المواطنين، كما هو الشأن بمنطقة سايس وواد فاس اللتان تشهدان توسعا عمرانيا متزايدا.
و جدير بالإشارة إلى أن حالات الإجرام التي عانت منها بعض أحياء المدينة، و بعض أحيائها التجارية كانت موضوع احتجاجات المواطنين. كما حدث خلال الأيام السابقة بالشارع العام، حيث تم استنفار الأجهزة الأمنية التي تمكنت من إيقاف مجموعة من الشبان من بينهم من يحتمل أن يكونوا من بين العناصر التي شاركت في المواجهات التي شهدها حي عوينة الحجاج المعروف بكونه أحد الأحياء التي تعتبر نقطا سوداء، ليس بسبب العنف المتبادل في أسواقها باستعمال الأسلحة البيضاء، بل أيضا بكونه حيا يتحكم فيه المتطرفون، و يطبقون فيه قانونهم الخاص و أمام ذلك تتجه ولاية أمن فاس إلى إحداث ملحقات للشرطة القضائية ببعض المناطق الأمنية بالمدينة في أفق تعميمها على سائر المناطق الأمنية الأخرى.