توصلنا في جمعية (العدالة للمغرب) برسالة خطية كتبها معتقلوا خلية تنسيقية أنصار الشريعة وفيها يردون على جريدة الصباح في ما اعتبروه إفتراء عليهم في مقال تحت عنوان (أنصار الشريعة خططوا لقتل أمنيين و تفجير ثكنات) الذي نشر في عددها 3910 بتاريخ 9 نونبر 2012. و أكد المعتقلون المعنيون أنهم لم يفكروا أبدا في مثل هذه الأعمال التي تستهدف مصالح المغرب وتسيء إليه و إلى المسلمين. وهذا نص البيان:
جاء في جريدة الصباح عدد 3910 بتاريخ 9 نونبر 2012 مقال كتب على رأسه عنوان عريض يقول : { أنصار الشريعة خططوا لقتل أمنيين و تفجير ثكنات } ، عنوان يعبر عن مدى خطورة الجماعة التي تم تفكيكها ، و يتبادر إلى ذهن القارئ أن المغرب كان على وشك أن يشهد عمليات إرهابية كالتي حدثت في الدار البيضاء 2003 التي كانت كما يعتقد الجميع من صنع المخابرات المغربية للتلبيس على الرأي العام و خلق ذريعة لتمرير قانون الإرهاب الذي تستعمله الدولة من أجل تشديد قبضتها الأمنية و اعتماد ذلك لتبرير الانتهاكات الواقعة في حق مواطنين أبرياء ، ذنبهم الوحيد أنهم ملتزمين بدين الله ، و هذا يجعل المرء يحس أن السلطات المغربية قائمة على حماية التراب و أنهم قدموا خدمة يشكرون عليها للمغرب و المغاربة .
لكن لما قرأنا ذلك نحن – المتهمون بهذا البهتان العظيم – رأينا كم فيه من كذب و افتراء و نعني ما نقول ، فهذا يكشف أن كل من اعتقلوه قبلنا و لفقوا له تهمة إنشاء عصابة إرهابية هو بريء من ذلك براءة الذئب من دم يوسف ، و الحق ما يعيشه المرء لا ما يسمعه . كيف تبادر إلى كاتب المقال المسمى { خالد العطاوي } أن يتهم ناسا لا علم له بأحوالهم بجرائم لا أساس لها من الصحة ؟ ما هذه المصادر التي اعتمد عليها لينسب هذه الافتراءات للإخوة الأبرياء ؟ قال رسول الله صلى الله و عليه و سلم { كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع } و كلام هذا الصحفي كذب محض ، و نتحدى من يثبت صدقه بأدلة مادية ما لم يكن هناك تلفيق .
ما هي المصلحة أو الربح الذي سيجنيه { خالد العطاوي} من تضليل الرأي العام و إصدار أحكام مسبقة لإدانة أشخاص أبرياء ؟ هل هذه هي النزاهة و الشفافية التي يتوجب على كل صحفي و ناشر أن يتحلى بها في إيصال الخبر للقارئ الذي سيحكم فيما بعد على الحدث صدقا أو كذبا ؟
الشباب الذين نسبت لهم هذه الافتراءات لم يسبق لهم أن تعارفوا حتى جمعتهم زنان سجن سلا 2 المعروف بالانتهاكات و الإساءات اللاإنسانية . بعد أن جمعنا السجن علمنا أن الأمر مجرد فبركة للأحداث ، و إلا كيف يمكن لأشخاص من أماكن متباعدة لم يثبت التقاؤهم بتاتا أن يخططوا أو يستهدفوا ثكنات عسكرية و قتل أمنيين و اعتراض طريق عربة نقل الأموال ، وسرقة الأبناك ووكالات الماء و الكهرباء ، أليس منهم رجل رشيد ؟؟؟
علاقتنا ببعضنا كانت في العالم الافتراضي – الانترنت – عبر موقع التواصل الاجتماعي facebook في مجموعة إسلامية تسمى أنصار الشريعة بالمغرب الاسلامي ، كان من أهداف المجموعة : تعريف الناس بأحوال المعتقلين الإسلاميين في السجون المغربية ، و العمل على إيصال ذلك إلى من يهمه الأمر. و أيضا تحسيس الناس بما يحصل في العلم من جرائم في حق الأسلام و المسلمين ، و أشياء من هذا القبيل . لكن الاتهامات الموجهة إلينا كانت جد قاسية ، و أحسسنا بجور من نسبها إليها . و لن نبقى ساكتين، و سنعمل إن شاء الله على رد الاعتبار للإخوة المظلومين ، و إبطال ما نسبوه إلينا من بهتان عن طريق الاحتجاجات و إضرابات عن الطعام سائلين العلي القدير العون على تحقيق العدل لنا و لإخواننا، فموت في سبيل الله خير من العيش تحت و طأة الجلاد .
و العجيب أن التحقيقات التي مر بها الإخوة كانت ثقيلة جدا ، و خضعوا لضغط نفسي رهيب بحكم أنها تجربتهم الأولى ، و تم تهديدهم بالتعذيب باستعمال الأساليب المشهورة لدى المخابرات المغربية – القرعة، اللقاط ، الكهرباء ، التعليق ، الضرب – و أوهموهم أن التحقيقات روتينية هدفها إبراء ذممهم و بعد ذلك يخلوا سبيلهم .
بعد أن انتهوا من كتابة محاضرات خيالية للإخوة ، و إرغامهم على التوقيع عليها ، أحالوهم على قاضي التحقيق و فوجئوا أن النيابة العامة تتهمهم بتهم لا علاقة لهم بها من قريب و لا من بعيد و قالت بأنهم متهمون بتهديد الأمن الداخلي في المغرب و محاولة تكوين عصابة إرهابية تهدف إلى ممارسة أعمال عنف ضد المسلمين في أرض الوطن ، مما صدم الإخوة و جعلهم يتساءلون : من وراء هذه التلفيقات و الاتهامات الباطلة ؟ هل هناك من يستفيد من وضع أبناء المغرب وراء القضبان بدون ذنب ارتكبوه ؟ هل التدين صار محظورا في بلد مسلم كالمغرب ؟ لماذا لا تحارب السلطات اليساريين و دعاة الإباحية و المتطاولين على المقدسات بدلا من ظلم شباب ضعفاء لا حول لهم و لا قوة ؟ إن كان الدين محظورا في المغرب ، فالواجب أن يخبرونا كي لا نكون ضحايا جهلنا بالقانون. و كان من عواقب هذه الاتهامات الفظيعة رمينا في سجن سلا 2 لتبدأ المعاناة و الإهمال و يمارس علينا ما عرف عن موظفي هذا السجن الفظيع من خروقات و تدنيس كرامة المسلم و دينه .
و نشهد الله ثم نشهد من قرأ كلامنا أننا بريئون مما نسب إلينا و لم نعلم به حتى قرأناه في جريدة "الصباح" كبقية الناس ، و تكون هذه إساءة أخرى إلى أبناء المغرب الغالي . هذا و من حق أي مظلوم أن يرفع تظلمه لرافع السموات جل في علاه فإن الله لا يظلم مثقال ذرة ، ثم إلى من يهمه أمر أبناء الوطن الأبرياء الذين ذهبوا ضحية مخططات لا تخدم الله ولا الوطن .
هذا البيان لم نفكر في كتابته إلا بعد أن رأينا ما قيل في حقنا من أكاذيب ، فقد أحسسنا بأننا مظلومون لفقوا لنا تهمة عظيمة ، فأردنا أن نخبر المغاربة قاطبة و من يهمهم الأمر خاصة بأننا لم نفكر يوما في الإساءة إلى المغرب و إلى المسلمين ولا نكذب إن قلنا أننا لم نفكر يوما في استهداف المصالح التي ذكرتها الصحافة لتحقيق السبق الصحفي و رفع نسبة الأرباح على حساب ناس أبرياء . فالسلطات نسبت إلينا تهما باطلة لحاجة في أنفسهم ، و كما قلنا ، نحن الآن في سجن أغلب الناس فيه يتعرضون للسب و الإهانة و يمارس عليهم إرهاب كبير بلا ذنب فعلوه ، و الله المستعان على ما يصفون .
هذا البيان خرج من سجن سلا 2 يوم الإثنين 19 نونبر 2012 باسم الإخوة المذكورة أسماؤهم :
مصطفى كريم .
نبيل جناتي
زكريا الابراهيمي
حسن اليونسي
عبد الصمد درغالي
جواد بنزيان
حساين أوحنة.
العربي النعايمي
هشام أوعسو
عبد الكريم أبالي
أيوب بقالي
هاشم بن التهامي
تنسيقية أنصار الشريعة بالمغرب
الدعوية السلمية
إمضاء حسن اليونسي
إمضاء جواد بنزيان